تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

18 - قال الإدلبي (57): (فهلا ذكر الباحث مسألة واحدة من أصول مسائل الاعتقاد يختلف فيها الأشاعرة مع أحمد ابن حنبل ليثبت أن الأشاعرة مناقضون له)!

قلت: وهذه تغني عن التعليق عليها! لأن أصغر طالب علم يعرف الفرق بين مذهب السلف الذي هو مذهب أحمد -رحمه الله -، ومذهب هؤلاء المتكلمين. إلا أن يقصد أن الأشعري صرّح في كتابه «الإبانة» (ص20) بأنه على عقيدة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، حيث قال: "قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب ربنا عز وجل وسنة نبينا عليه السلام وما رُوي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل نضر الله وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته قائلون، ولما خالف قوله مخالفون لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق ورفع به الضلال وأوضح به المنهاج وقمع به بدع المبتدعين وزيغ الزائغين وشك الشاكين فرحمة الله عليه من إمام مقدم وجليل معظم مفخم".

فعندها يصح فيه ما قاله شيخ الإسلام: (وأما من قال منهم بكتاب الإبانة الذى صنفه الأشعري في آخر عمره، ولم يُظهر مقالة تناقض ذلك، فهذا يُعد من أهل السنة، لكن مجرد الانتساب إلى الأشعري بدعة، لا سيما وأنه بذلك يُوهم حسنًا بكل من انتسب هذه النسبة، وينفتح بذلك أبواب شر .. ). (الفتاوى: 6/ 359).

ويلزمه – بعدها – أن يرضى بهذا الكتاب، فلا يعتقد ما يخالفه، أو يدافع عمن يُخالفه من الأشاعرة المتأخرين ..

19 - شكك الإدلبي (ص 60) في ثبوت نسبة كتاب " السر المكتوم في مخاطبة النجوم " للرازي، معتمدًا على نفي السبكي له.

والجواب أنقله من مقال للأخ الكريم الشيخ ماجد البلوشي – رعاه الله – عن الكتاب المذكور، قال فيه: (الذي وجدته بعد البحث أن سبب إنكار بعض العلماء للكتاب أو تشكيكهم فيه هو تنزيه الرازي عن كتابة شيء مثله كما هي طريقة ابن السبكي في "طبقات الشافعيّة" على ما سوف يأتي تحريره، وتارة ينفون نسبته إليه لعدم الوقوف على الكتاب ولكون المؤلف ليس من أهل تلك الصنعة كما هو ظاهر كلام ابن خلدون في المقدمة.

وأكثر المؤرخين اندفاعاً نحو إنكار نسبة الكتاب إلى الرازي هو ابن السبكي، ففي "طبقات الشافعيّة" 8/ 87 – طبعة هجر – يقول: "وأمّا كتاب "السر المكتوم في مخاطبة النجوم" فلم يصحَّ أنّه له، بل قيل إنه مختلق عليه"، وفي 8/ 88 حملٌ من ابن السبكي على شيخه الذهبي لأنه أورد الرازي في كتاب "ميزان الاعتدال" المُختص بالمجروحين من الرجال وأنّه سمّاه بالفخر الرازي ولم يذكر اسمه كاملاً! وتجد ترجمته في "ميزان الاعتدال" الجزء الثالث ص340، ولمّا ذكر ابن السبكي قول الإمام الذهبي في الرازي: "له كتاب "أسرار النجوم" سحر صريح"، علّق عليه قائلاً: "قلتُ: وقد عرّفناك أن هذا الكتاب مختلق عليه، وبتقدير صحّة نسبته إليه ليس بسحر! فليتأمّله من يُحسن السحر" ثم أخذ يحط على الإمام الذهبي بكلام جارح قاس.

وابن السبكي لغلوّه شديد العقوق لأستاذه الذهبي كما هو تعبير العلامة المعلمي في التنكيل 1/ 127، فله من الهجوم على الذهبي وانتقاصه شيء ينفر عنه أهل الإنصاف وتأباه موازين العدل، ولهذا طفح الكيل بأحد شيوخ السخاوي – وهو القاضي العز الكناني الأشعري الذي كان شيخ المذهب الشافعي في عصره – فعلّق على كلام ابن السبكي الذي ينتقص فيه الذهبي قائلاً: " هو – أي ابن السبكي - رجل قليل الأدب، عديم الإنصاف، جاهل بأهل السنة ورتبهم، يدلك على ذلك كلامه" انظر كتاب السخاوي "الإعلان بالتوبيخ" ص101، وفي ص 130 من الكتاب وما بعدها مناقشة من السخاوي – وهو أشعري - لابن السبكي ونقد لبعض كلامه عن الذهبي، وفي كتاب "البدر الطالع" 3/ 110 – 111 للشوكاني تعقّب لابن السبكي وتعصّبه على الذهبي وخروجه عن حد الاعتدال والإنصاف، وانظر نحوه في كتاب "المدخل المفصل" 1/ 364 للشيخ بكر أبو زيد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير