ـ[تركي الصبحي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 05:26 م]ـ
بسم الله الحمن الرحيم
معنى الحجر هو المنع وهذه بعض النقول في ذلك من كتب التفسير:
قال الشنقيطي-رحمه الله-: ((فكان من أعظم ما أقسم الله به قوله تعالى (هَلْ فِى ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ) أي عقل والحجر كل مادته تدور على الإحكام والقوة فالحجر لقوته والحجرة لإحكام ما فيها والعقل سمي حِجراً بكسر الحاء لأنه يحجر صاحبه عما لا يليق والمحجور عليه لمنعه من تصرفه وإحكام أمره وحجر المرأة لطفلها فهذه المقسم بها الخمسة هل فيها قسم كاف لذي عقل والجواب بلى وهذا ما يقوي هذا القسم بلا شك)) أضواء البيان ج:8 ص:523
قال الشنقيطي-رحمه الله-: ((وقوله حجراً محجوراً أصله من حجره بمعنى منعه والحجر الحرام لأنه ممنوع ومنه قوله) وَقَالُواْ هَاذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ (أي حرام) لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نَّشَاء بِزَعْمِهِمْ (ومنه قول المتلمس وقد ذكر سيبويه هذه الكلمة أعني حجراً محجوراً في باب المصادر غير المتصرفة المنصوبة فأفعال متروك إظهارها نحو معاذ الله وعمرك الله ونحو ذلك وقوله حجراً محجوراً أصله من حجره بمعنى منعه والحجر الحرام لأنه ممنوع ومنه قوله) وَقَالُواْ هَاذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ (أي حرام) لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نَّشَاء بِزَعْمِهِمْ (ومنه قول المتلمس
حنت إلى النخلة القصوى فقلت لها حجر حرام ألا تلك الدهاريس
فقوله حرام تأكيد لقوله حجر لأن معناه حرام وقول الآخر فقوله حرام تأكيد لقوله حجر لأن معناه حرام وقول الآخر
ألا أصبحت أسماء حجراً محرما وأصبحت من أدنى حموتها حما
وقول الآخر قالت وفيها حيرة وذعر عوذ بربي منكم وحجر)) أضواء البيان ج:6 ص:40
قال الإمام ابن كثير –رحمه الله –: ((يقول تعالى (هل في ذلك قسم لذي حجر) أي لذي عقل ولب ودين وحجى وإنما سمي العقل حجرا لأنه يمنع الإنسان من تعاطي ما لا يليق به من الأفعال والأقوال ومنه حجر البيت لأنه يمنع الطائف من اللصوق بجداره الشامي ومنه حجر اليمامة وحجر الحاكم على فلان إذا منعه من التصرف (ويقولون حجرا محجورا) كل هذا من قبيل واحد ومعنى متقارب)) تفسير ابن كثير ج:4 ص:508
قال البغوي –رحمه الله-: (((لذي حجر) لذي عقل سمي بذلك لأنه يحجر صاحبه عما لا يحل ولا ينبغي كما يسمى عقلا لأنه يعقله عن القبائح ونهى لأنه ينهى عما لا ينبغي وأصل الحجر المنع)) تفسير البغوي ج:4 ص:482
قال القرطبي –رحمه الله: (((الانعام 138) ذكر تعالى نوعا آخر من جهالتهم وقرأ أبان بن عثمان حجر بضم الحاء والجيم وقرأ الحسن وقتادة حجر بفتح الحاء وإسكان الجيم لغتان بمعنى وعن الحسن أيضا حجر بضم الحاء قال أبو عبيد عن هارون قال كان الحسن يضم الحاء في حجر في جميع القرآن إلا في قوله برزخا وحجرا محجورا الفرقان فإنه كان يكسرها ها هنا وروي عن بن عباس وبن الزبير وحرث حرج الراء قبل الجيم وكذا في مصحف أبي وفيه قولان أحدهما أنه مثل جبذ وجذب والقول الآخر وهو أصح أنه من الحرج فإن الحرج (بكسر الحاء) لغة في الحرج (بفتح الحاء) وهو الضيق والإثم فيكون معناه الحرام ومنه فلان يتحرج أي يضيق على نفسه الدخول فيما يشتبه عليه من الحرام والحجر لفظ مشترك وهو هنا بمعنى الحرام وأصله المنع وسمي العقل حجرا لمنعه عن القبائح وفلان في حجر القاضي أي منعه حجرت على الصبي حجرا والحجر العقل قال الله تعالى هل في ذلك قسم لذي حجر الفجر والحجر الفرس الأنثى والحجر القرابة قال يريدون أن يقصوه عني وإنه لذو حسب دان إلي وذو حجر وحجر الإنسان وحجره لغتان والفتح أكثر)) تفسير القرطبي ج:7 ص:94
قال القرطبي –رحمه الله: (((لذي حجر) أي لذي لب وعقل قال الشاعر وكيف يرجى أن تتوب وإنما يرجى من الفتيان من كان ذا حجر كذا قال عامة المفسرين إلا أن أبا مالك قال لذي حجر لذي ستر من الناس وقال الحسن لذي حلم قال الفراء الكل يرجع إلى معنى واحد لذي حجر ولذي عقل ولذي حلم ولذي ستر الكل بمعنى العقل وأصل الحجر المنع يقال لمن ملك نفسه ومنعها إنه لذو حجر ومنه سمى الحجر لإمتناعه بصلابته ومنه حجر الحاكم على فلان أي منعه وضبطه عن التصرف ولذلك سميت الحجرة حجرة لإمتناع ما فيها بها وقال الفراء العرب تقول إنه لذو حجر إذا كان قاهرا لنفسه ضابطا لها كأنه أخذ من حجرت على الرجل)) تفسير القرطبي ج:20 ص:43
قال الشوكاني- رحمه الله- (((لذي حجر) أي عقل ولب فمن كان ذا عقل ولب علم أن ما أقسم الله به من هذه الأشياء حقيق بأن يقسم به ومثل هذا قوله وإنه لقسم لو تعلمون عظيم قال الحسن لذي حجر أي لذي حلم وقال أبو مالك لذي ستر من الناس وقال الجمهور الحجر العقل قال الفراء الكل يرجع إلى معنى واحد لذي عقل ولذي حلم ولذي ستر الكل بمعنى العقل وأصل الحجر المنع يقال لمن ملك نفسه ومنعها إنه لذو حجر ومنه سمى الحجر لامتناعه بصلابته ومنه حجر الحاكم على فلان أي منعه قال والعرب تقول إنه لذو حجر إذا كان قاهرا لنفسه ضابطا لها)) فتح القدير ج:5 ص:434
¥