ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - 02 - 09, 03:46 ص]ـ
[الفوائد المنتقاة من بيان تلبيس الجهمية - المجلد الخامس]
18
والأمور السلبية لا تتباين بها الحقائق ولا تختلف ولا تتماثل، إلا أن تكون مستلزمة لأمور وجودية؛ لأن المتماثلين ما قام بأحدهما من الأمور الوجودية مثل ما قام بالآخر، والخلافين اختص أحدهما بأمور وجودية خالف بها الآخر، إذ عُدِمَ [كذا والصواب عَدَمُ] ما به التماثل والاختلاف مستلزمٌ لعدم التماثل والاختلاف
23
هذا الموضع من أصعب المواضع على الجهمية فإنهم لما نفوا مباينته للعالم بالجهة ذهب بعضهم إلى عدم محايثته أيضا كما ذكره هذا وهو المشهور من قول / متكلميهم وذهب بعضهم إلى محايثته للعالم وأنه بكل مكان وهو قول كثير من عبادهم وبعض متكلميهم فتعارض كل طائفة بقول الأخرى
29
فليس في النسخة ذكر القسم الآخر [يعني من كلام الرازي في نهايته] وهو أن يكون جائزا فلا أدري هل سقط من النسخة أم من التصنيف ولكن ما ذكره يدل على نظيره
44
العرض مفتقر إلى الجوهر والجوهر مستلزم للعرض، وقد يقال: هو محتاج إليه أيضا
50
هؤلاء الجهمية لا يفرون من شيء من الحق لما يظنونه شبهة إلا وقعوا في أضعاف مضاعفة من الباطل التي يلزمها ذلك المحذور عندهم فهم دائما متناقضون فإن كل من نفى عن الله أن يكون فوق العرش لا بد أن يحتج بحجة تقتضي السلب والنفي، فهو مع قوله بالمحايثة أو قوله بالمباينة بلا محايثة يكون مثبتا لكل ما سلبه ولأضعافه أو يلزمه ذلك فلم يستفيدوا إلا التناقض في المقال وجحدوا الخالق وهذا من أعظم الضلال
69
الذين نقلوا إجماع السلف أو إجماع أهل السنة أو إجماع الصحابة والتابعين على أن الله فوق العرش بائن من خلقه لا يحصيهم / إلا الله
85
فإذا كان العبد المخلوق الموصوف بما شاء الله من النقص والعيب الذي يجب تنزيه الرب عنه لا يجوز أن يكون حيث تكون النجاسات ولا أن يباشرها ويلاصقها لغير حاجة، وإذا كان لحاجة يجب تطهيرها، ثم إنه في حال صلاته لربه يجب عليه التطهير، فإذا أوجب الرب على عبده في حال مناجاته أن يتطهر له ويتنزه عن النجاسة كان تنزيه الرب وتقديسه عن النجاسة أعظم وأكثر للعلم بأن الرب أحق بالتنزيه عن كل ما ينزه عنه غيره.
91
أصل ذلك أن علم الإنسان كله إنما يحصل بطريق: الإحساس والمشاهدة الباطنة والظاهرة، أو بطريق القياس والاعتبار العقلي، أو بطريق السمع والخبر والكلام، كما قال تعالى: {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا} والعبد الصادق يحصل له من المشاهدة الباطنة ما ينكشف له به أمور كانت مغطاة عنه ويفهم من كلام الله ورسوله والسلف معاني يشهدها لم يكن قبل ذلك يشهدها بل يظهر له قوله تعالى: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق} ثم قال: {أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد} أي أو لم يكف بشهادته وعلمه التي أخبرهم عنها في كتابه؟
96
وهذا حال عامة الكفار وأهل البدع إنما ضلالهم في التكذيب بما لم يعرفوه من الحق، لا بما علموه من الحق، لكن يضمون إلى ذلك التكذيب ظنونا كاذبة تنشأ عن الهوى يصدقون لأجلها بالباطل
150
وهؤلاء يؤمنون ببعض أسماء الله تعالى ويكفرون ببعض ويؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ولهذا تنازع الناس في إيمانهم وكفرهم بما ليس هذا موضعه، ولا ريب أن فيهم الجاهل المتأول الذي لا يجوز أن يحكم عليه بحكم الكفار وأن قوله من قول الكفار، كما أن فيهم المنافق الزنديق الذي لا ريب في نفاقه وكفره.
171
والأقدم أبلغ من القديم، والقديم فعيل من قدم يقدم ومنه قولهم: أحدثي فيما قدم وما حدث
[قال المحقق: أحدثي كذا في الأصل، ولعلها أحداثي، وهذا أقرب ما ظهر لي]
[قلت: الصواب: أخذني ما قدم وما حدث، وهي جملة مشهورة عند العرب،
والمحقق أشار إلى لسان العرب مادة (قدم) مع أن اللسان ذكر هذه الجملة في هذه المادة وفي غيرها أيضا مثل (حدث) و (قرب)]
210
وكما يقول منهم من يقول بالقدماء الخمسة* وأمثال ذلك مما فيه إثبات شيء غني عنه شريك له، وإن كان منهم من يحيل ذلك بل محققوهم يحيلون ذلك للبدلاء لهم إذ الواحد من كل وجه لا يكون علة / ولا مولدا، وهذا ضد قولهم الواحد لا يصدر عنه إلا واحد، فإن المعلوم بالحس والعقل أن الواحد لا يصدر عنه شيء ولا يصدر شيء ويتولد شيء إلا عن شيئين
230
¥