قلت: قال في المقصد:" الوقف على كلا أولى من ينجيه " و قال في منار الهدى " الوقف على كلا حسن عند الأخفش و الفراء و أبي حاتم السجستاني و كلا بمعنى ألا فكأنه قال ألا لا ينجيه أحد من عذاب الله ثم ابتدأ إنها لظى "
قال المحقق: الموضع الثاني جاء في سياق الآيات 36 - 39" فما الذين كفروا قبلك مهطعين * عن اليمين و عن الشمال عزين * أيطمع كل امريء منهم أن يدخل جنة نعيم * كلا إنا خلقناهم مما يعلمون "
قلت: قال في منار الهدى: " الوقف (أي على كلا) تام عند نافع ردا لما قبلها، و يجوز الوقف على نعيم و الابتداء بما بعدها على معنى ألا "
و الخلاصة أنه في الموضعين يقف على كلا و يبدأ بما بعدها و هذا الوقف على معنى ألا الخفيفة.
و الله أعلم
22 - و قد أتت في سورة المدثر ... أربعة تظهر للمستحضر
23 - و ليس للأول في المنهج ... إلا الذي في سورة المعارج
24 - و الوقف في الثاني على قولين ... فابدأ به على كلا الوجهين
25 - و قف على الثالث بالإجماع ... و ابدأ به أيضا و لا تراعي
26 - على كلا الوجهين أما الرابع ... ففي الوقوف عنده تنازع
27 - أجازه قوم على التأكيد ... و ليس هذا القول بالبعيد
28 - و ليس ردا للذي قد مرا ... و استبعد التأكيد بعض القرا
29 - لأجل ما بينهما قد فصلا ... و إن تشأ فابدأ به مثل ألا
قال المحقق: سياق المواضع الأربعة في سورة الدثر جاءت على الشكل التالي:
الموضع الأول: الآيات 11 - 17 " ذرني و من خلقت وحيدا * و جعلت له مالا ممدودا * و بنين شهودا * و مهدت له تمهيدا * ثم يطمع أن أزيد * كلا إنه كان لآياتنا عنيدا ".
الذي تقدم في الكلام على البيت 21 الخاص بسورة المعارج الوقف و الابتداء على معنى ألا و لا يجوز الابتداء على معنى حقا.
قلت: قال في المقصد: " الوقف على كلا تام و أجازوا الوقف على أن أزيد و يبتدأ بكلا بجعلها بمنعى ألا "
قال المحقق: و الثاني الآيتان 31 - 32 " و ما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة و ما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب و يزداد الذين آمنوا إيمانا و لا يرتاب الذين أوتوا الكتاب و المؤمنون و ليقول الذين في قلوبهم مرض و الكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء و يهدي من يشاء و ما يعلم جنود ربك إلا هو و ما هي إلا ذكرى للبشر * كلا و القمر "
و معنى كلا الوجهين كما قررهما في البيتين 10، 11 معنى حقا و معنى ألا.
قال مكي: " الوقف على كلا لا يحسن؛ لأنك لو وقفت عليها لصارت ردا لما قبلها و ما قبلها لا يرد و لا ينكر. و الابتداء بها حسن على معنى ألا و القمر و حقا و القمر أي حقا ما أقول و القمر، و قد أجاز قوم الوقف هنا على كلا جعلوها ردا لما تضمنته الآية مما أتى في التفسير من قول ذي الأشدين لأصحابه عند نزول قوله تعالى في خزنة جهنم {عليها تسعة عشر} قال لهم أنا أكفيكم سبعة عشر و اكفوني أنتم اثنين. و هو مذهب الطبري و هذا بعيد لأنه لفظ لم يتضمنه معنى لفظ الآية.
قال المحقق: الموضع الثالث و الرابع في سياق الآيات 49 - 54" فما لهم عن التذكرة معرضين * كأنهم حمر مستنفرة * فرت من قسورة * بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة * كلا بل لا يخافون الآخرة * كلا إنه تذكرة ".
قلت الموضع الثالث " كلا بل لا يخافون الآخرة " لك الوقف عليه، و لك أيضا البدء به على معنى حقا و ألا و هذا مقصوده من قوله على كلا الوجهين.
قال صاحب منار الهدى: " و قيل كلا – الوقف عليها حسن كالسابق عليها – على أنها للردع على معنى أن الكفار لا يعطون الصحف التي أرادوها ثم استأنف بل لا يخافون الآخرة و إن جعلت كلا بمعنى ألا التي للتنبيه حسن الابتداء بها ".
¥