تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو محمد]ــــــــ[03 - 07 - 07, 12:39 ص]ـ

أخي المفضال أبا ريحانة .. مع كوني لا أحب طريقة الحوار بأسلوب: بيع وشرط! فسأعلق على ما تفضلت به.

وقبل ذلك أقول: لا بأس عليك، طهور إن شاء الله، وأسأل الله أن يعجل لك بالشفاء العاجل ويجعل مع ذلك ثوابا موفورا .. وأن يرزقك الزواج بأربع .. لعل شفاءك يكون في ذلك!

أخي المفضال .. اسمح لي أن أقول: وأنا أشعر أن إجاباتك تجعلنا في حلقة مفرغة ..

فقضية توجيه كلام النجدات -على القول الثاني المنقول عنهم- هو اجتهاد منك ليس له مستند مقنع .. وإحالتك على ما سلف لم أفد منها شيئا.

على كل .. دعنا من هذه الآن .. فقد جاء ما هو أعظم!

قلت رعاك الله: (أخي الحبيب أنت تنقل عن كتب غير معتمدة وفي نقلك عنها أخطاء فاحشة جداً) وهذا خطأ لم أتوقعه منك ..

بهذه السهولة تنسف كتب أهل العلم وتصمها بأنها غير معتمدة!

التنبيه والرد لأبي الحسين الملطي المتوفى سنة 377هـ غير معتمد! مع كونه من أقدم كتب المقالات وصاحبه من أصح المصنفين في هذا الباب اعتقادا .. وشهرته لا تخفى على أصغر مهتم بهذا الفن .. ومع ذا فهو غير معتمد؟

من أين لك هذه المعلومة؟ ومن سبقك إليها يا رعاك الله؟

أنا يكفيني من الحوار أن نصل إلى هذه النقطة ..

ومع ذلك أقول: لا يخفاك -بارك الله فيك- أن الخوارج ليس لهم كتب مؤلفة بين أيدينا -سوى الإباضية- وإنما المعتمد في هذا على ما ينقله أهل المقالات في كتبهم .. وقد نص على هذا شيخ الإسلام رحمه الله.

وقد نص أيضا على أن أصحاب كتب المقالات إنما يعتمد بعضهم على بعض .. فالبغدادي يعتمد على أبي الحسن وغيره .. وأبو الحسن معتمده -كما يقول شيخ الإسلام- على كتب المعتزلة .. ومثله الشهرستاني ..

لذا .. فإن كان هناك مغمز .. فهو بالفرق بين الفرق ونحوه أليق ..

كتاب التنبيه والرد له ميزة التقدم .. وهذه مهمة جدا في ضبط أحوال الفرق التي ليس بين أيدينا كتب مصنفة منهم.

لذا .. فوصفك لهذا الكتاب أعتبره -مع احترامي وتقديري لك- مجازفة علمية .. ربما أنتجها العجلة وعدم التأمل.

وأمر آخر ..

ما تفضلت به من تعليق وقعت فيه في أخطاء أيضا ..

1 - أما العمرية فهم ليسوا أتباع عمرو بن عبيد المعتزلة .. وإنما فرقة أخرى تشبهها في الاسم، وهم أتباع عمر بن قتادة وهم من الخوارج كما نص على هذا الملطي ..

ويكفيني انخرام الضابط الذي وضعته بهذه الفرقة فقط .. فهي فرقة ثابتة .. ولا دليل لك في نفيها.

2 - كلام الملطي لا إشكال فيه عن أتباع شبيب .. لأن ما استحلوه من الكوفة إنما كان لحراس المسجد وهم من جند الحجاج .. ولا يخفاك ما ذكره العلماء من الواقعة الكبيرة التي حصلت بين جنود الحجاج وأتباع شبيب في سوق الكوفة ..

فأين قتلهم لعامة أهل الكوفة إن كان الاستحلال عندهم عاما؟

وأما قتلهم للمعتكفين .. فليس شيئا متفقا على نقله .. فلم يذكره الاسفراييني في التبصير في الدين وإنما ذكر قتل الحراس فقط (ص60) ..

وعلى كل ربما قاوموهم فقتلوهم .. وربما ظنوهم من أتباع الحجاج .. ومهما يكن من شيء فهي قضية عين .. وسببها نذر أم شبيب -غزالة- التي نذرته بالخطبة على منبر الكوفة .. فهي إذن قصة خاصة لها سببها الخاص وليست قضية عامة ..

3 - وأما كلامك عن الصفرية .. فيكفي أنهم فارقوا الأزارقة في عدم استحلال النساء والصبيان قرينةً يترجح بها جانب ما نقله الملطي الذي رددته بلا برهان.

4 - وأما الشراة .. فليس ما ذكرته مانعا من أن يتلقب بهذا اللقب العام طائفة مخصوصة منهم .. والمثبت (الملطي) مقدم على النافي.

والخلاصة .. أنت -أيها الأخ المفضال زادك الله توفيقا- تريد وصفا منضبطا للخوارج .. وجعلت هذا الوصف ما تقدم في كلامك .. وقد نقلت لك ما يدل على أن هذا ليس الوصف العام المنضبط .. فرددت هذا بما لا طائل تحته -من وجهة نظري- ..

وعليه فجوابي لسؤالك هو: ليس هذان الوصفان منضبطين تماما بحيث لا يتخلفان البتة ..

التكفير بالكبيرة يخرج به الإباضية ونحوهم ..

واستحلال المخالفين لهم عموما أيضا خرج به ما أوردته لك آنفا ..

وعليه فالقضية أغلبية ..

فأقرب وصف للخوارج: من جمع بين التكفير والخروج .. والخروج فرع عن التكفير كما وضحه الأخ الكريم أبو حازم .. والتكفير ألصق بهم وعلامة غارقة لهم أيضا لكونهم تفردوا به بين باقي الفرق.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير