في حين يرى البعض الآخر: "أنه في بعض حلقات البرنامج كان مبنيًا على مبدأ المقارنة بين:
- إظهار محاسن مجتمع كافر بما عندهم من تطور مادي! مع إظهار المساوئ الموجودة في مجتمعاتنا الإسلامية المعاصرة، وبالتالي يظهرون بمظهر الهمجية والتخلف.
وينتقدون على مقدّمه ضعف اهتدائه إلى المرجعية العلمية الموثوقة، ويمثلون بما يلي من كلامه: ما المانع من استخدام أدوات العرض الحديثة - أنا سألت عددًا من العلماء وقالوا: لا يوجد أي بأس في أن يأتي الإمام في خطبة الجمعة ومعه لاب توب، ويكون هناك "بلازما سكرين" يعرض عليها نقاط الخطبة الرئيسية، ولا يوجد أيضًا بأس في أن يعرض بعض اللقطات وبعض الصور التي تقوي من تأثير موضوع خطبته في المصلين".
وكذا ينتقدون عليه طريقة إنكاره لبعض الأمور التي يقع فيها أئمة المساجد من الدعاء على الكافرين غير الأعداء للإسلام -على حسب قوله- مظهرًا لهؤلاء الأئمة وكأنّهم نفّروا من الإسلام، وأنّهم يستفزون غير المسلمين، وتمنى لو أنّه دخل مرّة واحدة إلى المسجد وسمع الخطباء يدعون بالهداية للكفار غير المحاربين للإسلام.
ويخشى بعضهم أن يكون في هذا البرنامج قطعًا للطريق بين الشباب العامي، وعلماء أهل السنة والجماعة الحقيقيين، ويرون أنّ أي منفعة لهذا لبرنامج لا تقاوم مفسدة التشويش على الشباب العامي في الارتباط الحقيقي بعلماء أهل السنة، وخاصة أنّنا لسنا بمضطرين لهذا البرنامج.
وينتقدون على البرنامج قضية الموسيقى، ويرون أنّ هذا مما يزيد من قضية التحرج في نشر حلقات هذا البرنامج.
ويحذرون من التشهير لشخصية قد تكون حربًا على علماء السنة والجماعة مستقبلاً.
ومما انتقد على البرنامج أيضًا ما يلي:
- الاستدلال بالأحاديث الشديدة الضعف.
- وقدّم قدوة سيّئة للمسلمين بأن قام مقدم البرنامج بالدخول إلى معبد بوذي وتوضأ كما يتوضئون.
- وجاء فيه التقرير بعدم وجود فرق بيننا وبين الصحابة سوى أنهم رأوه ولم نره.
- ويجتنب تسمية غير المسلمين بالكفار، ولا يمنع من محبتهم مخالفًا بذلك جماهير من العلماء، ويقرر هذا رغم أنّه يقول بأنّ لا يفتي.
- ويقرر أمورًا دينية رغم أنّ بعض المشايخ قرروا بأنّه ليس بمؤهل للكلام فيها.
- ويصور الشيخ أبا إسحاق الحويني بمنظر لا يليق به.
- وفي البرنامج نسيان لمقارنة حال المقدم بحال الصحابة في اللحية رغم أنّه تذكر بعض الشعوب الكافرة وقارن المسلمين بهم، أفليس مقارنة أنفسنا بالصحابة وبرسول الله أولى، وهو المقدم ثم بعدها تأتي المقارنات الأخرى، أوليس هذا من فقه الأولويات التي نودي له في بعض حلقات هذا البرنامج؟!
ثم هناك فرق بين أن يستمع الإنسان إلى البرنامج بينه وبين نفسه ويبقى الضرر مقتصرًا عليه لوحده، وأن يكون بوقًا وحافلة لحلقات هذا البرنامج دون أي يراعي أي ضوابط في حافلته ويقود حافلته وليس لديه رخصة قيادة ويمشي بحافلته وسط الأطفال والعجائز على حساب كرامة المشايخ وعلى حساب الدين، والشرطة تناديه وتصفر له لكي يتوقف عن أخطائه وهو يمشي غير مكترث.
وأسئلتي:
1 - ما النصيحة التي يمكنك أن تقدّمها لمن يرغب في نقل برامج هاته الحصص إلى العامة عن حسن نية منه رغم أنّه عامي هو الآخر ولا يعرف منهج السلف؟ فهل رغبته في نفع غيره تجيز له أن ينقل مثل هاته البرامج وهو لا يفرّق بين الغث والسمين فيها؟
2 - وإن كان يجوز للعامي أن ينقل مقاطع من هذا البرنامج للعوام فما الضوابط التي عليه أن لا يهملها ويراعيها كي لا يتسبب في تغرير الناس بالأخطاء الخطيرة التي قد تكون وهو لا يستطيع معرفتها بما أنّه عامي؟
3 - وهل فعلاً تلك المنافع للبرنامج تجعل المفاسد التي حكاها بعضهم مهملة؟
4 - وهل قاعدة سد الذريعة تُعمل هنا أم لا؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فنصيحة الأمة تستوجب أن لا يصدر لشبابها مَن ليس من أهل العلم والدعوة، يفتي وينتقد ويتهكم وينكر بلا علم ولا دليل، وبعض ما نقلته يدل على ذلك وأشد منه، والموسيقى وحدها كافية في الابتعاد والنصيحة للناس بالبعد عنه؛ إما بالتصريح لمن يحتمله، وإما بمفهوم المخالفة لمن لا يحتمل مثل: "اسمعوا لأهل العلم دون غيرهم"، وأظنك تعلم أدلة تحريم الموسيقى؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ .. ) (رواه البخاري معلقًا مجزومًا به، ووصله الطبراني وغيره، وصححه الألباني).
ومَن كان أستاذه "طارق سويدان" فسوف يكون حربًا على أهل السنة في العاجل أو الآجل.
موقع صوت السلف
http://www.salafvoice.com/article.php?a=4986