ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[01 - 10 - 08, 11:43 م]ـ
إن كل المؤمنين يسألون ربهم لذة النظر إلى وجهه الكريم في الآخرة وهي غاية كل عباد الله الصالحين، وموسى عليه السلام امتلأ قلبه وجوارحه محبة وتعظيما لله تعالى فأراد أن يرى محبوبه وظن أن ذلك ممكن في الدنيا والله سبحانه يعلم السر والنجوى يعلم عظيم محبة موسى له ويعلم أنه أحب أن يرى محبوبه فبين الله له أن ذلك لا يمكن في الدنيا وبين له بالبرهان العملي أن ذلك لا يمكن؛ فتجلى الله تعالى للجبل فدك الجبل، وهنا تبين لموسى أنه لا يستطيع تحمل ماطلبه فصعق عليه الصلاة والسلام وتبين له أن ذلك غير ممكن في الدنيا فهو لم يهيأ لذلك بعد، والمحبة الصادقة لله تعالى من أعظم ما يقرب العبد لربه ومن أعظم ما يحول بين العبد وبين عذاب الله تعالى، ولما لعن أحد الصحابة رضوان الله تعالى عنهم شارب الخمر نهاه المصطفى صلى الله عليه وسلم وبين له أن من لعنه يحب الله ورسوله ومن كان كذلك فهو لرحمة الله تعالى أقرب، وسؤال موسى لربه هو سؤال المحب الذي اشتاق لربه، بعد إيمان تام بربه، ويبين لك أن سؤاله سؤال محب هو قوله ((ربي أرني أنظر إليك)) فناداه بالربوبية معترفا لربه بأنه عبد له ومملوك له وهذا دليل على عظم محبته لربه.
أما سؤال بني إسرائيل فكان سؤال الجاحدين المعاندين المستهترين المستكبرين، فلم يكن سؤالهم عن حب وشوق لله، ولهذا قالوا باستكبار وعلو ((لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة)) فرفضوا حتى الإيمان بعد ما تبين لهم صدق موسى وبعد أن نجاهم الله من فرعون وجنده ورتبوا إيمانهم على الرؤية تعنتا وتكبرا، وهذا دليل أن سؤالهم لم يكن سؤال من أحب الله تعال بل سؤال المعاند الجاحد المستكبر؛ فاستحقوا عذاب الله تعالى وعقابه، فسؤالهم ليس كسؤال موسى عليه السلام الذي آمن بربه واعترف وأقر لربه بأنه عبد له، وتذلل في سؤاله لربه وكان حاديه في سؤاله عظيم محبته لربه، فكان ذلك سببا لرحمة الله له فبين الله تعالى له أنه لن يطيق ذلك، فما أعظم محبة موسى لربه وما أعظم المحبة الصادقة لله تعالى فهي سبب الفلاح والنجاح، إن الخوف والرجاء وهما من العبادات العظيمة لا يقصدان لذاتهما فما أن يدخل العباد الجنة حتى يزول خوفهم ويتحقق رجائهم، أما المحبة فتبقى فهي مقصودة لذاتها؛ فهي لا تفارق المؤمنين في جنة ربهم ومحبوبهم سبحانه وتعالى، جعلنا الله منهم، آمين.
ـ[أبو محمد الأنصاري]ــــــــ[04 - 10 - 08, 10:50 ص]ـ
جميل جدا جميع الأخوة وبخاصة أبي عاصم بارك الله لكم لكن لا زال سؤال الحجارة قائما فهل من مزيل للإشكال
ـ[أبو محمد الأنصاري]ــــــــ[08 - 10 - 08, 11:00 م]ـ
قال لي محدثي إن الحجارة هنا هي آلة من آلات العذاب وليست مقصودة بالعذاب لذاتها فهل هذا المعنى صحيح؟
ـ[ابو الهيثم]ــــــــ[09 - 10 - 08, 04:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية ما ابدا به هو تحية الاسلام
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد .......
فقد قرات الردود الوارده من الاخوه بارك الله فيهم على السؤالين اعلاه وكل اجتهد الى ما وفقه الله اليه من رد.
وانا بدوري استخلصت من تللك الردود التالي:
اولا:- اميل الى اجابة الاخ ابا عاصم في رده على السؤال الثاني وهو الفرق بين سؤال سيدنا موسى عليه السلام لرؤية الله عز وجل وطلب قومه رؤيته جل وعلا.
ثانيا:- اجابة على السؤال الثاني:
ان الله عز وجل يقول في الايه الكريمة " فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين" .. فردا على السؤال بسؤال؟ هل كل الناس هنا في هذه الايه هم وقود النار؟ بديهيا الاجابه لأ .. بل ان الكفار من الناس هم وقود النار، ومن ثم لنتتبع آيات القران الى ان نصل الى قوله عز وجل في نفس سورة البقره " ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجاره او اشد قسوة" ولنتوقف هنا قليلا فنرى ان الله وصف الكافرين بقسوة القلوب كالحجاره بصفة عامه والتي صفتها القسوة بل ان قلوبهم اشد قسوة من الحجاره .. نلاحظ بعد ذلك استثناء بعض الحجاره " وان من الحجاره لما يتفجر منه الانهار" (جزء من كل) وهكذا الى اخر الايه وان منها لما يهبط من خشية الله" (كذلك جزء من كل) بمعنى ان كل الحجاره قاسية ولكن هناك استثناء وهذا الاستثناء لا يعلمه الا الله. كما هو كلمة (الناس عامة) يستثنى منهم
¥