اجاب الامام ابن تيمية بما حاصله: ان كل كلمة من هذه الكلمات كفر بلا نزاع بين المسلمين واليهود والنصارى، فضلا عن كونه كفرا في شريعة الاسلام ثم قال وصاحب هذا الكتاب الذي هو فصوص الحكم وامثاله مثل صاحبه الغرنوي والتلمساني وابن سبعين والسنكري واتباعهم مذهبهم الذي هم عليه ان الوجود واحد ويسمون اهل وحدة الوجود، ويدّعون التحقيق والعرفان فهم يجعلون وجود الخالق عين وجود المخلوقات فكل ما يتصف به المخلوقات من حسن وقبح ومدح وذم انما اتصف به عندهم عين الخالق.
قال ويكفيك بكفرهم ان من أخف اقوالهم ان فرعون مات مؤمنا بريئا من الذنوب كما قال يعني ابن عربي.
ثم اخذ يعدد من هذه الكلمات حتى قال ان كفرهم اعظم من كفر اليهود والنصارى ثم قال بعد كلام طويل هذه الفتوى لا تحمل بسط كلام هؤلاء وبيان كفرهم والحادهم فإنهم من جنس القرامطة لباطنية.
وقال الفقيه ابو محمد ابن عبد السلام لما قدم من القاهرة وسألوه عن ابن عربي فقال: شيخ سوء معتوه يقول بقدم العالم ولا يحرمهم فرجا، قال لك قبل ان يظهر من قوله ان العالم هو الله، ثم قال بعد ان عدد مثالبهم ولم اصف عشر ما يذكرونه من الكفر.
ثم قال فرؤوسهم ائمة كفر ويجب قتلهم ولا تقبل توبة احد منهم اذ اخذ قبل التوبة فانه من أعظم الزنادقة.
ثم قال ويجب عقوبة كل من انتسب اليهم او ذب عنهم او اثنى عليهم أو عظم كتبهم او عرف بمساعدتهم ومعاونتهم او كرة الكلام فيهم بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم ولم يعاون على القيام عليهم فان القيام على هؤلاء من اعظم الواجبات لأنهم افسدوا العقول والاديان على خلق من المشايخ والعلماء والامراء والملوك.
ثم قال واما من قال لكلامهم تأويل يوافق الشريعة فانه من رؤوسهم وأئمتهم فانه ان كان يعرف كذّب نفسه وان كان معتقدا لهذا ظاهرا وباطنا فهو أكفر من النصارى.
جواب بدر الذين بن جماعة وسعد الدين الحارثي وشمس الدين محمد بن يوسف الخزرجي الشافعي واجاب القاضي بدر الدين بن جماعة فقال:
هذه الفصوص المذكورة وما اشبهها من هذا الباب بدعة وضلالة ومنكر وجهالة لا يصغى اليها ولا يعرج عليها.
واجاب القاضي سعد الدين الحارثي قاضي الحنابلة بالقاهرة ما ذكر من الكلام المنسوب الى الكتاب المذكور يتضمن الكفر ومن صدق به فقد تضمن تصديقه لما هو كفر يجب في ذلك الرجوع عنه والتلفظ بالشهادتين ثم قال وكل هذه التمويهات ضلالات وزندقة وعبارات مزخرفة واجاب الخطيب شمس الدين محمد بن يوسف الخزرجي الشافعي بعد كلام وقوله ان الحق المنزه هو الحق المشبه كلام باطل متناقض وهو كفر الى آخر ما اجاب به جواب القاضي زين الدين الكساني ونور الدين البكري وشرف الدين الزواوي.
وأجاب القاضي زين الدين الكساني الشافعي مدرس الفخرية والمنصورية بالقاهرة بما حاصلة ان ذلك كفر ثم قال ومن صدق المذكور في هذه الأمور او بعضها مما هو كفر فكفر واجاب الشيخ نور الدين البكري الشافعي بعد كلام ان صابح هذه الاقوال ألعن وأقبح من أن يتأول له ذلك بل هو كاذب فاجر كافر في القول والاعتقاد ظاهرا وباطنا وان كان قائلها لم يرد ظاهرها فهو كافر بقوله، ضال لجهله ولا يعذر لتأويله لتلك الالفاط، الا ان يكون جاهلا جهلا تاما ولم يعذر من جهله بمعصية لعدم مراجعة العلماء الى آخر جوابه.
واجاب الشيخ شرف الدين عيسى الزواوي المالكي اما هذا التصنيف الذي هو ضد لما أنزل الله عز وجل في كتبه المنزلة وضد أقوال الأنبياء المرسلة فهو افتراء على الله وافتراء على رسوله صلى الله عليه وسلم.
ثم قال وما تضمنه هذا التصنيف من الهذيان والكفر والبهتان فكله تلبيس وضلالة وتحريف وتبديل ومن صدق بذلك واعتقد صحته كان كافرا ملحدا صادا عن سبيل الله مخالفا لملة رسول الله تعالى ملحدا في آيات الله مبدلا لكلمات الله زنديقا ولا تقبل توبته ان تاب لأن حقيقة توبته لا تعرف ثم قال فالحذر كل الحذر منهم فإنهم أعداء الله وشر من اليهود والنصارى لأنهم قوم لا دين لهم يتبعونه ولا رب يعبدونه الى آخر كلامه.
جواب البلقيني وابن حجر ومحمد بن عرفة وابن خلدون وابو زرعة وابن الخياط وشهاب الدين الناشري.
¥