تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهو من قبيلة بني سُليم الشهيرة , وهي قبيلة واسعة تسكن بين مكة والمدينة في قرى متعددة وبارزة , منها الكامل ووادي ستارة وغيرها وهو تحديداً من جبل عظيم يقال له ذره , يَحُدُ بني سليم من القبائل العربية الشهيرة غطفان (التي تسمى اليوم مطير) وحرب وقبيلة (هوازن) التي يسمى أغلب أهلها قبيلة عتيبة , وغيرها من القبائل التي ساهمت في نشر الإسلام , وساهم رجالها في الفتوحات الإسلامية الأولى.

لست أنا وإياه في حب هذه المغاني والآثار إلا كما قال الشاعر القديم الأشجع بن عمرو السلمي (يصف حنينه للحجاز):

بأكناف الحجاز هوىً دفين ........... يؤرقني إذا هدت العيون

أحن إلى الحجاز وساكنيه ............ حنين الإلف فارقه القرين

وأبكي حين ترقد كل عين ............ بكاء بين زفرته أنين.

**********

ولد الشيخ عبد الرحيم في عام (1389هـ) ونشأ في حي الجامعة بجدة.

بدأ يحضر الدروس العلمية في جدة منذ صغره , وكان السبب في ذلك الدوحة الغناء التي يعيشها في أسرته.

فأبناء عمه الذي يكبرونه في السن (بفارق مهم) , من خيار الناس.

فمن أبناء عمه الشيخ الدكتور والمؤرخ الجليل محمد بن صامل السلمي (أحد رواد علم التاريخ بمكة شرفها الله) , وكذلك المربي القدير أستاذنا اللغوي الشيخ أحمد بن صامل السلمي.

وهكذا لم يكن ليرى منذ طفولته إلا مجالس العلم ومشاهد البر والتقوى.

وقديماً قال علماء السلف: إذا رأيت الشاب ينشأ على السنة فأرجه.

جالس أغلب العلماء القادمين إلى جدة , مثل الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ بن عثيمين واستفاد من دروسهما ومحاضراتها في مكة وجدة أيضاً.

تقلب بين علماء جدة ومكة البلد الحرام , ونهل من العلوم , وتشكلت عقلية سلفية ناضجة , قادرة على الفهم والتحليل والتركيب.

ممن زارهم واستفاد منهم الشيخ محمد ناصر الدين الألباني عند زيارته لمدينة جدة.

تتميز هذه المدينة الوادعة بكونها ممراً لأغلب القادمين لمكة المكرمة في بوابة الحرمين وخزانة البلد الحرام ,وهذه الميزة جعلتها محل حراك علمي وفكري دائم , وقد ذكرها الحافظ بن حجر العسقلاني ضمن المدن التي سمع بها العلم , وكذلك جعلها الحافظ السخاوي أول مدينة في كتابه الشهير الذي جعله عن رحلاته العلمية (البلدانيات) , بل ذكر العلماء أن عدداً من السلف كان يختار الرباط فيها , ويفضلها في أجر الرباط على غيرها لقربها من مكة , ولذلك سميت بالثغر.

*************

من لطائف هذا الرجل أنه كان من الخواص الذين أخذوا عن الشيخ سفر الحوالي (شفاه الله) في جدة , فقد كان من رياحين الدرس العلمي لشرح الطحاوية بجدة.

الفكرة العلمية السلفية , التي تواكب العصر , وتحي الماضي السني , وتبث السنن , وتقمع أهل البدع والمنكرات , كانت ناشئة في بداية عهدها.

وفكرة الدروس العلمية الشهيرة بجدة بدأت في عام (1406) وبالتحديد في شهر رجب , حيث التقى مجموعة من خيار أهل العلم وتدارسوا حال العلم والدروس العلمية في مدينة واسعة مثل ذلك , تدارسوا ما يرونه من الضعف العلمي في جدة , وخرجوا بتيجة إيجابية حول ذلك.

قرر هؤلاء الأبطال إنقاذ ما يمكن إنقاذه في جدة.

كان هؤلاء المجتمعون هم أصحاب الفضيلة المشايخ: سفر بن عبد الرحمن الحوالي والشيخ علي بن عبد الرحيم الغامدي والشيخ داوود بن أحمد العلواني والشيخ فريح العقلاء ومعهم عدد من الفضلاء.

بدأت فكرة الدروس العلمية السلفية المركزة في مدينة جدة.

اختار الشيخ علي بن عبد الرحيم مسجده في حي مدائن الفهد ليشرح عدداً من الكتب منها فتح المجيد ومختصر صحيح البخاري وأقبل عليه الطلبة من أماكن شتى.

واختار الشيخ فريح العقلاء والشيخ داوود مسجد الأمير منصور الشهير بالنزلة اليمانية لشرح نيل الأوطار وتفسير إبن كثير وغيرها من الكتب.

تقرر أن يفتتح الشيخ سفر الحوالي درساً لشرح شرح ابن أبي العز على العقيدة الطحاوية في مسجد الأمير متعب بحي الجامعة.

وكان هذا الكتاب يشرحه الشيخ سفر الحوالي في مسجد التوعية الإسلامية بمكة المكرمة.

بدأت الأفواج المتعطشة للنور والهداية تُقبِل لهذه الدروس التي كانت فتحاً بكل ماتحمله هذه الكلمة من معاني.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير