[تحرج جماعة من السلف رضوان الله عليهم عن تفسير ما لا علم لهم به]
ـ[عبداللطيف البراهيم]ــــــــ[06 - 01 - 08, 08:23 م]ـ
ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في مقدمة التفسير تحرج جماعة من السلف رضوان الله عليهم عن تفسير ما لا علم لهم به , واستشهد لهم بآثار كثيرة , وقد علق على هذه الآثار بعض شراح المقدمة بتعليقات مفيدة منها:
1 - ما أوردوه عند ذكر شيخ الإسلام الآثار التي جاءت عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما في عدم معرفة تفسير الأب في قوله تعالى: (وَفَاكِهَةً وَأَبّاً).
قال الشيخ محمد العثيمين – رحمه الله تعالى –: " علم من قوله (وَفَاكِهَةً وَأَبّاً) أنه مما تنبت الأرض، ولا يخفى على أبي بكر وعمر أن الأب نبات من الأرض لكنهما أرادا - رضي الله عنهما- تعيين هذا الأب ما هو؟ وأي شجر هو؟ فأشكل عليهم، وقد قيل في تفسيره أن الأب هو نبت يشبه القت عندنا، والظاهر - والله أعلم - أنه نبت صالح، يعنى بمعنى أنه شامل عام لكل ما يكون نبتاً ". (1)
وقد أثار الدكتور مساعد الطيار تساؤلًا في تحرج أبي بكر من القول بالرأي في الأب بينما لم يتوقف في الكلالة وقال فيها برأيه (2) وأجاب عن ذلك بجوابين:
الأول: أن جهل المراد بمعنى الأب كمفردة لا يؤثر في فهم المعنى العام للآية , فهو ظاهر انه نبات ولكن تحديد نوعه غير ظاهر.
والآخر: أن أبا بكر رضي الله عنه كان مسؤول الأمة الأول , والكلالة تحتاج إلى بيان واجتهاد. (3)
2 - بعدما ذكر شيخ الإسلام الآثار الواردة عن بعض السلف في تحرجهم عن تفسير مالا علم لهم به ذكر بعض شراح المقدمة المراد بذلك , ولماذا توقفوا في تفسيره , حيث يقول الشيخ صالح آل الشيخ:
" فيحمل المروي عنهم عن الخلفاء وعن الصحابة من النهي عنه تفسير القرآن بالرأي، أو أن يقول قولا في القرآن؛ لأن هذا القول هو الذي لا يستند إلى حجة ودليل. أما ما يستند إلى حجة ودليل عند صاحبه فهو مأذون له به كما هو الشائع في تفاسير العلماء في هذا الصدد ". (4)
ويقول الدكتور مساعد الطيار: " وهذا التحرج لا يعني أنهم لا يفهمون معاني القرآن , وإنما هو مذهب خاص بمن توقف بالتفسير , ولم ير أن يكون من المفسرين تورعا منه, مع قيام غيره به، فكأنه قد كُفي الأمر به " (5).
* * *
1)) شرح الشيخ محمد العثيمين - رحمه الله تعالى -: (ص: 113).
2)) ينظر تفسير الطبري: (1/ 78).
3)) شرح مقدمة في أصول التفسير للدكتور مساعد الطيار: (ص: 298 - 299).
4)) شرح الشيخ صالح آل الشيخ على المقدمة: (بدون رقم).
5)) شرح مقدمة في أصول التفسير للدكتور مساعد الطيار: (ص: 298).