تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- وكما أن الله قال في شأن فرعون: (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً) [يونس: 92].

فكذلك يقف النبي النبي صلى الله عليه وسلم على قليب بدر وينادي: " يا أبا جهل بن هشام، يا أمية بن خلف، ياعتبة بن ربيعة، يا شيبة بن ربيعة، أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقًا، فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقًا (3) " ودائمًا وأبدًا لا يفلح الظالم حيث أتى.

- وكما أن نبي الله موسى خرج من بلاده خائفًا يترقب، فقد أُخرِج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة أيضًا.

وكما أن الله -سبحانه وتعالى- تفضل على نبيه موسى عليه السلام ومن عليه وعلى من آمن به من قومه، وورث هو

وقومه جنات وعيون، وكنوز ومقام كريم، ونعمة كان فيها غيرهم فاكهين.

فكذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فتح الله عليه مكة، فدخلها فاتحًا آمنًا مطمئنًا، كما قال تعالى: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ..... ) [الفتح: 1].

ولذلك نرى في آخر سورة القصص قول الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَاد ٍ) [القصص: 85]. أي: إلى مكة.

فكما أنا رددنا موسى فسنردك يا محمد إلى مكة فاتحًا، وكذا قال عدد من المفسرين. وكما أن الرسول صلى الله عليه وسلم وُوجه بأصحاب الأموال الذين حاربوا دعوته بأموالهم كما قال تعالى حاكيًا عن بعضهم: (يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا) [البلد: 6]. أي: مالاً كثيرًا في عداوة النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته.

- وكما قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) [الأنفال: 36].

فكذلك ابتُلي نبي الله موسى بقارون الذي كانت مفاتحه تنوء بالعصبة أولي القوة، وابتُلي ببغي قارون وافتراء قارون، ولكن ما العاقبة؟ خسف الله بقارون وبداره الأرض، وما كان له من فئة ينصرون من دون الله وما كان من المنتصرين.

- ومن عجيب الأمر: أن يُبتلى النبي صلى الله عليه وسلم بقريب له يحارب دعوته، ويمشي ويمشي خلفه يصفه بالكذاب ويتهمه بالجنون ألا وهو: عمه أبو لهب. ويُبتلى موسى عليه السلام أيضًا بقارون الذي هو من قوم موسى وقيل: هو ابن عمه

فيا عجبًا؛ كيف يأتي البلاء من الأقرباء؟

وكيف يأتي الافتراء من العشائر؟!

- ابتُلي النبي صلى الله عليه وسلم برأس النفاق: عبد الله بن أُبي بن سلول، و لابن سلول أتباع!!

كما ابتُلي موسى عليه السلام بالسامري الكذاب، وللسامري أتباع!

- أوذي النبي صلى الله عليه وسلم أشد الأذى من أهل الإفك والافتراء، وطعنوا في زوجته الكريمة الشريفة السيدة الطاهرة العفيفة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

كما أوذي موسى، واتُّهِم ووصف بما لا يليق أن يوصف به رجل من عوام الناس، وموسى عليه السلام من أولي العزم من الرسل الكرام، ولكن برأ الله سبحانه عائشة رضي الله عنها في آيات تُتلى في المحاريب وتُحفظ في الصدور وتُسطر في المصاحف، ألا وهي قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ) [النور: 11]. وهكذا ينجي الله المتقين، ويبرئ الله المؤمنين.

وفي المقابل يُلحق ربنا بالبغاة الأشرار ما هم له أهل، فالخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات.

وكما أن موسى عليه السلام قابلته الصعاب والمشاق والعناد من بني إسرائيل فقد قُوبِل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بذلك من بني إسرائيل أيضًا، ومن أهل النفاق كذلك.

فقد جاء موسى بالبينات واطلع بنو إسرائيل على ذلك، وأنجاهم الله من عدوهم، وفلق الله لهم البحر فكان كل فرق كالطود العظيم، وأغرق الله فرعون وآله أمام أعين الإسرائيليين وما هو إلا أن جاوزوا البحر، فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم: (قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ) [الأعراف: 138].

فسبحان الله، جاء اليهود أيضًا إلي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسألوه مسائل لا يعلمها إلا نبي، فأجابهم عليها خير إجابة بوحي من السماء، فأقروا بصحتها، ومع ذلك عاندوا وكفروا، والعياذ بالله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير