تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الوقف بما قبله لا لفظاً ولا معنى فهو التام أو يتصل ما بعده بما قبله لفظاً ومعنى وهو القبيح أو يتصل ما بعده بما قبله معنى لا لفظاً وهو الكافي أو لا يتصل ما بعده بما قبله معنى ويتصل لفظاً وهو الحسن والخامس متردد بين هذه الأقسام فتارة يتصل بالأول وتارة بالثاني على حسب اختلافهما قراءة وإعراباً وتفسيراً لأنه قد يكون الوقف تاماً على تفسير وإعراب وقراءة غير تام على غير ذلك وأمثلة ذلك تأتي مفصلة في محالها وأشرت إلى مراتبه بتام وأتم وكاف وأكفى وحسن وأحسن وصالح وأصلح وقبيح وأقبح فالكافي والحسن يتقاربان والتام فوقهما والصالح دونهما في الرتبة فأعلاها الأتم ثم الأكفى ثم الأحسن ثم الأصلح ويعبر عنه بالجائز وأما وقف البيان وهو أن يبين معنى لا يفهم بدونه كالوقف على قوله تعالى ويوقروه فرق بين الضميرين فالضمير في ويوقروه للنبي صلى الله عليه وسلم وفي ويسبحوه لله تعالى والوقف أظهر هذا المعنى المراد والتام على قوله وأصيلاً وكالوقف على قوله لا تثريب عليكم ثم يبتدئ اليوم يغفر الله لكم بين الوقف على عليكم أن الظرف بعده متعلق بمحذوف وليس متعلقاً باسم لا لأن اسمها حينئذ شبيه بالمضاف فيجب نصبه وتنوينه قال في الإتقان فالتام سمى تاماً لتمام لفظه بعد تعلقه وهو ما يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده ولا يتعلق ما بعده بشيء مما قبله لا لفظاً ولا معنى وأكثر ما يوجد عند رؤوس الآي غالباً وقد يوجد قرب آخرها كقوله وجعلوا أعزة أهلها أذلة هنا التمام لأنه آخر كلام بلقيس ثم قال تعالى وكذلك يفعلون وهو أتم ورأس آية أيضاً ولا يشترط في التام أن يكون آخر قصة كقوله محمد رسول الله فهو تام لأنه مبتدأ وخبر وإن كانت الآيات إلى آخر السورة قصة واحدة ونحوه لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني هنا التمام لأنه آخر كلام الظالم أبيّ بن خلف ثم قال تعالى وكان الشيطان للإنسان خذولاً وهو أتم ورأس آية أيضاً وقد يوجد بعد رأس الآية كقوله مصبحين وبالليل هنا التام لأنه معطوف على المعنى أي تمرون عليهم بالصبح وبالليل فالوقف عليه تام وليس رأس آية وإنما رأسها مصبحين وأفلا تعقلون أتم لأنه آخر القصة ومثله يتكؤن وزخرفاً رأس الآية يتكؤن وزخرفاً هو التمام لأنه معطوف على سقفاً ومن مقتضيات الوقف التام الابتداء بالاستفهام ملفوظاً به أو مقدراً ومنها أن يكون آخر كل قصة وابتداء أخرى كل سورة والابتداء بيا النداء غالباً أو الابتداء بفعل الأمر أو الابتداء بلام القسم أو الابتداء بالشرط لأن الابتداء به ابتداء كلام مؤتنف أو الفصل بين آية عذاب بآية رحمة أو العدول عن الأخبار إلى الحكاية أو الفصلين الصفتين المتضادتين أو تناهى الاستثناء أو تناهي القول أو الابتداء بالنفي أو النهي وقد يكون الوقف تاماً على تفسير وإعراب وقراءة غير تام على آخر نحو وما يعلم تأويله إلاَّ الله تام إن كان والراسخون مبتدأ خبره يقولون على أن الراسخين لم يعلموا تأويل المتشابه غير تام إن كان معطوفاً على الجلالة وإن الراسخين يعلمون تأويل المتشابه كما سيأتي بأبسط من هذا في محله.

(والكافي) ما يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده إلاَّ أن له به تعلقاً ما من جهة المعنى فهو منقطع لفظاً متصل معنى وسمي كافياً لاكتفائه واستغنائه عما بعده واستغناء ما بعده عنه بأن لا يكون مقيداً له وعود الضمير على ما قبل الوقف لا يمنع من الوقف لأن جنس التام والكافي جميعه كذلك والدليل عليه ما صح عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ عليّ فقلت يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل فقال إني أحب أن أسمعه من غيري قال فافتتحت سورة النساء فلما بلغت شهيداً فقال لي حسبك ألا ترى أن الوقف على شهيداً كاف وليس بتام والتام ولا يكتمون الله حديثاً لأنه آخر القصة وهو في الآية الثانية وقد أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يقف دون التام مع قربه فدل هذا دلالة واضحة على جواز الوقف على الكافي لأنَّ قوله يومئذ الخ ليس قيداً لما قبله وفي الحديث نوع إشارة إلى أن ابن مسعود كان صيتاً قال عثمان النهدي صلى بنا ابن مسعود المغرب بقل هو الله أحد فوددنا أنه لو قرأ سورة البقرة من حسن صوته وترتيله وكان أبو موسى الأشعري كذلك ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع صوته وهو يقرأ القرآن فقال لقد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير