ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[03 - 03 - 06, 12:03 ص]ـ
الباب السادس والستون - باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد وسدِّه طرق الشرك
عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه، قال: انْطَلَقْتُ في وَفْدِ بَنِي عَامِرٍ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَقُلنا: أَنْتَ سَيّدُنا. فقَالَ: «السّيّدُ الله تبارك وتعالى». , قُلْنا: وَأَفْضَلُنا فَضْلاً وَأَعْظَمُنَا طَوْلاً. فَقَالَ «قُولُوا بِقَوْلِكم أَوْ بَعْضِ قَوْلِكمُ وَلاَ يَسْتَجْرِيَنّكمْ الشّيْطَانُ». رواه أبو داوود بسند جيد.
وعن أنس رضي الله عنه: أن ناساً قالوا: يا رسول الله يا خيرنا وابن خيرنا! وسيدنا وابن سيدنا! فقال «ياأيّها النّاسُ قُولُوا بِقولِكُمْ ولا يَسْتَهْوِيَنّكُمْ الشّيْطَانُ, أنا محمدٌ عَبْد الله وَرَسُولُه, ما أحِبّ أنْ تَرْفَعُوني فَوْقَ مَنْزِلَتِي التي أنزلني الله عَزّ وَجَلّ» رواه النسائي بسند جيد.
&&& الفوائد المنتقاة على الباب السادس والستين
(عشاء السبت 15/ 7 / 1415هـ)
1 - المصنف ترجم قبل هذا باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وهذا من المصنف من باب التوكيد في وجوب حماية التوحيد وسد الطرق القولية والفعلية التي تؤدي إلى نقص التوحيد أو نقضه فهذه الترجمة مبالغة في حماية التوحيد فإذا كان قد حمى حمى التوحيد فحمايته جناب التوحيد أولى.
2 - قوله صلى الله عليه وسلم (السّيّدُ الله تبارك وتعالى) لما عرف عليه الصلاة والسلام أن هؤلاء حديثوا عهد بإسلام ولتوهم أسلموا خشي عليهم من الغلو والإفراط في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وسلم لذا قال لهم (السيد الله) أي السيادة الكاملة التامة لله تعالى.
3 - قوله (قُولُوا بِقَوْلِكم أَوْ بَعْضِ قَوْلِكمُ) أي بما يوافق الشريعة ولا يؤدي للمبالغة والغلو.
4 - قوله (وَلاَ يَسْتَجْرِيَنّكمْ الشّيْطَانُ) أي لا يتخذنكم الشيطان رسلاً له بإطلاق المبالغة في المدح والثناء والغلو.
5 - اختلف العلماء في كلمة السيد هل تطلق على غير الله عز وجل فمنعه مطلقاً مالك وأجازه غيره وأجازه البعض بقيد الإضافة (سيد بني فلان، سيد فلان) والأقرب أنها ينهى عنها إذا كانت تفضي إلى أمر لا يحمد كأن يتكبر ويعجب بنفسه وإذا لم تفضي لذلك فلا بأس بها فقد جاءت به الأخبار (قوموا إلى سيدكم) وقال (سيدكم الجعد الأبيض البراء من معرور)
ويمنع من إطلاق السيد على من لا يستحقه كالمنافق والفاسق لحديث (لا تقولوا للمنافق سيد فإن يكن سيداً فقد أغضبتم ربكم).
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[03 - 03 - 06, 12:12 ص]ـ
الباب السابع والستون - باب ما جاء في قول الله تعالى: ?وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ والسَّمَوَاتُ مَطْوِيَاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ? [الزمر: 67]
عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: جَاءَ حَبْرٌ من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يَا مُحَمّدُ! إنا نجد أن الله يجعل السّمَاوَاتِ عَلَىَ إِصْبَعٍ، وَالأَرَضِينَ عَلىَ إِصْبَعٍ، وَالشّجَرَ عَلَىَ إِصْبَعٍ، وَالْمَاءَ عَلَىَ إِصْبَعٍ، وَالثّرَى عَلَىَ إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ عَلَىَ إِصْبَعٍ، فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ. فضَحِكَ النبي r حَتّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، تصديقاً لقول الحبر، ثُمّ قَرَأَ: «?وَمَا قَدَرُوا اللّهَ حَقّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ? الآية» متفق عليه.
وفي رواية لمسلم: وَالْجِبَالَ وَالشّجَرَ عَلَىَ إِصْبَعٍ، ثُمّ يَهُزّهُنّ فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أنا الله.
وفي رواية للبخاري: يجعل السّمَاوَاتِ عَلَىَ إِصْبَعٍ، وَالْمَاءَ وَالثّرَىَ عَلَىَ إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ عَلَىَ إِصْبَعٍ.
¥