واذا صدقت النوايا مع الله سبحانه وتعالى ومجاهدة النفس على ترك المنكرات والخزعبلات والخرافات فعسى الله ان يهدي القلوب فيصدق ايمانها ويصفو التوحيد الخالص لله تبارك وتعالى، يقول الحق جل في علاه 'يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين' سورة التوبة 119،
داعين الله العلي القدير ان يجنبنا الفرقة واختلاف الرؤى لانه يؤدي الى المخالفة والفرقة وهو طريق الى مخالفة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، يقول الحق تبارك وتعالى 'ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات، واولئك لهم عذاب عظيم' سورة آل عمران، وفي سورة اخرى 'ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء انما امرهم الى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون'. سورة الانعام، وكذلك في سورة الاعراف 'اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون'.
مصادرنا التي عليها نعتمد
نقول ان القرآن واضح لا لبس فيه واحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم واضحة جلية اذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم 'عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ' صحيح الجامع الصغير 2549.
ومعنى السنة هنا الطريقة والنهج المستقيم الذي لا لبس فيه. يقول ربنا الكريم 'وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون' سورة الانعام. نعم الطرق السنية واضحة ليس لنا من مصادر اخرى نستمد منها كدلائل وقرائن الا في كتاب الله 'القرآن العظيم' وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .. وهذا هو طريق سلفنا الصالح.
دور العقل
اخي الدكتور محمد عبدالغفار ... لنكن صرحاء .. بلا مواربة.
الاسلام هو الدين الذي اعلى من شأن العقل، وعده اداة صالحة للتعرف الى الحقائق وعلى رأسها الايمان بالله وبقدره ووجدانيته وهو الدين الذي طلب من الانسان ان ينطلق الى الايمان من الدليل والبرهان.
المطلوب ان تتوحد القلوب على اصول الاسلام الصحيح التي لا يكون المسلم مسلما الا بها وان ينظر الجميع فيما وراء ذلك نظرة من لا يبتغي الغلب او الغلبة، ولكن يبتغي الحق والمعرفة الصحيحة. ومالنا ننشغل بغير طريق الحق والهدى اعتمادا على مناهج الطرق الصوفية.
ابن عربي وابن الفارض
لقد اطلعت يا دكتور على كتب ابن عربي والفارض وهما من اعمدة المدارس الصوفية ولم اجد في الحقيقة الا ما يخالف القرآن الكريم وسنن المصطفى صلى الله عليه وسلم، كما ولم نقرأ لاحد من الصحابة وهم سلفنا باتباع مناهج الطرق الصوفية.
لقد قرأت جيدا عقيدة 'وحدة الوجود' لابن عربي او الاتحاد بين الخالق والمخلوق او حلول الرب فيه وهو قول شيطاني قديم تسرب للمنتسبين للتصوف والملل الاخرى الضالة المضلة وكلها من مصادر دخيلة على الاسلام كالافلاطونية والزرادشيتية والمجوسية والهندوسية والجينية والبوذية واخيرا النصرانية راعية التثليث والشرك العظيم، وقد ترتب على هذه العقيدة الفاسدة عند المتصوفة واتباعهم نتائج سيئة وانحراف خطير، اذ كيف يكون لا فرق بين الخالق والمخلوق والرب والعبد وان الكل شيء واحد وذات واحدة، تعالى الله علوا كبيرا عما يصف به الضالمون.
وتعالوا نستدل برأي الذهبي الذي يرى باقوال ابن عربي من الكفر الصريح، وقد كتب عنه في كتاب 'تاريخ الاسلام' بعد خط الحافظ سيف الدين ابن المجد على الحريري: فكيف لو رأى الشيخ كلام ابن عربي الذي هو محض الكفر والزندقة لقال به: هذا الدجال المنتظر ولكن كان ابن عربي منقطعا عن الناس انما يجتمع به آحاد الاتحادية وهو زعيم 'وحدة الوجود' ولا يصرح بامره في حياته لاحد ولم تشتهر كتبه الا بعد موته.
يقول الشيخ القدوة الصالح ابراهيم بن معضاد الجعبري عن ابن عربي 'انه يؤمن بقدم العالم ولا يحرم فرجا'.
الطواف حول القبور
ثم هلم بنا نزور تلك القبور في المساجد، حيث الحقيقة المجردة ولا تحتاج الى مؤلفات وكتب تدعو الى الاسلام المزيف على امور يندى لها الجبين خجلا، وتعالوا نشاهد الحقيقة في الميدان، حيث الطواف على القبور وما يتلفظ به الطائفون حول القبور من ادعية وتوسلات يرجون اجابة الدعوة من الاموات، نقول اين الله العلي القدير القائل في كتابه الكريم 'اذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون'.
¥