تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولا يوجد فى العقيدة الاسلامية ما يتنافى وقواعد العقل فكل حقائق الغيب ليست عدمية بل وجودية حتى تلك الامور الغيبية المتعلقة بصفات الله لا تناقض فيها مع العقل وان ناقضت الواقع المحسوس ظاهريا من حيث انها لا يوجد لها نظير من الواقع نقيس عليه فى علمنا المحدود مع ان العلم بعد توسعه اتاح لنا قدرة وامكانية للقياس التمثيلى فقد وقف العقل البشرى على حقائق وامداء وعوالم غاية فى العمق على مستوى تحت الذرات يقرب لنا تصور العلم الإلهى والقدرة الالهية والخلق الالهى المطلق الذى لا تحده محددات فقد قال البعض بان الله حكمَته هندسة اقليدس بحانه عما يصفون إلا انه تبين ان هندسة اقليدس ليست اكثر من لعبة عقلية تم تحديدها بخلق الله على مستوى الكون الفعلى الوجودى فقالوا هندسات اقليدس لا تصلح إلا على سطح مستوى وفى اطار عقلى نظرى وهى لا تحكم الواقع بل الواقع يحكم عليها لان الكون الفعلى غير مستوٍ والخطان التوازيان فى الكون الفعلى يلتقيان لانه غير مستو فهو احدب متقوِّس واشكال الكون تعينت عبر قوى وتطورات وانحكمت بها، ولا وجود لكون فيه هندسات اقليدس فهى قضايا هندسية ومنطقية صادقة فى كون العقل النظرى لانها عبارة عن قضايا لغوية منسجمة فى ذاتها ولا تحتكم للواقع وقيل انها فى حقيقتها تركيبات لفظية تحتملها اللغة وتتنتجها عل صعيد مفومى عقلى بحت كقولى الاعزب رجل غير متزوج فهنا الطرف الاخر شارح للاعزب وكذا قضايا الرياضيات والهندسات قضايا شارحة وتحليلية مهما تعقدت وطالت خطواتها وكثرت عناصرها على خلاف القضايا التركيبية من مثل المعادن تتمدد بالحرارة فهى بذاتها لا تضيف حقيقة لابد من الاحتكام الى الواقع.

وحتى الرياضيات والهندسة فى حقيقتها وفى منشأها هى لقياس امور واقعية لذلك هى سابقة فى شكلها العملى لشكلها النظرى وقد تمثل ذلك لدى الفراعنة وجاء اليونان بعد ذلك وشققوا الكلام فيها نظريا وفى العصر الحديث تم صب قوانين الطبيعة فى قوالب رياضية فتم الافتتان بالرياضيات كنسق اكسيومى (استنباطى) وبهرهم صدقه ويقينيته واعتماده على ذاته فى الصدق واليقين إلا ان المسالة لم تعدو ان تكون فى جوهرها كما قلت قوالب نظرية صورية لغوية رمزية تشرح وتؤطر ظواهر وعلاقات وجودية فعلية فقانون التسارع والجاذبية لم ياتى بصورة استنباطية بل بتجربة عملية كشفت حقيقة واقعية يخضع لها الجسم المتحرك فى الزمن فتم التعبير عن ذلك رياضيا وحتى توقعات اينشتاين انبنت على هذه القوانين لانها تعبر عن ثوابت كونية وليست ثوابت عقلية رياضية فتنبا بوجود كويكبات تم اكتشافها بعد ذلك مثل كوكب بلوتو فى المكان الذى حدده لان الواقع يقول بوجود علاقات وقوى جذب محددة بحدود تم التعبير عن كمومها رياضيا وقس على ذلك عالم الذرة وما تحت عالم الذرة فالظواهر المحسوسة هى الاساس الذى اوصلنا لاسبابه الكامنة فى عالم الذرة وما تحت لذرة وتم اكتشاف مقادير وموجودات ما تحت ذرية ذات طبيعة موجية وكتلوية حسب الظواهر وليست العملية استنباطية مطلقة جرداء.

وهكذا سقطت تصورات الفلاسفة القدماء والمحدثين والمتكلمين الذين ارادوا ان يحددوا الله بقياساتهم عل اساس مننظومات وقوالب ومقولات من انتاج قولهم النظرية الصرفة التى هى ألعاب عقلية لفظية صرفة.

فهى من العاب العقل وهى ضرورية الصدق فى ذالك العلم النظرى.

تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير