تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الشيخ محمد بن قاسم رحمه الله طريقة التلفيق حيث يأتي بنصوص من كتب أخرى ويجعلها مكملة للنص وقد كان يشير في الحاشية ثم أنه لم يلتزم بذلك لكثرة السقط!!! ينظر المقدمةص42، وقد اجتهد الشيخ رحمه الله في ذلك ما أسأل الله أ ن يكتب له الأجر فيه ولكن في الجملة الكتاب لم يظهر بالصورة المطلوبة-وخصوصاً الجزء الاول وأما الثاني فأحسن بكثير- ولا يمثل في الحقيقة رد شيخ الإسلام وفيه علم جم ولكنه يظل غير مرضي وقد كنت أريد ان أضرب امثلة للسقط والتصحيف وغير ذلك وقد دونتها لكن أعرضت عن هذا فما ذكرناه واضح وإنما هو ذكر فائدة قد يستفيد منها احد.

ويجب ان يتوخى المنصف عند النقل هذا الامر، كما يجب ان يهتم بسياق الكلام عند نقله عن أهل العلم وان يعرف طرائق الأئمة ومسالكهم ومفرداتهم، والإمام عليه رحمه الله ينقض كل مقدمة من مقدمات الخصم ويبين أن الخصم نفسه لا يستطيع إثباتها، و ينقض كلام الخصم بكلامه هو نفسه أو بكلام شيوخه، أو بكلام خصومه ويبين انه لم يجب على كلام خصمه ويوفي كلامه حقه او أن خصمه مع أنه على باطل إلا انه أقرب للحق والفطرة منه وغير ذلك من الطرق القوية التي تدل على إمامته وتبحره في العلم والفهم، وهذا الأمر مهم جدا وأكتفي بضرب مثال واحد وهو في نقض مقدمات الخصم قال في بيان تلبيس الجهمية ج1/ 188 في نقض استدلال ابن سينا بان الله جواد في نفي الإرادة والحكمة: ((هذه الحجة مبنية على مقدمتين: أحدها أن الحق مسمى جواد، وأن تفسير الجواد ما ذكرته، ولم تذكر على واحدة من المقدمتين حجة أصلا لا بينة ولا شبهة فكان ما ذكرته مجرد دعوى ... ولم تذكر على واحدة من المقدمتين حجة لكن هناك ادعيت أن ثبوت الإرادة مستلزم للفقر إلى غيره وقد ثبت أنه واجب الوجود فلا يكون مفتقرا إلى غيره وهذه الحجة وإن كان قد تبين فسادها فلم تذكر في اسم الجواد حجة نظيرها بل كان هذا دعوى مجردة!! إذ لا يمكن أن يقول واجب الوجود يجب أن يكون جوادا!!! كما قال يجب أن يكون غنيا!!!))

ثم قال في الوجه التالي: ((الثاني أن يقال لا ريب أن الله عند أهل الملل كريم جواد ماجد محسن عظيم المن)) الخ ولكن أن تتأمل لو جاء أحد الحمقاء وبتر النص الأول موهماً أن ابن تيميه ينفي جود الله!!

مناقشة النصوص:

نقل هذا الرجل خمسة نقول تكلمنا عن أحدها من قبل والآن سنتكلم عن الباقي:

في النقل الاول والثاني عن ابن تيميه جاء ذكر الجسم والشيخ قد تعرض لهذا اللفظ في كتابه هذا وفي غيره كثيراً وبين أنه مجمل وفصل فيما يراد منه

يقول كما في بيان التلبيس ج1/ 397: ((جمهورهم لا يقول هو جسم ولا ليس بجسم لما في اللفظين من الإجمال والاشتراك المشتمل على الحق والباطل))

وفي ج1/ 477: ((وكذلك لفظ التجسيم هو كلفظ التأليف والتركيب والتبعيض والتجزئة من معناه ما هو متفق على نفيه بين المسلمين ومنه ما هو متفق على نفيه بين علماء المسلمين من جميع الطوائف إلا ما يحكى عن غلاة المجسمة من أنهم يمثلونه بالأجسام المخلوقة وأما المعنى الخاص الذي يعنيه النفاة والمثبتة الذين يقولون هو جسم لا كالأجسام فهذا مورد النزاع بين أئمة أهل الكلام وغيرهم وهو الذي يتناقض سائر الطواف من نفاته لإثبات ما يستلزمه كما يتناقض مثبتوه مع نفي لوازمه ولهذا كان الذي عليه أئمة الإسلام إنهم لا يطلقون الألفاظ المبتدعة المتنازع فيها لا نفيا ولا إثباتا إلا بعد الاستفسار والتفصيل فيثبت ما أثبته الكتاب والسنة من المعاني وينفي ما نفاه الكتاب والسنة من المعاني))

وفي ج1/ 550: ((ولفظ الجسم فيه إجمال قد يراد به المركب الذي كانت أجزاؤه مفرقة فجمعت أو ما يقبل التفريق والانفصال أو المركب من مادة و صورة أو المركب من الأجزاء المفردة التي تسمى الجواهر الفردة والله تعالى منزه عن ذلك كله أو كان متفرقا فاجتمع أو أن يقبل التفريق والتجزئة التي هي مفارقة بعض الشيء بعضا وانفصاله عنه أو غير ذلك من التركيب الممتنع عليه وقد يراد بالجسم ما يشار إليه أو ما يرى أو ما تقوم به الصفات والله تعالى يرى في الآخرة وتقوم به الصفات ويشير إليه الناس عند الدعاء بأيديهم وقلوبهم ووجوههم وأعينهم فإن أراد بقوله ليس بجسم هذا المعنى قيل له هذا المعنى الذي قصدت نفيه بهذا اللفظ معنى ثابت بصحيح المنقول وصريح المعقول وأنت لم تقم دليلا على نفيه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير