1 - إذا اعتبرنا مركب "بغير حساب" صفة للرزق، فهو كناية عن الكثرة والسعة فيكون المعنى: أن الله عز وجل يعطي ما لا يدخل تحت الحساب وما لا يستغرقه العد ...
ويكون المعنى مقتضيا لاسمه" الكريم"
2 - إذا اعتبرنا مركب "بغير حساب" صفة للرازق فههنا احتمالات:
أولها:بغير حساب أي بغير نظر في ما أعطى وفي ما بقي من الخزائن فالله تعالى لا يخشى الفقر،ولا يخاف عقباها، وما عنده لا ينفد ... عكس ما عند المخلوق الذي يجب عليه أن يحسب المصاريف ويجمع ويطرح ويضرب ليجعل المال متطابقا مع احتياجات الزمن ...
ويكون المعنى مقتضيا لاسمه "الغني".
3 - ثانيها: بغير حساب أي لا يوجد من يحاسب الله على فعله .. فالحساب المنفي هنا هو الواقع على رب العالمين ... فهو يعطي ما شاء وليس ثمة محاسب فوقه
ويكون المعنى مقتضيا لاسمه "العزيز".
4 - ثالثها:بغير حساب أي لا يحاسب الله المرزوقين عند عطائه في الدنيا .. فالحساب المنفي هنا هو الواقع من رب العالمين .. فالله يرزق الجميع سواء من آمن منهم أو من كفر ولا يحاسبهم على إيمان أوكفر فيرزق الأول ويمنع الثاني ... وهنا قاعدة عظيمة أشار إليها الشيخ عبد الله دراز:
قال:"يكون الكلام تقريرا لقاعدة الأرزاق في الدنيا وأن نظامها لا يجري على حسب ما عند المرزوق من استحقاق بعلمه أو عمله بل تجري وفقا لمشيئته وحكمته سبحانه في الابتلاء، وفي ذلك ما فيه من التسلية لفقراء المؤمنين ومن الهضم لنفوس المغرورين من المترفين ..
"انظر هامش فقرة البيان والإجمال من كتابه "النبأ العظيم".
ويكون المعنى مقتضيا لاسمه "الحليم" أو "الحكيم".
5 - رابعها بغير حساب أي لا يحاسب الله المرزوقين عند عطائه في الآخرة فرب العزة يدخل من يشاء في رحمته ولا يناقش العبد المذنب في ما اقترفه من آثام ...
ويكون المعنى مقتضيا لاسمه" الغفور الرحيم".
6 - إذا اعتبرنا مركب "بغير حساب" صفة للمرزوق .. فهو بمعنى الحسبان والاحتساب كما في قوله تعالى" وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ"فالرزق يصل إلى العبد بطرق خفية لا يستشعر بها ولا تدخل في التوقع والوهم ..
ويكون المعنى مقتضيا لاسمه" اللطيف".
سبحان الله! الآية نفسها تعطي من المعاني بغير حساب مع أنها تبدو في ظاهرها" عادية "جدا لا تثير فضول المتدبرين!!!!
وفي ذلك عبرة للمتدبرين ... !!