5 - قوله (ومَوْلاَيَ) المولى يتصرف إلى ستة عشر كلمة فلا بأس به في إطلاقه على العبد إلا إذا خشي الفتنة والشر على قائلها وجاء عند مسلم (لا تقولوا مولاي فإن مولاكم الله رب العالمين) فرد البعض هذه الزيادة والأولى أن يقال إنها صحيحة وتحمل على من قال ذلك فخراً وتكبراً وخيلاءً.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[20 - 02 - 06, 12:33 ص]ـ
الباب الخامس والخمسون - باب لا يُردّ من سأل الله
عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ سَأَلَ بالله فأَعْطُوهُ، مَنِ اسْتَعَاذَ بالله فأَعِيذُوهُ، وَمَنْ دَعَاكُم فأَجِيبُوهُ, وَمَن صَنَعَ إِلَيْكُم مَعْرُوفاً فَكَافِئُوهُ, فإِنْ لَم تَجِدُوا ما تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتّى تَرَوْا أَنّكُم قَدْ كَافأْتُموهُ». رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح.
&&& الفوائد المنتقاة على الباب الخامس والخمسون
(عشاء الاثنين 26/ 5 / 1415)
1 - قوله (باب لا يُردّ من سأل الله) هذا الباب فيه تعظيم السؤال بالله وهذا من تمام تحقيق التوحيد في القلب ولما يقوم بقلب المؤمن من الإيمان بالله وصفاته وتعظيمه لله عز وجل.
2 - اختلف العلماء في مسألة السؤال بالله وحكمها، فجاءت أخبار فيها تعظيم السؤال بالله وجاءت نصوص أخرى فيها التشديد والنهي عن السؤال بالله كحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً (ملعون من سأل بالله وملعون من سئل بالله فلم يعط سائله ما لم يسأل هجراً) والذي يظهر أن السؤال بالله ليس على كل حال يجاب السائل فيه، فإذا سأل حقاً من الحقوق فإنه يجب إعطاؤه سؤله كمن سأل حقاً يستحقه من بيت المال وكذا إذا كان مضطراً ومحتاجاً فإنه يجب إعطاؤه إذا كان المسؤول قادراً على إعطائه ولا يعطيه أحد إ لا هو.
وإذا سأل على جهة العموم أناساً فإنه لا يجب على كل أحد إعطاؤه بل يستحب.
3 - السؤال بالله غير سؤال الله بذات المخلوق وجاهه فالثاني بدعة لا يجوز لأنه سؤال بسبب ليس سبباً للسؤال والإجابة. وسؤال الله باسمائه وصفاته أو أعمالك الصالحة أو بإيمانك به أو بالنبي صلى الله عليه وسلم فهذا هو السؤال المشروع.
4 - الإقسام على الله أقسام:
أ - الاقسام بمخلوق على مخلوق (والكعبة أن تعطينى بكذا، اقسم بالولي فلان أن تعطينى بكذا) فهذا لا يجوز بالإجماع كما لا يجوز مثل هذا حتى ولو كان الإقسام بالنبي صلى الله عليه وسلم عند الجمهور.
ب - الاقسام على الله بمخلوق (اقسم عليك بجاه نبيك) فهذا لا يجوز وهو أعظم من الأول.
ج - الاقسام على الله (اقسمت عليك يا رب إلا نصرتنا) فهذا يجوز لبعض الناس دون بعض كما جاء في الحديث (إن من عباد الله من لو اقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك)
4 - قوله (، وَمَنْ دَعَاكُم فأَجِيبُوهُ) إجابة الدعوة إلى العرس واجبة عند جماهير أهل العلم وألحق بعضهم بها سائر الولائم لعموم الأحاديث (عرساً كان أو نحوه)
5 - قوله (وَمَن صَنَعَ إِلَيْكُم مَعْرُوفاً فَكَافِئُوهُ) حتى يتحرر المكافئ من ذل المعروف الذي عمل له والأسر القلبي له
6 - قوله (فَادْعُوا لَهُ حَتّى تَرَوْا) بضم التاء: أي حتى تظنوا، وبالفتح: أي حتى تعلموا وهو الأظهر كما جاء عند أبي داود (حتى تعلموا)
7 - قوله (رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح) الحديث صحيح وله شاهد عند أبي داود من حديث ابن عباس (من سأل بوجه الله فأعطوه)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[20 - 02 - 06, 11:34 م]ـ
الباب السادس والخمسون - بابٌ لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة
عن جابر، قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُسْأَلُ بِوَجْهِ الله إِلاّ الْجَنّةُ». رواه أبو داوود.
&&& الفوائد المنتقاة على الباب السادس والخمسين
(عشاء السبت 2/ 6 / 1415هـ)
1 - قوله (بابٌ لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة) في الترجمة السابقة أنه لا بأس بالسؤال بالله ولم يقيد بمسألة معينة، وهنا فيه النهي عن السؤال بوجه الله. والحديث رواه أبو داود واختلف فيه على سليمان بن قرم بن معاذ هل هما رجلان سليمان بن قرم وسليمان بن معاذ أم أنهما رجل واحد والصواب أنهما رجل واحد فمن قال سليمان بن قرم نسبه إلى أبيه ومن قال سليمان بن معاذ نسبه إلى جده وهو بهذا الطريق فيه نظر وقد دلت الأحاديث الصحيحة على أنه يسأل ويستعاذ بوجه الله غير الجنة، ولهذا توقف العلماء في هذا الحديث من جهتين
أ - من جهة سنده
ب - من جهة مخالفته للأحاديث الصحيحة وهو ضعيف والقول بنكارته فيه نظر.
وعلى القول بصحته فهو لا يخالف الأحاديث الصحيحة الأخرى فيحمل على:
أ - أنه لا يسأل بوجه الله إلا الجنة وما يقرب إليها من الأمور العظيمة التي هي طريق إلى الجنة كالرحمة والمغفرة والتوفيق للصالحات وأنه ليس المقصود من الحديث سؤال الجنة مباشرة دون سؤال ما هو طريق إليها
ب - أنه لا يسأل بوجه الله إلا الجنة، وإذا كان السؤال تعوذاً ودفعاً للعذاب فيجوز السؤال بوجه الله سبحانه، فلا يكون التعوذ داخلاً في السؤال كما جاء في الحديث الصحيح أنه لما نزل قوله تعالى (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً ... ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أعوذ بوجهك، أعوذ بوجهك) والقول الأول أظهر وهو أنه لا يسأل بوجه الله إلا الجنة وما كان طريقاً إليها - سؤالاً كان أو استعاذةً طلباً كان أو دفعاً - وفي حديث ابن عباس (ومن سألكم بوجه الله فأعطوه) رواه أبو داود، لا يلزم من الأمر باعطائه ما سأل أن يكون ما سأل به مشروعاً، بل قد يكون السؤال سبباً لإحراج المسؤول وقد يكون ما سأله بوجه الله أمراً حقيراً لا يستحق أن يسأله بوجه الله.
¥