ولما تجلت هذه الرؤيا ليسوع وعلم أنه نبي مرسل إلى بيت إسرائيل كاشف مريم أمه بكل ذلك قائلا لها: أنه يترتب عليه احتمال اضطهاد عظيم لمجد الله وأنه لا يقدر فيما بعد أن يقيم معها ويخدمها. فلما سمعت مريم هذا أجابت: (يا بني إني نبئت بكل ذلك قبل أن تولد فليتمجد اسم الله القدوس). ومن ذلك اليوم انصرف يسوع عن أمه ليمارس وظيفته النبوية.
برنابا: الفصل العاشر
ولما نزل يسوع من الجبل ليذهب إلى أورشليم التقى بأبرص علم بإلهام إلهي أن يسوع نبي، فتضرع إليه باكيا قائلا: يا يسوع بن داود ارحمني، فأجاب يسوع: ماذا تريد أيها الأخ أن أفعل لك، فأجاب الأبرص:
يا سيدي أعطني صحة، فوبخه يسوع قائلا: إنك لغبي اضرع إلى الله الذي خلقك وهو يعطيك صحة لأنني رجل نظيرك، فأجاب الأبرص أعلم يا سيدي أنك إنسان ولكنك قدوس الرب فاضرع إذا إلى الله وهو يعطيني صحة، فتنهد يسوع وقال: أيها الرب الإله القدير لأجل محبة أنبيائك الأطهار أبرئ هذا العليل.
برنابا: الفصل الحادي عشر
ولما مضت بعض أيام وكان يسوع عالما بالروح رغبة الكهنة صعد إلى جبل الزيتون ليصلي، وبعد أن صرف الليل كله في الصلاة صلى يسوع في الصباح قائلا: يارب إني عالم أن الكتبة يبغضونني، والكهنة مصممون
على قتلي أنا عبدك، لذلك أيها الرب الإله القدير الرحيم اسمع برحمه صلوات عبدك، وأنقذني من حبائلهم لأنك أنت خلاصي، وأنت تعلم يارب أني أنا عبدك إياك أطلب يارب وكلمتك أتكلم، لأن كلمتك حق هي تدوم إلى الأبد.
برنابا: الفصل الثالث عشر
فخر يسوع على وجهه إلى الأرض قائلا: أيها الإله الرب العظيم ما أعظم رحمتك لي، وماذا أعطيك يارب مقابل ما أحسنت به إليّ، فأجاب الملاك جبريل أنهض يا يسوع واذكر إبراهيم الذي كان يريد أن يقدم ابنه الوحيد إسماعيل ذبيحة لله ليتم كلمات الله، فلما لم تقو المدية على ذبح ابنه قدم عملا بكلمتي كبشا، فعليك أن تفعل ذلك يا يسوع خادم الله، فأجابه يسوع سمعا وطاعة، ولكن أين أجد الحمل وليس معي نقود ولا تجوز سرقته، فدله إذ ذاك الملاك جبريل على كبش فقدمه يسوع ذبيحة حامدا ومسبحا لله الممجد إلى الأبد.
برنابا: الفصل الثالث عشر
فقال لهم يسوع: باسم الله اسقوا المدعوين.
برنابا: الفصل الخامس عشر
وجمع يسوع ذات يوم تلاميذه وصعد إلى الجبل، فلما جلس هناك دنا منه التلاميذ ففتح فاه وعلمهم قائلا: عظيمة هي النعم التي أنعم بها الله علينا فترتب علينا من ثم أن نعبده بإخلاص قلب.
برنابا: الفصل السادس عشر
ولما قال يسوع ذلك أجاب فيلبس: إننا لراغبون في خدمة الله ولكننا نرغب أيضا أن نعرف الله، لأن أشعيا النبي قال: (حقا إنك لإله محتجب)، وقال الله لموسى عبده (أنا الذي هو أنا) أجاب يسوع: يا فيلبس إن الله صلاح بدونه لا صلاح، إن الله موجود بدونه لاوجود، إن الله حياة بدونها لا أحياء، هو عظيم حتى أنه يملأ الجميع وهو في كل مكان، هو وحده لا ند له، لا بداية ولا نهاية له ولكنه جعل لكل شيء بداية وسيجعل لكل شيء نهاية، لا أب و لا أم له، لا أبناء ولا أخوة ولا عشراء له، .... لا يأكل ولا ينام ولا يموت ... ، ولكنه يدوم إلى الأبد بدون شبيه بشري.
برنابا: الفصل السابع عشر
ولما انتهى يسوع من العبادة نزل من الجبل مع تلاميذه، والتقى بعشرة برص صرخوا من بعيد: يا يسوع ابن داود ارحمنا، فدعاهم يسوع إلى قربه وقال لهم: ماذا تريدون مني أيها الأخوة؟ فصرخوا جميعهم: أعطنا صحة، أجاب يسوع: أيها الأغبياء أفقدتم عقلكم حتى تقولوا: أعطنا صحة، ألا ترون أني إنسان نظيركم؟ ادعوا إلهنا الذي خلقكم وهو القدير الرحيم يشفكم، فأجاب البرص بدموع: إننا نعلم أنك إنسان نظيرنا، ولكنك قدوس الله ونبي الرب فصلي لله ليشفينا، فتضرع الرسل إلى يسوع قائلين يا معلم أرحمهم، حينئذ أنّ يسوع وصلى قائلا: أيها الرب الإله القدير الرحيم، أرحم وأصخ السمع إلى كلمات عبدك أرحم رجاء هؤلاء الرجال، وامنحهم صحة لأجل محبة إبراهيم أبينا وعهدك المقدس.
برنابا: الفصل التاسع عشر
¥