ثالثاً: بل إن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ ردت على أحد الكتاب في جريدة الرياض في هذا الشأن حيث قالت اللجنة:
(الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد ... :
فقد نشرت جريدة الرياض في عددها الصادر 21/ 10/1412هـ مقالاً بقلم: س ر تحت عنوان: ترميم بيت الشيخ محمد بن عبدالوهاب بحريملاء، وذكر أن الإدارة العامة للآثار والمتاحف أولت اهتماماً بالغاً بمنزل مجدد الدعوة السلفية الشيخ: محمد بن عبدالوهاب ـ رحمه الله ـ في حي غيلان بحريملاء، حيث تمت صيانته وأعيد ترميمه بمادة طينية تشبه مادة البناء الأصلية .. إلى أن قال: وتم تعيين حارساً خاصاً لهذا البيت ... الخ).
وقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية على المقال المذكور ورأت أن هذا العمل لا يجوز، وأنه وسيلة للغلو في الشيخ محمد بن عبدالوهاب ـ رحمه الله ـ وأشباهه من علماء الحق، والتبرك بآثارهم والشرك بهم، ورأت أن الواجب هدمه وجعل مكانه توسعة للطريق سدًّا لذرائع الشرك والغلو، وحسماً لوسائل ذلك وطلبت من الجهة المختصة القيام بذلك فوراً، ولإعلان الحقيقية والتحذير من هذا العمل المنكر جرى تحريره. كما في فتاوى ابن باز (7/ 425)
رابعاً: رد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله على الكاتب صالح محمد جمال.
حيث دعا الكاتب صالح جمال إلى شيء مما دعا له د. عبدالوهاب إبراهيم أبو سليمان.
فقد جاء في كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 1/ 401 لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد فقد اطلعت على ما نشرته صحيفة (الندوة) في عددها الصادر في 24/ 5/1387هـ بقلم الأخ صالح محمد جمال تحت عنوان (الآثار الإسلامية) فألفيت الكاتب المذكور يدعو في مقاله المنوه عنه إلى تعظيم الآثار الإسلامية، والعناية بها، يخشى أن تندثر ويجهلها الناس.
ويمضي الكاتب فيقول: (والذين يزورون الآن بيت شكسبير في بريطانيا، ومسكن بتهوفن في ألمانيا لا يزورونها بدافع التعبد والتأليه، ولكن بروح التقدير والإعجاب لما قدمه الشاعر الإنجليزي والموسيقي الألماني لبلادهما وقومهما مما يستحق التقدير فأين هذه البيوت التافهة من بيت محمد ودار الأرقم بن أبي الأرقم وغار ثور وغار حراء وموقع بيعة الرضوان وصلح الحديبية، إلى أن قال: ومنذ سنوات قليلة عمدت مصر إلى تسجيل تاريخ (أبو الهول) ومجد الفراعنة، وراحت ترسلها أصواتاً تحدث وتصور مفاخر الآباء والأجداد، وجاء السواح من كل مكان يستمعون إلى ذلك الكلام الفارغ إذا ما قيست بمجد الإسلام، وتاريخ الإسلام ورجال الإسلام في مختلف المجالات. ويريد الكاتب من هذا الكلام أن المسلمين أولى بتعظيم الآثار الإسلامية كغار حراء وغار ثور، وما ذكره الكاتب معهما آنفاً من تعظيم الإنجليز والألمان للفنانين المذكورين، ومن تعظيم المصريين لآثار الفراعنة. ثم يقترح الكاتب أن تقوم وزارة الحج والأوقاف بالتعاون مع وزارة المعارف على صيانة هذه الآثار والاستفادة منها بالوسائل التالية:
1ـ كتابة تاريخ هذه الآثار بأسلوب عصري معبر عما تحمله هذه الآثار من ذكريات الإسلام ومجده عبر القرون إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
2ـ رسم خريطة أو خرائط لمواقع الآثار في كل من مكة والمدينة المنورة.
3ـ إعادة بناء ما تهدم من هذه الآثار على شكل يغاير الأشكال القديمة، وتحلية البناء بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية على لوحة كبرى يسجل بها تاريخ موجز للأثر وذكرياته بمختلف اللغات.
4ـ إصلاح الطرق إلى هذه الآثار. وخاصة منها الجبلية كغار ثور وغار حراء وتسهيل الصعود إليها بمصاعد كهربائية كالتي يصعد بها إلى جبال الأرز في لبنان مثلاً مقابل أجر معقول.
5ـ تعيين قيم أو مرشد لكل أثر من طلبة العلم يتولى شرح تاريخ الأثر للزائرين، والمعاني السامية التي يمكن استلهامها منه بعيداً عن الخرافات والبدع، أو الاستعانة بتسجيل ذلك على شريط يدار كلما لزمت الحاجة إليه.
¥