تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم رفع يديه إلى السماء وصلى لله ثم قال: أيتها المرأة قد حررت ابنتك فاذهبي في طريقك بسلام، فانصرفت المرأة ولما عادت إلى بيتها وجدت ابنتها التي تسبح الله، لذلك قالت المرأة: حقا لا إله إلا إله إسرائيل، فانضم من ثم أقرباؤها إلى الشريعة عملا بالشريعة المسطورة في كتاب موسى.

برنابا: الفصل الحادي والعشرون

لأن من يحب الله كان الله له، ومن كان الله له كان له كل شيء، أجاب بطرس: قل لنا يا معلم كيف يجب على الإنسان أن يحب الله محبة خالصة،فأجاب يسوع: الحق أقول لكم أن من لا يبغض أباه وأمه وحياته وأولاده وامرأته لأجل محبة الله فمثل هذا ليس أهلا أن يحبه الله.

برنابا:النزاع العجيب بين إبراهيم وأبيه

أجاب يسوع: كل كلمة من كلماتي صادقة، لأنها ليست مني بل من الله الذي أرسلني إلى بيت إسرائيل.

برنابا: النزاع العجيب بين إبراهيم وأبيه

أجاب يسوع: كان إبراهيم ابن سبع سنين لما ابتدأ أن يطلب الله، فقال يوما لأبيه: (يا أبتاه من صنع الإنسان؟ أجاب الوالد الغبي: (الإنسان، لأني أنا صنعتك وأبي صنعني)، فأجاب إبراهيم: (يا أبي ليس الأمر كذلك، لأني سمعت شيخا ينتحب ويقول: ((يا إلهي لماذا لم تعطني أولادا)). أجاب أبوه: (حقا يابني الله يساعد الإنسان ليصنع إنسانا ولكنه لا يضع يده فيه، فلا يلزم الإنسان إلا أن يتقدم ويضرع إلى إلهه ويقدم له حملانا وغنما يساعده إلهه، أجاب إبراهيم: (كم إلها هنالك يا أبي؟)، أجاب الشيخ: (لا عدد لهم يابني)، فحينئذ أجاب إبراهيم: (ماذا أفعل يا أبي إذا خدمت إلها وأراد بي الآخر شرا لأني لا أخدمه؟، ومهما يكن من الأمر فانه يحصل بينهما شقاق ويقع الخصام بين الآلهة ولكن إذا قتل الإله الذي يريد بي شر إلهي فماذا افعل؟، من المؤكد انه يقتلني أنا أيضا؟)، فأجاب الشيخ ضاحكا: (لا تخف يابني لأنه لا يخاصم إله إلها، كلا فإن في الهيكل الكبير ألوفا من الآلهة مع الإله الكبير بعل، وقد بلغت الآن سبعين سنة من العمر ومع ذلك فاني لم أر قط إلها ضرب إلها آخر ومن المؤكد إن الناس كلهم لا يعبدون إلها واحدا، بل يعبد واحد إلها وآخر آخر)، أجاب إبراهيم: (فإذا يوجد وفاق بينهم؟)، أجاب أبوه: (نعم يوجد)، فقال حينئذ إبراهيم: (يا أبي أي شيء تشبه الآلهة؟) و أجاب الشيخ: (يا غبي إني كل يوم اصنع إلها أبيعه لآخرين لأشتري خبزا وأنت لاتعلم كيف تكون الآلهة!)، وكان في تلك الدقيقة يصنع تمثالا، فقال (هذا من أخشب النخل وذاك من الزيتون وذلك التمثال الصغير من العاج، انظر ما أجمله ألا يظهر كأنه حي، حقا لا يعوزه إلا النفس)، أجاب إبراهيم: (إذا يا أبي ليس للآلهة نفس فكيف يهبون الأنفاس؟، ولما لم تكن لهم حياة فكيف يعطون إذا الحياة، فمن المؤكد يا أبي أن هؤلاء ليسوا هم الله؟)، فحنق الشيخ لهذا الكلام قائلا: (لو كنت بالغا من العمر ما تتمكن معه من الإدراك لشججت رأسك بهذه الفأس، ولكن اصمت إذ ليس لك إدراك)، أجاب إبراهيم: (يا أبي إن كانت الآلهة تساعد على صنع الإنسان فكيف يتأتى للإنسان أن يصنع آلهة؟، وإذا كانت الآلهة مصنوعة من خشب فان إحراق الخشب خطيئة كبرى، ولكن قل لي يا أبت كيف وأنت قد صنعت آلهة هذا عديدها لم تساعدك الآلهة لتصنع أولادا كثيرين فتصير أقوى رجل في العالم؟)، فحنق الأب لما سمع ابنه يتكلم هكذا، فأكمل الابن قائلا: (يا أبت هل وجد العالم حينا من الدهر بدون بشر؟) أجاب الشيخ: (نعم ولماذا؟)، قال إبراهيم: (لأني أحب أن أعرف من صنع الإله الأول) فقال الشيخ: انصرف الآن من بيتي ودعني أصنع هذه الإله سريعا ولا تكلمني كلاما، فمتى كنت جائعا فانك تشتهي خبزا لا كلاما)، فقال إبراهيم: (إنه لإله عظيم فإنك تقطعه كما تريد وهو لا يدافع عن نفسه) فغضب الشيخ وقال: (إن العالم بأسره يقول انه إله وأنت أيها الغلام الغبي تقول كلا؟ فو آلهتي لو كنت رجلا لقتلتك، ولما قال هذا ضرب إبراهيم ورفسه وطرده من البيت.

برنابا: النزاع العجيب بين إبراهيم وأبيه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير