تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ابن السائح]ــــــــ[22 - 04 - 08, 03:01 م]ـ

دُرر غالية

أثابكم الله وجزاكم خيرا

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[23 - 04 - 08, 04:15 م]ـ

دُرر غالية

أثابكم الله وجزاكم خيرا

أخي المفضال

جزاك الله خيراً على مرورك، ودعائك، وثنائك على هذه المنقولات، وبارك الله فيك.

(11)

الفرق بين قوله تعالى (وتبتل إليه تبتيلا) وأن يقال: (وتبتل إليه تبتّلا) وهو الجادة

والفرق بين قوله تعالى (فتقبلها ربها بقبول حسن) وأن يقال: (فتقبلها ربها بتقبل حسن) وهو الجادة

والفرق بين قوله تعالى (وأنبتها نباتاً حسنا) ً وأن يقال: (وأنبتها إنباتاً حسناً) وهو الجادة أيضاًقال ابن القيم في (مدارج السالكين) (2/ 29):

(ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة التبتل، قال الله تعالى (واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا) [المزمل 8]؛ والتبتل: الانقطاع، وهو تفعُّل من البتل وهو القطع؛ وسميت مريم البتول لانقطاعها عن الأزواج وعن أن يكون لها نظراء من نساء زمانها؛ ففاقت نساء الزمان شرفاً وفضلاً وقطعت منهن.

ومصدر بتَّل: تبتُّلاً، كالتعلم، والتفهم، ولكن جاء على التفعيل مصدر تفعَّل لسرٍّ لطيف، فإن في هذا الفعل [يعني تفعَّل] إيذاناً بالتدريج والتكلف والتعمل والتكثر والمبالغة، فأتى بالفعل الدال على أحدهما [و] بالمصدر الدال على الآخر، فكأنه قيل: بتل نفسك إلى الله تبتيلاً وتبتل إليه تبتلاً؛ ففُهم المعنيان من الفعل ومصدره؛ وهذا كثير في القرآن؛ وهو من أحسن الاختصار والإيجاز).

قلت: ومن ذلك قوله تعالى (فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسناً)؛ قال البقاعي في (تفسيره) في كلامه على هذه الآية: (وجاء بالوصف المشعر بالإحسان [يعني كلمة الرب] مضافاً إليها، إبلاغاً في المعنى، فقال: (ربها) قال الحرالي: وظهر سر الإجابة [أي إجابة الدعاء] في قوله سبحانه وتعالى (بقبول حسن) حيث لم يكن (بتقبل) جرياً على الأول [كذا ويحتمل أن كلمة (الأول) مصحفة عن كلمة (الأصل)].

ولما أنبأ القبول عن معنى ما أُوْلِيَتْهُ باطناً أنبأ الإنبات عما أوليته ظاهراً في جسمانيتها.

وفي ذكر الفعل من (أفعل) في قوله (وأنبتها)، والاسم من (فعَل) في قوله (نباتاً حسناً) إعلام بكمال الأمرين من إمدادها في النمو الذي هو غيب عن العيون، وكمالها في ذاتية النبات الذي هو ظاهر للعين، فكمل في الإنباء والوقوع حسن التأثير وحسن الأثر، فأعرب عن إنباتها ونباتها معنى حسناً؛ انتهى؛ فوقع الجواب لأنها عناية من الله سبحانه وتعالى بها على ما وقع سؤالها فيه، فلقد ضل وافترى من قذفها وبهتها، وكفر وغلا من ادعى في ولدها من الإطراء ما ادعى).

(12) حكمة القرآن في توزيع القصة أو المعنى على مواضع ورودها وتكررهامن طريقة القرآن الحكيم أنه يذكر أحياناً بعض القصة أو بعض المعنى مقتصراً عليه، ثم يذكر في مقام آخر بعضاً آخر منه؛ ولكنه في كل مقام يذكر ما هو أنسب وأليق بالمقام؛ ويجتمع من مجموع هذا الأبعاض معنى كاملاً وافياً بالمراد؛ ومن أمثلة ذلك ما بينه الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في كلامه التالي نقْلُه:

قال ابن كثير في (تفسيره) (2/ 459) في ثنايا كلامه على الآيات الواردة في قصة شعيب مع قومه من سورة هود:

(قال الله تعالى: {ولما جاء أمرنا نجينا شعيباً والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين}:

وقوله {جاثمين} أي هامدين لا حراك بهم.

وذكر هاهنا أنه أتتهم صيحة، وفي (الأعراف) رجفة، وفي الشعراء (عذاب الظلة)، وهم أمة واحدة اجتمع عليهم يوم عذابهم هذه النقم كلها، وإنما ذكر في كل سياق ما يناسبه، ففي (الأعراف) لما قالوا: (لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا) ناسب أن يذكر هناك الرجفة، فرجفت بهم الأرض التي ظلموا بها وأرادوا إخراج نبيهم منها.

وهاهنا لما أساءوا الأدب في مقالتهم على نبيهم ذكر الصيحة التي استلبثتهم [لعلها أسكتتهم كما سيأتي في الموضع الآخر] وأخمدتهم.

وفي الشعراء لما قالوا: (فأسقطْ علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين) قال: (فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم).

وهذا من الأسرار الدقيقة ولله الحمد والمنة كثيراً دائماً).

وقال في تفسير آيات سورة الأعراف:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير