قال المحقق: الموضعان {1، 2} في سورة (مريم) أتيا في سياق الآيات (77 - 81) قال تعالى " أفرأيت الذي كفر بآيتنا و قال لأوتين مالا و ولدا * أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا * كلا سنكتب ما يقول و نمد له من العذاب مدا * و نرثه ما يقول و يأتينا فردا * و اتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا * كلا سيكفرون بعبادتهم و يكونون عليهم ضدا ".
قلت: في موضعي مريم يجوز:
1 - الوقف عليهما و الابتداء بما بعدهما.
2 - الوقف على ما قبلهما و الابتداء بهما على أنهما بمعنى حقا.
قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في المقصد " الوقف على كلا تام لأنها زجر و رد لما قبلها، و قيل: إنها بمعنى حقا و ألا" بالتخفيف " لم يحسن السكوت على عهدا دون كلا " قال الأشموني في منار الهدى بعد كلام مشابه للسابق عن الوقف على كلا الثانية " تام: لأنها للردع و الزجر كالتي قبلها.
16 - و موضع قد جاء في قد أفلحا ... قف و ابتديء مثل ألا فتفلحا
قال المحقق: و رد الموضع في سورة المؤمنون في سياق الآيتين 99 – 100: " حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون * لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها و من ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ".
قلت: قال في المقصد: " كلا الوقف حسن و قال ابو عمرو تام لأنها بمعنى الرد لما قبلها، و جوز بعضهم أنها بمعنى حقا فيوقف على ما قبلها و يبتدأ بها "
و الشيخ هنا يبين أنها بمعنى ألا المخففه و بالتالى فيوقف علي ما قبلها و يبتدأ بها.
17 - و موضعان أتيا في الشعرا ... فقف عليها فيهما لتنكرا
18 - في الموضعين و ابتديء بالأول ... على كلا الوجهين ثم عول
19 - في البدء بالثاني على الأخير ... و هو ألا و اسمع من الخبير
قال المحقق: الموضع الأول في سورة الشعراء في سياق الآيات 12 - 15 " قال رب إني أخاف أن يكذبون * و يضيق صدري و لا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون * و لهم على ذنب فأخاف أن يقتلون * قال كلا فاذهبا بآيتنا إنا معكم مستمعون "
قلت: الناظم يبين أن الوقف عليها تام فكلا رد لقوله إني أخاف أي لا تخف فإنهم لا يقدرون على ذلك فتقف على كلا و تبدأ بما بعدها.
قال مكي: و يجوز الابتداء بـ " قال كلا فاذهبا " تجعله قولا واحدا و كلا بمعنى ألا على معنى قال ألا فاذهبا تجعلها افتتاح كلام محكي. و يجوز أن تكون كلا بمعنى حقا أي قال حقا فاذهبا و لا يحسن أن نبتديء بكلا لأن القول لا يوقف عليه دون المقول البتة.
قال المحقق: و الموضع الثاني ورد في سياق الآيتين 61 - 62 " فلما ترائى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون * قال كلا إن معي ربي سيهدين ".
قلت هذا الموضع مثل سابقه فالوقف على كلا تام ثم البدء بما بعدها.
قال مكي: و يجوز الابتداء بـ " قال كلا " على معنى قال ألا إن معي ربي سيهدين تجعلها افتتاح كلام محكي كله و لا يحسن أن يبتدأ ب " قال كلا " و تجعل كلا بمعنى حقا لأنه يلزم أن يفتح " إن " بعدها على ما تقدم ذكره و لم يقرأ بفتح " أن " أحد و لا يجوز أن يبتأ ب كلا لأن القول لا يوقف عليه دون مقول البتة.
20 - و موضع في سبأ قد وقعا ... قف و ابتديء على الطريقين معا
قال المحقق: الآية 27 من سورة سبأ " قل أروني الذين ألحقتم به شركاء كلا بل هو الله العزيز الحكيم ".
يقصد بالطريقين الوجهين في البيت (10، 11) بمعنى حقا و بمعنى ألا
قلت: قال في منار الهدى: الوقف على كلا تام و البدء بما بعدها عند أبي حاتم و الخليل لأن المعنى كلا لا شريك لي و لا تروني و لا تقدرون على ذلك فلما أفحموا عن الإتيان بجواب و تبين عجزهم زجرهم عن كفرهم فقال" كلا " ثم استأنف "بل هو الله العزيز الحكيم".
21 - و موضعين في المعارج اعرف ... قف و ابتديء على الأخير و اكتف
قال المحقق: الموضع الأول من سورة المعارج جاء في سياق الآيات 11 - 15" يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه * و صاحبته و أخيه * و فصيلته التي تؤويه * و من في الأرض جميعا ثم ينجيه * كلا إنها لظى "
الوقف و الابتداء على معنى ألا و لا يجوز الإبتداء على معنى حقا و هو المعنى الثالث من معاني كلا.
¥