تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ذكرها في كتابه؛ وإن كان قد يوجد في كلام بعض هؤلاء رد التأويل وإبطاله أيضا، ولهم كلام حسن في أشياء. فإنما بينت أن عين تأويلاتهم هي عين تأويلات بشرٍ المَرِيسِيِّ ويدل على ذلك كتاب "الرد" الذي صنفه عثمان بن سعيد الدَّارِمي أحدِ الأئمة المشاهير في زمان البخاري صنف كتابا سماه: "رد عثمان بن سعيد على الكاذب العنيد فيما افترى على الله في التوحيد" حكى فيه هذه التأويلات بأعيانها عن بشر المَرِيسيّ بكلام يقتضي أن المَرِيسيّ أقعد بها، وأعلم بالمنقول والمعقول من هؤلاء المتأخرين الذين اتصلت إليهم من جهته وجهة غيره، ثم رد ذلك عثمان بن سعيد بكلام إذا طالعه العاقل الذكي: علم حقيقة ما كان عليه السلف وتبين له ظهور الحجة لطريقهم وضعف حجة من خالفهم.

ثم إذا رأى الأئمة -أئمة الهدى- قد أجمعوا على ذم المَرِيسِيّة، وأكثرهم كفروهم أو ضللوهم، وعلم أن هذا القول الساري في هؤلاء المتأخرين هو مذهب المَرِيسيّ - تبين الهدى لمن يريد الله هدايته. ولا حول ولا قوة إلا بالله.) ([17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn17))

ولعل أكثر الكتب التي وجه لها شيخ الإسلام أشد الانتقاد - بل ما طالعه أحد من علماء الإسلام إلا وانتقد مؤلفه أشد الانتقاد، ومنهم من رماه لأجله بالردّة عن الإسلام نسأل الله السلامة – كتاب «السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم» فيقول في نقده دون ذكر اسم مؤلفه: (من الناس من يسجد للشمس وغيرها من الكواكب ويدعو لها بأنواع الأدعية والتسبيحات، ويلبس لها من اللباس والخواتم ما يظن مناسبته لها، ويتحرى الأوقات والأمكنة والأبخرة المناسبة لها في زعمه.

وهذا من أعظم أسباب الشرك الذي ضل به كثير من الأولين والآخرين؛ حتى شاع ذلك في كثير ممن ينتسب إلى الإسلام، وصنف فيه بعض المشهورين كتابا سماه: «السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم» على مذهب المشركين من الهند والصابئة، والمشركين من العرب وغيرهم) ([18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn18))

لكنه يصرح باسمه في موضع آخر، ولهول ما في الكتاب وعدم إمكانية تأويله يشير إلى احتمال توبة المصنف مما فيه فيقول: (وأبلغ من ذلك أن منهم من يصنف في دين المشركين والردة عن الإسلام؛ كما صنف الرازي كتابه في عبادة الكواكب والأصنام، وأقام الأدلة على حسن ذلك ومنفعته ورغب فيه، وهذه ردة عن الإسلام باتفاق المسلمين، وإن كان قد يكون تاب منه وعاد إلى الإسلام.) ([19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn19))

ولعل ذلك هو السبب في أنه يرميه أحيانا بأن فيه قدرًا من النفاق والردة، ومخالفة منهج السلف في جميع الأمور العقدية حتى تلك التي يزعم موافقته للسلف فيها كالعقيدة في الصحابة مثلا فيقول: (وكان كثير ممن ينتسب إلى الإسلام فيه من النفاق والردة ما أوجب تسليط المشركين وأهل الكتاب على بلاد المسلمين. فتجد أبا عبد الله الرازي يطعن في دلالة الأدلة اللفظية على اليقين، وفي إفادة الأخبار للعلم. وهذان هما مقدمتا الزندقة كما قدمناه.

ثم يعتمد فيما أقر به من أمور الإسلام على ما علم بالاضطرار من دين الإسلام مثل: العبادات والمحرمات الظاهرة، وكذلك الإقرار بمعاد الأجساد -بعد الاطلاع على التفاسير والأحاديث- يجعل العلم بذلك مستفادا من أمور كثيرة؛ فلا يعطل تعطيل الفلاسفة الصابئين، ولا يقر إقرار الحنفاء العلماء المؤمنين. وكذلك "الصحابة" وإن كان يقول بعدالتهم فيما نقلوه، وبعلمهم في الجملة، لكن يزعم في مواضع أنهم لم يعلموا شبهات الفلاسفة، وما خاضوا فيه؛ إذ لم يجد مأثورا عنهم التكلم بلغة الفلاسفة، ويجعل هذا حجة له في الرد.) ([20] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn20))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير