بمثل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم. حديث صحيح رواه الحاكم في صحيحه.
&&& الفوائد المنتقاة على الباب الستين
(عشاء السبت 16 - 23/ 6 / 1415هـ)
1 - المراد بالقدرية هنا القدرية النفاة فالمشهور عندهم عند إطلاق القدرية المراد بهم القدرية النفاة وقد يسمى المعتزلة قدرية، فالقدرية النفاة هم المعتزلة والقدرية المجبرة هم الجهمية، والقدرية نسب لهم هذا الاسم لأنهم خاضوا في القدر وهم كذلك ينسبون الأفعال لأنفسهم وأنهم مستقلون بأفعالهم وليس لله عز وجل أي تأثير ولا فعل لأفعال العباد، وأول البدع خروجاً هي بدعة القول بنفي القدر وقد ظهرت في أواخر عهد الصحابة.
وقول جمهور السلف بل هو كالإجماع في تكفير القدرية القائلين بنفي العلم والكتابة وهم القدرية الأوائل وهؤلاء لا وجود لهم الآن كما قال أهل العلم.
والقدرية في مراد السلف المراد بهم المتأخرون الذين أثبتوا العلم والكتابة ونفوا المشيئة والخلق.
وقيل أصل هذه البدعة مأخوذ من رجل نصراني يقال سوسن ثم أخذها عنه معبد الجهني ثم عنه غيلان الدمشقي.
وقد نسب لبعض السلف القول بالقدر وهذا لعله لشبهة وهم أخف من غيرهم وقد نسب للحسن البصري القول بالقدر أيضاً وكذا غيره من السلف وقد يكون في رجال الصحيحين من يرمى بالقدر وهذا يحمل على وجوه:
أ - عدم صحة نسبته إليهم
ب - أنه قال به أول أمره ثم رجع عنه.
ج - قد يكون صح عنه وثبت عنه وهذا قد لبّس عليه وخفي عليه.
د - قد يكون صح عنه ولكن لا يكون من دعاة هذه البدعة ولا يروي شيئاً يقوي بدعته
2 - قوله (إِنّ أَوّلَ مَا خَلَقَ الله الْقَلَمَ) رواية أبي داود (أول ما خلق الله القلم) فيه دليل على من قال أن أول الأشياء خلقاً هو القلم وهو قبل العرش واحتجوا بحديث (إن أول ما خلق الله القلم) وحديث ابن عباس عند أبي يعلى الموصلي (إن أول ما خلق الله القلم) وسنده لا بأس به وهذا ما ذهب إليه ابن جرير وابن الجوزي
ومذهب الجمهور أن أول المخلوقات هو العرش وهو أصح وأظهر لما في صحيح البخاري عن عمران بن حصين (جئنا نسألك عن أول هذا الأمر ... ) وفيه (فأمر بكتابة الذكر وكان عرشه على الماء ... ) أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق. ووجه الاستدلال أن القلم حين خُلق أمره الله ابتداء بالكتابة فالقلم حين خلقه والكتابة كانت بعد العرش، ولحديث عبد الله عمرو (إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء) فالتقدير والكتابة كان عقب خلق القلم وهذه كانت بعد العرش وهذا الحديث إذا قيل بالنصب (أولَ) على الظرفية ليس فيه دلالة على الأولية، وعلى رواية الرفع (أولُ) يحمل على أنه أول المخلوقات التي بعد العرش والكرسي التي كانت قبله لأن روايات أولية العرش أصح وأصرح وابن القيم حكى في النونية الخلاف ورجح كون العرش أول المخلوقات.
3 - حديث عبادة بن الصامت بمجموع طرقه يرتفع إلى الحسن أو الصحيح لغيره ورواية ابن وهب موجودة في كتاب القدر له ولكنها منقطعة لأن الأعمش لم يدرك عبادة بن الصامت ولكن المعنى صحيح، وجاءت الرواية المرفوعة عن زيد بن ثابت عند أبي داود وسندها لا بأس به ورواية ابن مسعود وأبي بن كعب وحذيفة بن اليمان مرفوعة عند الطبراني.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[27 - 02 - 06, 12:29 ص]ـ
الباب الحادي والستون - باب ما جاء في المصَوِّرين
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: رسول الله صلى الله عليه و سلم: «قَالَ اللّهُ تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي؟ فَلْيَخْلُقوا ذَرّةً. أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبّةً. أَوْ لِيَخْلُقُوا شَعِيرَةً» أخرجاه.
ولهما عن عائشة رضي الله عنها، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَشَدّ النّاسِ عَذَاباً يَوْمَ الْقيَامَةِ, الّذِينَ يُضَاهِئونَ بِخَلْقِ اللّهِ».
ولهما عن ابن عباس رضي الله عنهما: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كُلّ مُصَوّرٍ فِي النّارِ. يُجْعَلُ لَهُ بِكُلّ صُورَةٍ صَوّرَهَا نَفْسٌ يُعَذّبُ بها فِي جَهَنّمَ»
ولهما عنه مرفوعا «مَنْ صَوّرَ صُورَةً فِي الدّنْيَا كُلّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا الرّوحَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَلَيْسَ بِنَافِخ».
¥