تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عبد الأعلى]ــــــــ[06 - 12 - 08, 06:45 م]ـ

بارك الله فيك ..

كلام متين جدا ..

ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[08 - 12 - 08, 06:46 م]ـ

صدقت كلام متين جدا و ان ضم اليه تفصيل مصطلح التأويل و ما يراد به باختصار يكون أتم لتحصيل المقصود بارك الله فيكم و زاد من كثير تأملكم

ـ[منصور شمس الحق]ــــــــ[10 - 12 - 08, 06:59 ص]ـ

بارك الله فيك أخي

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[10 - 12 - 08, 09:05 م]ـ

و ان ضم اليه تفصيل مصطلح التأويل و ما يراد به باختصار يكون أتم لتحصيل المقصود

صدقتم في ملاحظتكم الوجيهة،وهذا بعض تفصيل إن شاء الله:

يأتي لفظ التأويل في كتابات السلف دالا على معان ثلاثة:

1 - عموم التفسير، أي ما يفهم من ألفاظ وتراكيب الكلام مأثورا أم غير مأثور، صحيحا أم غير صحيح .. وقد استعمل الإمام ابن جرير كلمة التأويل بهذا المعنى العام .. فكان يترجم لتفسير الآيات بقوله:"القول في تأويل قوله تعالى .... "فيورد الآثار والأقوال والآراء ...

2 - تحويل الكلام إلى واقع، فيكون التأويل بمعنى مآل الكلام وحظه من التحقق ...

فمعلوم أن الكلام خبر وإنشاء .. فتأويل الخبر هو تحققه في الخارج بصرف النظر عن فهم الفاهم، فتأويل رؤيا يوسف -عليه السلام- يمكن أن تكون بمعنيين:

أن يفهم الإنسان منها ما سيقع مستقبلا وهذا هو تعبير الرؤيا .. فيعقوب عليه السلام فهم من رؤيا ابنه تمام النعمة قبل تحققها كما فهم يوسف -عليه السلام -من رؤيا الملك وقوع الخصب والجفاف قبل أوانهما .. وهذا التأويل بالمعنى الأول المشهور عن الطبري ...

أما المعنى الثاني لتأويل الرؤيا فهو تحققها في الواقع سواء أفهم ذلك من قبل أم لم يفهم ... وهذا معنى قول يوسف:" وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً ... "

الآية بينت المراد من التأويل فالإشارة في قوله "هذا" إلى ما تحقق من سجود إخوته وما حصل له من تمكين ...

أما تأويل الإنشاء-كالأمر ونحوه- فهو تنفيذه وتطبيقه ... "أقيموا الصلاة" مثلا تأويلها هو إقامتها في الخارج في المساجد والجماعات ... ومن هذا المعنى قول عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم:" يتأول القرآن"فهي تريد أنه عليه السلام ينفذ ما يؤمر به .. فالتأويل هنا بمعنى تحويل الكلام إلى أفعال.

3 - المعنى الثالث هو صرف الكلام عن ظاهره من أجل معنى غير ظاهر ... ويكون ذلك بسبب أمر عقلي-في الغالب- وهذا هو معنى التأويل عند الأصوليين والمتكلمين ... بل هو المراد عند الإطلاق .. كما في قولهم" أهل التأويل" و"ذم التأويل" و"فهم الصفات من غير تأويل" الخ

وهذا المعنى هو الذي اعتمدناه ... وجعلناه لازما لمفهوم التعدد الدلالي ... فشرط تحقق التأويل هو احتمال الكلمة لمعنيين على الأقل .. فتقول هذا المعنى مراد والثاني غير مراد ... مع اعتبار المعنى المراد غير ظاهر والمعنى غير المراد ظاهر .. ومن ثم وقع الصراع الطويل حول التأويل لثبوت التدافع بين الظهور وعدمه والإرادة وعدمها ...

فالكلمة وحيدة المعنى لا تأويل فيها ... والكلمة ذات معنى ظاهر وهو نفسه مراد لا مسوغ للاختلاف فيها ... فلا يكون الصراع والاختلاف حقيقة إلا إذا تمت المواجهة المتوازنة بين قوة الظهور وقوة الإرادة ...

أما المعاصرون فقد اشتهر عنهم الكلام في التأويل ولهجت كتب الفلسفة والعلوم والنقد بذكر التأويل والقراءة والهرمنتيكا وما أشبه ذلك، ونحن ذاكرون بعض اصطلاحهم:

-التأويل في علم اللغة هو إعطاء "معنى" للكلمة أو الحركة أو الإشارة. فالضوء الأحمر مثلا إشارة بصرية دالة، ووجوب الوقوف هو مدلول تلك الإشارة،وفهم ذلك هو التأويل ..

"غابة "كلمة تأويلها هو تصور مساحة من الأشجار المتكاثفة ..

ولو فهم منها المتلقي" الخوف من الجن "أو" الضياع والتيه" أو "النزهة العائلية" فتلك كلها تأويلات ممكنة .. التأويل إذن هو ترشيح لمعنى وافتراض له.

-التأويل في الهرمنطيقا هو البحث عن معاني سرية خلف المعنى الأول أو الظاهر .. فالتأويل انتقال من ظاهر النص الذي يخاطب العوام إلى باطنه الذي لا يعلمه إلا الخاصة ... وهذه الهرمنطيقا من تأسيس اليهود- غالبا -فقد افترضوا في التوراة جانبا ظاهريا هي الشريعة تخاطب عوام اليهود وجانبا باطنيا سريا يسمونها "الكابال" لا يدركه إلا الهرمنطوقيين من أحبارهم .. (قارن مناهج الفلاسفة والصوفية والمتكلمين عندنا مع التراث العبري!)

-التأويل في علم الموسيقى! هو جعل النوتات والرموز الموسيقية المكتوبة مسموعة بواسطة آلات مخصوصة .. فالنوتات من وضع المؤلف والتأويل من فعل العازف ..

وقد اخترت هذه التعاريف العصرية الثلاث للتأويل لبعض مناسبتها لمعاني التأويل في تراثنا كما سلف .. فالتأويل في اللسانيات قريب من معنى الطبري .. والتأويل الهرمنطيقي هو المذموم غالبه على لسان السلف وهو سبب الضلال والابتداع .. أما التأويل في الموسيقى فهو قريب من المعنى الثالث الذي هو تحقيق أمر في الواقع ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير