تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقع لي أن رأيت رؤيا فيها أني أصعد في الحرم المكي إلى جانب الشيخ إلى أن وصلت إلى آخر درج، فقال لي الشيخ إنه آخر ما يكون في الدنيا، وأولت الأمر على أنه سند، وحكيت للشيخ الرؤيا فكبر وابتهج (نبولسي حكى من مثل هذه الطرف وبركات الشيخ الزيات الكثير، نعتذر لعدم نشرها لضيق الحيز)، ومن الطرف أني سافرت لرؤية الشيخ في القاهرة، فاقترح علي الشيخ ختمة الطيبة، وقال لي إني لا آذن فيها لأحد ولكن لا أعدك بشيء وسنرى، وقال إني سنقرأ ربعا في اليوم، أي سيدوم ذلك 8 أشهر، وكنت أنوي فقط قضاء 15 يوما، وحدثتني نفسي أنه ليس لك المال، فارجع إلى حال سبيلك، لكني ألزمتها بالبقاء والصبر حتى أقرأ، وقرأت وكنت أسلك طريقة مغربية ميسرة وبعض الوجوه الأدائية من حيث المقدم والمؤخر، فإذا وجدت منه أريحية فسرت له، وإذا وجدت غير ذلك أقول إني ما زلت على طريقة الشيخ الزيات، وبدا الأمر يسيرا، وقد قرأت عليه مرة من الفجر إلى الساعة الحادية عشر ليلا أو 11 والنصف، لا نسكت إلا لطعام خفيف جدا أو صلاة، بحضور الشيخ مصطفى أبو حسن من شيوخ الأزهر، والذي قرأ على الزيات منذ 40 سنة، وكلما أحس الشيخ بشيء من الملل يحكي بعض القصص حول قراءة القرآن، وهكذا قرأت الطيبة وختمت القراءات العشر الكبرى مع التحرير والشاذة في ستة عشر يوما، وفي إسناده قال ''وهذا ما لم يتيسر لأحد في هذا العصر''، وكنت آخر من قرأ عليه، وقال لي ''أنت زيات المغاربة''، وعني قال''سأقرئه وأختم به وعن طريقه سينقل إسنادي إلى المغرب''، وكان ذلك بحضور مجموعة من مشايخ الأزهر، والآن مجموعة من القراء المغاربة قرؤوا علي بإسناد الشيخ الزيات، والخير مايزال. ومن الطرف أني لما كنت أخدمه وهو شيخ ضرير كبير السن وقع من سريره، وارتجفت وخفت ألا أختم على يديه، وودت أن يطول عمره حتى أختم، وبعد الختم، وفي اليوم الثالث، قال لي من جهة الختم، استرح ستختم، وهذا سر لم يطلع عليه أحد إلا الله، وما قلت هذا لأحد، وأنا مهموم من جهة الختم.

وكان الشيخ الزيات يوصيني بقراءة كتاب ''غيث النفع'' للشيخ الإمام الكبير الصفاقسي، ومن الذين شرحوا الشاطبية شرحا جيدا، وهو شيخ مغربي مغمور وأحسن من كتب في هذا الباب، ويمثل المدرسة المغربية في التحرير، وأنا أريد من وزارة الأوقاف ومن المطابع الملكية أن تطبعه طبعة ملكية منقحة. ومن الطرف أني لما كنت أقرأ وصلت إلى: ''حرمت عليكم الميتة'' فقال الشيخ اسكت، أنت ''حرمت عليك المسافة'' وفتح الله لك، وقال لي ''لقد رجعت إلى شبابي في هذه الختمة''.

ذكريات مع شيوخ مغاربة الذين تتلمذتم عليهم ..

هناك ترجمة موسعة في الأنترنيت، وكان عندنا شيخ اسمه البنا بقرية أولاد حشاد، فرقة أولاد كايد يزمران الشرقية، سيدي رحال ضواحي مدينة مراكش، وكان شيخا حافظا متقنا للعلل والأشياء، بالرغم من أن الصور القرائية لا علم له بها، وكان قد أخذني إليه الوالد رضي الله عنه، ومن الغرائب أن زوجه تحفظ قراءة ''سيد المكي'' وهي قراءة نافع بروايته بكاملها، وأضافت إليه ابن كثير، فسلك معي الشيخ البنا ''ثمن الحزب''، وقد قرأها علي وأعدتها عليه كما قرأها وهكذا، وبعدها قال لأبي راه قرا، وما ترك شيئا، واتركه يقرر أن يبقى أو يغادر، وأضاف أن معي عناية ربانية (هذه القصة أبكت والد الشيخ نبولسي الذي كان حاضرا أثناء الحوار)، وفي طريفة أخرى، رأيت رؤيا فسرتها بأنه لزاما علي بقاء الشيخ الدروبي، فتركت المدينة والوظيفة، وكنت أستاذا أدرس اللغة العربية في الجامعة، وسافرت وما عبئت بشيء، وفي الطائرة دعوت ربي وقلت يارب افتح لي أبواب تعلم القرآن، وأنا محرم رأيت الشيخ الدوربي يمر إلى مجلسه، وهو رجل مهيب فقطعت الشوط وقبلت يده وقلت له لقد جئت لأقرأ عليك، وقال لي أتم عمرتك، فأجبت؛ عمرتي هو أنت، ومرة كان معي الوالد وقلق تلك الليلة وقال لي ستقرأ على الشيخ حزبا كاملا بالسبع في اليوم، وهذا شبه مستحيل، لكن الله يسر لي ذلك وأخبرت الوالد بذلك، وكان من عادة الشيخ أن يقطع مع طلبته في الحج، لكنه استقبلني في البيت، وما كان يأذن بذلك لطلبته، وحين بدأت القراءة لم أسكت إلا وقد أتممت الحزب، قال لي ''أنت طماع في القراءة، وما رأيت أشد طمعا منك في قراءة القرآن''. وقد قرأت عليه الختمة، وأتممتها عليه في شهر واحد 30 يوما، وقال لي يجب أن أسمع إلى ختمة كاملة للعشرة، وكانت فرصتي، لأني كنت فارغا من كل شيء، وأصبحت مغرما بالشاطبية أكثر من غرام قيس بليلى، حتى إنه ذات يوم في الصلاة وبدل قراءة الفاتحة قلت ''باب الإدغام الكبير''، وقد ختمت العشر الصغرى في ستة أيام.

ما رأيكم في اعتناق بعض الأجانب للإسلام خلال رمضان؟

كما تعلمون، هذا تتويج من الله، ونسأل الله عنوان القبول، ورسول الله صلى الله قال: ''لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس''، وهذه بشرى وتتويج لكل الذين احتفلوا بالقرآن وتركوا أمورهم، وهي لحظات ما أحسست بها ومست وخرقت شغف القلب، وهذه أول مرة ينطق شخص بالشهادتين على يدي، وما ملكت نفسي، وأنا جئت الكتبية وهي موقع سياحي، وأنا آمل أن ينظر السياح بعين أخرى إلى الإسلام، وكنت أوصي السلطات المحلية أن يتركوا هؤلاء ويعطوهم حقهم في الموقف والتصوير، وأنا رأيتهم مصطفين خلف الحواجز، وحكى لي الإخوان أنهم رأوا نصرانيات بين المصليات وهن يبكين لسماع القرآن، ولابد أن نمكن لهؤلاء السياح لسماع القرآن، وقد جاؤوا وعرفوا أن الإسلام دين نظام، وليس دين فوضى وهمجية وإرهاب، وفيه حلول مشاكل الخلق مكله، والمصلون يصطفون خلف إمام واحد، فلابد أن ينفع هؤلاء الأروربيين.

اختيار بعض الأسماء العربية لهؤلاء المسلمين الجدد، هل هو واجب؟

اختيارات الأسماء ما كانت باستشارتي، وكنت فقط أبارك الاسم، والمسلم الجديد حين يدخل الإسلام يخرج من ربقة الكفر ويريد أن يخلي ظهره من كل الشوائب التي كانت معه، وحتى الاسم الأوروبي، لأنه تعلم دينا جديدا وعلم ربا حقا جديدا، يريد اسما جديدا، وأما الاحتفاظ باسمه الأصلي فلا بأس في ذلك، وقد عرف عن النبي أنه غير بعض الأسماء غير الجيدة لصحابة اعتنقوا الإسلام.

حاوره عبد الغني بلوط

14/ 9/2009

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير