• الامتناعُ عن الاعتداد بالمخالف الذي لا وجه لخلافه , لأنَّ الله تعالى قال (إلى يوم الوقت المعلوم) مع أن من الخلق من ينكر البعثَ , فلما لم يكن لخلافهم أثرٌ أهمِل ولم يعتدَّ به.
• الجنةُ دار السلامة والسلام ممنوعٌ منها من كانت به شائبةٌ من معصيةٍ حتى يطهُر منها بالمغفرة أو النار (ادخلوها بسلام آمنين)
• الأمنُ والسلامةُ ركنا السعادة والهناء , ووجودُ أحدهما دون الآخر يحولُ دون اكتمال النعيم , ولذلك جمع الله بينهما للجنة , وجعلهما الرسول صلى الله عليه وسلم ثلثي حيازة الدنيا.
• غرابةُ أخلاقِ الضيف وامتناعُهُ عن طعام المضيف مما يمنعُ طمأنينتهُ واستئناسهُ بالضيف (قال إنا منكم وجلون) وفي غير هذه السورة فصل سبب وجله بقوله سبحانه (فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم .. ).
• الضلالُ هو أكبرُ وأعظمُ الموانع من رجاء رحمة الله (ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون).
• من هداية القرآن تعليمه لنا الامتناعَ عن مباشرة ذوي الهيئات بوصف النقص , ولذلك قالت الملائكة (فلا تكن من القانطين) ولم يقولوا لا تكن قانطاً , وفي غير هذه السورة قال الله لنبيه نوح (إني أعظك أن تكون من الجاهلين) ولم يقل ولا تكونن جاهلاً وقال (يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين).
• منعُ الله تبارك وتعالى لحِسِّ الفاجر المعاقَب الذي طبع على قلبه من التيقظ وإدراك خطر ما سيحل به – استدراجاً له - فإنَّ قوم لوطٍ حين رأوا الملائكة لم يخطر لهم غيرُ الفاحشة وصرحوا بذلك (وجاء أهلُ المدينة يستبشرون).
• الكفرُ أغلظُ الموانع من الاتعاظ بمصارع الهالكين (إن في ذلك لآيةً للمؤمنين).
• امتناعُ صحة الإيمان على من كذب بأي رسول من رسل الله , وذلك أنَّ أصحاب الأيكة كذبوا صالحاً وحده , ومع ذلك أنزلهم الله تعالى منزلة المكذبين بجميع رسل الله ويؤكد ذلك قول الله عن المؤمنين (لا نفرق بين أحد من رسله).
• منعُ الإعراض والجحود من التسليم للمعجزات فناقة صالح خرجت من الصخرة وكثر لبنها عند خروجها وعظم حجمها عن حجم النوق المعروف ومع ذلك قال الله (فكانوا عنها معرضين).
• توجيه الله تعالى لحامل القرآن بالامتناع عن النظر إلى الدنيا وأهلها واعتقاد أنَّ غيرهُ أوتي خيراً منهُ لئلاَّ يجهلَ حقيقة الحال فلا يقدر نعمة الله قدرَها , لأنَّ الله حين امتنَّ على نبيه صلى الله عليه وسلم بالقرآن أعقب ذلك بـ (لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به ... ) ولذلك فسر بعض أهل العلم قوله صلى الله عليه وسلم (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) بـ (يستغني به).
• منعُ الله لنبيه صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين وحمايتهُ لهُ من مكرهم (إنا كفيناكَ المستهزئين).
• منعُ طبيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم البشرية في تأثره بقيل المشركين من إحقاق باطل الغلاة من المبتدعة الذين ينزلونه منزلة الرب (ولقد نعلمُ أنك يضيق صدرك .. )
• أنَّ التسبيحَ والصلاةَ أعظمُ مانعٍ من الكآبة والضيق والحزن , وهي أجلُّ ما تتنفس به الكروب لأنَّ الله لما علم بتأثر النبي صلى الله عليه وسلم أرشدهُ إلى طريق التنفيس (فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين).
• منعُ جواز انقطاع أي مكلف عن عبادة الله حتى يموتَ خلافاً لما يزعمهُ بعضُ الجهلة من سقوط التكليف عمن بلغ منزلة اليقين كما يحسبون , فإنَّ الله أمر أتقى خلقه له وأحبهم إليه وأعظمهم زلفى لديه بالاستمرار في العبادة حتى الموت , ونشهدُ أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبْدُه ورسولهُ عبَدَهُ حتى أتاهُ اليقين وهو يغرغرُ ويوجهنا بقوله (الصلاة الصلاة) حتى ما يفيضَ بها لسانهُ.
أزكىَ صلاةٍ على خير الورى خُلُقاً && وخلقةً ومنارِ الطُّهر للرائي
وآله الغُرِّ ما حنَّت مطوقةٌ && على الأراكةِ في ظل وأفياءِ
ـ[هاني درغام]ــــــــ[20 - 10 - 09, 07:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا وبارك لكم
ـ[هشام مشالي]ــــــــ[21 - 10 - 09, 12:07 م]ـ
برجاء تحرير المعنى اللغوي لكلمة "الحجر" والفرق بين "الحِجر" -بكسر الحاء- و"الحَجر" -بفتح الحاء- هذا من جهة وجهة أخرى لم يذكر وجه التناسب بين اسم السورة وقصة أصحاب الحجر الواردة فيها.
وفقنا الله لفهم كتابه والعمل به.
ـ[أبو الوليد السلفي السكندري]ــــــــ[23 - 10 - 09, 03:56 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو العلاء الأزدي]ــــــــ[23 - 10 - 09, 08:11 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ..
ـ[محمود المدني]ــــــــ[24 - 10 - 09, 07:02 م]ـ
برجاء تحرير المعنى اللغوي لكلمة "الحجر" والفرق بين "الحِجر" -بكسر الحاء- و"الحَجر" -بفتح الحاء- هذا من جهة وجهة أخرى لم يذكر وجه التناسب بين اسم السورة وقصة أصحاب الحجر الواردة فيها.
وفقنا الله لفهم كتابه والعمل به.
أبْشر هشَامُ.
المعنى اللُّغوي للحجر بتثليث الحاء هو كما يلي:
الحِجْرُ والحُجْرُ:لغتانِ في معنى (الحرامِ) ولذا كانت العربُ تحتمي من بأس بعضها في أشهرِ الحُرُم فيقولون لبعضٍ (حِجْراً مَّحْجُوراً) أي حرامٌ محرمٌ عليك مسِّي بشرٍ , فينتهون بذلك عن البداءةِ بالسوء.
وفي ذلك قولُ الشاعر:
حتى دعونا بأرحامٍ لهم سلفت ... وقال قائلهم إني بحاجورِ (1)
ويقالُ قد استُحجِرَ عليه فلم يتكلَّم , إذا لم يستطع الكلامَ , ومنهُ قولهم:
أبو معقلٍ لا حَجْرَ عنهُ ولا حدَدْ (2)
ويلاحظُ أنَّ معنى المنعِ جليٌّ في هذين التصريفين أعني الكسر والضمَّ وما تصرف منهما.
والضمُّ نصَّ عليه غيرُ واحدٍ فقال ابنُ سيدة: حَجَرَ عليه يَحْجُرُ حَجْراً وحُجْراً وحِجْراً وحُجْراناً وحِجْراناً. مَنَعَ منه , وقال صاحب تاج العروس: الحجْرُ مُثَلَّثَةً: المَنْعُ مِن التَّصَرُّفِ
ـــــــــــــــــــــ
1 - كتاب العين للخليل الفراهيدي بتحقيق عبد الحميد هنداوي 1/ 287 - 288
2 - كتاب الجيم لأبي عمرو الشيباني , طبعة كجمع اللغة بتحقيق إبراهيم الأبياري 1394هـ, 1/ 141.
¥