ولمسلم عن ابن عمر مرفوعاً: «يَطْوِي اللّهُ عَزّ وَجَلّ السّمَاوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. ثُمّ يَأْخُذُهُنّ بِيَدِهِ الْيُمْنَىَ. ثُمّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ. أَيْنَ الْجَبّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبّرُونَ؟ ثُمّ يَطْوِي الأَرَضِينَ السبع ثُمّ يَأْخُذُهُنّ بِشِمَالِهِ. ثُمّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ. أَيْنَ الْجَبّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبّرُونَ؟».
وروي عن ابن عباس، قال: ما السماوات السبع والأرضون السبع في كف الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم.
وقال ابن جرير: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: حدثني أبي، قال: قال رسول الله r: « ما السماوات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس»
قال: وقال أبو ذر رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما الكرسي في العرش إلا العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض».
وعن ابن مسعود، قال: بين السماء والتي تليها خمسمائة عام، وبين كل سماء وسماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام وبين الكرسي والماء خمس مئة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش، لا يخفي عليه شيء من أعمالكم. أخرجه ابن مهدي عن حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن عبد الله. ورواه بنحوه المسعودي عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله. قاله الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى، قال: وله طرق.
وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «هل تدرون كم بين السماء والأرض؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة، وبين السماء السابعة والعرش بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، والله تعالى فوق ذلك، وليس يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم». أخرجه أبو دواد وغيره.
&&& الفوائد المنتقاة على الباب السابع والستين
(عشاء الاثنين 17/ 7 / 1415هـ)
1 - هذا الباب فيه بيان أن من لم يوحد الله عز وجل حق التوحيد - توحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات - فإنه لم يقدر الله عز وجل حق قدره ويعظمه حق تعظيمه.
2 - قوله (عن ابن مسعود رضي الله عنه) هذه الرواية فيها ست أصابع والأظهر أنه لم يذكر في الأخبار إلا خمسة أصابع لكن بعض الرواة فرق بين هذه الأشياء والذي يتحصل من الروايات أنها خمسة أصابع وفيه ثبوت الأصابع لله عز وجل وقد جاء ذكر الأصابع من حديث أم سلمة وعبد الله بن عمرو وأنس بأسانيد جيدة وصحيحة وعند الترمذي وأحمد بسند جيد عن ابن عباس أن الحبر قال (إنا نجد أن الله يجعل السموات على ذه - وأشار إلى إصبعه - .. ) وهكذا حتى أتم خمسة أصابع.
3 - قوله (ثُمّ يَأْخُذُهُنّ بِشِمَالِهِ) أكثر الأحاديث ليس فيها ذكر الشمال وإنما فيها ذكر اليمين (وكلتا يديه يمين) أو السكوت عن ذكر الشمال. ورواية (بشماله) فيها عمر بن حمزة العمري وهو الذي انفرد بها وفيه ضعف فخالف غيره وذهب بعض أهل العلم إلى إثبات هذه اللفظة وأنه يكون له سبحانه يمين وشمال، وجاء التصريح بالشمال عند البيهقي أيضاً من طريقين كلاهما ضعيف.
4 - قوله (وروي عن ابن عباس، قال: ما السماوات السبع والأرضون السبع في كف الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم.)
رواه ابن جرير عن النكري هو ضعيف. وثبت الكف لله عز وجل بحديث الصدقة (ويضعها في كفه فيربيها كما يربي أحدكم فلوه) وحديث أن عمر قال لأبي بكر (لو شاء الله لأدخل عباده الجنة بكف واحدة) فقال النبي صلى الله عليه وسلم (صدق عمر)
5 - قوله (وقال ابن جرير: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: حدثني أبي، قال: قال رسول الله r: « ما السماوات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس» هذا مرسل ضعيف.
6 - قوله (قال: وقال أبو ذر رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما الكرسي في العرش إلا العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض».) رواه ابن أبي شيبة وفيه أكثر من مجهول.
7 - قوله (وعن ابن مسعود، قال: بين السماء والتي تليها خمسمائة عام، وبين كل سماء وسماء خمسمائة عام) سنده حسن وله شاهد من حديث أبي هريرة وهذا موقوف على ابن مسعود وله حكم الرفع لأنه لا يقال بالرأي والأظهر ما قاله ابن القيم أن معنى خمسمائة عام ما تقطعه الإبل وما جاء أنه سبعون أو ثلاثة وسبعون سنة المراد به بالبريد.
8 - قوله (وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه) الحديث ضعيف وشيخ الإسلام يقوي هذا الحديث ويرى أن ابن خزيمة احتج به وقواه وصححه، وهذا هو حديث الأوعال وأن الملائكة تكون كالأوعال من ضخامتها وعظيم خلقها وله شاهد من طريق ابن إسحاق عن ابن عباس رضي الله عنهما.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[05 - 03 - 06, 11:36 م]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه
الحمد لله حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه
يسرني أن أتلقى ملاحظاتكم ومقترحاتكم
على البريد الالكتروني
[email protected]
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
¥