تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الحداثة وموقفها من السنة النبوية-الدكتور الحارث فخري]

ـ[أبو أويس علي الخطيب]ــــــــ[05 - 11 - 10, 09:23 م]ـ

بين أيدي إخواني في هذا الملتقى ملخص رسالة الدكتوراة للأخ الحارث فخري التي نوقشت قبل شهرين تقريباً، وهي بعنوان الحداثة وموقفها من السنة النبوية. وقد أذن لي أخي المؤلف بنشر هذا الملخص بعد أن رغب الدكتور لؤي أبو نبهان بذلك.

الحداثة وموقفها من السنة النبوية

إعداد:

الحارث فخري عيسى عبدالله

المشرف:

الأستاذ الدكتور شرف محمود القضاة

ملخص

تستعرض الدراسة مواقف الحداثيين العرب من السنة النبوية ومن النص بهدف استجلاء هذه المواقف ومناقشتها نقاشاً علمياً حيادياً ما استطاع الباحث إلى ذلك سبيلاً، ثم بيان ملائمة هذه المواقف مع الحالة العربية الإسلامية، ومدى صلاحية تطبيق مناهج الحداثيين على النص الإسلامي وعلى السنة النبوية، حيث ظهرت الحداثة تياراً فكرياً له أدواته ومناهجه الخاصة في الحياة عموماً وفي الحياة الثقافية ونقد النصوص على وجه الخصوص، حيث انطلقت من أوروبا منذ القرن السادس عشر بالثورة على اضطهاد الكنيسة الكاثوليكية وحجرها على العلم والعقل بادعاء امتلاكها وحدها للحقيقة المطلقة، ثم انتقلت عدوى الحداثة بكل مكوناتها إلى العالم العربي منذ أوائل القرن التاسع عشر محمولةً على أكتاف جيش نابليون في حملته على مصر فيما بات يعرف بـ "صدمة الحداثة" ثم توالت العقول المسلمة العربية على الغرب متعلمةً متتلمذةً ناقلةً للحداثة من بيئتها الغربية إلى الحالة الإسلامية، محدثةً صداماً متعدد الأبعاد مع الثقافة العربية السائدة وتراثها.

وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج بعد استقراء مواقف الحداثيين من السنة وتحليلها بأدوات التحليل المختلفة حداثيةً وإسلاميةً، ليصار إلى القول بأن الحداثة العربية استقاء من النموذج الغربي دون مساهمة حداثيي العرب بشئ منها ودون مراعاة اختلاف البيئة في كل من الساحتين، ومما خلصت إليه الدراسة عدم صلاحية التطبيق الحرفي لمناهج النقدد الحداثية على السنة النبوية والنص الإسلامي للاختلاف الجوهري بين النصوص في كل منهما، وكذا خلصت إلى صلاحية منهج النقد الإسلامي لتنقية الموروث وفهمه بأدواته المتعددة المنتجة بعقول عربية خالصة، مع احتياج هذا المنهج إلى التجديد والتطوير بإعادة النظر المستمر بأدواته، فلا وجود لعلم نضج واحترق إلا ما كان غير صالح للحياة ولا قادر على البقاء.

بسم الله الرحمن الرحيم

""الحداثة وموقفها من السنة النبوية""

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه الغر المحجلين، وسلم تسليما كثيرا أما بعد:

توطئة بين يدي البحث:

الحياة التي نعيش في زماننا هذا مليئة بالأفكار، تعرف منها وتنكر، وتستوعب منها وتستهجن. فمنها الغث ومنها السمين، منها الصالح ومنها الفاسد. منها منبعه الأصول والنصوص والثوابت، ومنها هواه إلهه وغرائزه قائده وشهواته محركه وحب الدنيا والذات والتعلق بهما غايته. فهدفه أن يصيب منها منصبا أو مالا أو جاها أو ذكرا. فالحياة حلوة خضرة، والآخرة بعيدة نكدة.

ولقد بقي الإسلام منذ تشكله الأول يأتيه الوافد بين فترة وأخرى، ولكنه في كل الأحيان كان يستوعب الجديد ويدمجه في حضارته ويصهره في بوتقته مستفيدا من النافع المفيد إن وجد ويخرجه محررا موزونا بميزان الإسلام، فقد أدمج المسلمون في حضارتهم حضارات عظيمة بتنوع أفكارها من الفرس واليونان والرومان .. وصولا إلى حداثة اليوم. وبالرغم من انتصار الحداثة في كثير من معاركها التي خاضتها مع حضارات أخرى مثل الهند أو اليابان أو الصين .. وذلك لما تملكه من أدوات إقناعية مسلحة بالنموذج والمال والسلاح، إلا أنها في ولوجها إلى العالم الإسلامي رغم ضعفه لم تتمكن من حسم المعركة بالرغم من استمرارها ما يزيد عن قرنين من الزمان.

وأظهر الفكر الإسلامي عبر تاريخه قدرة فائقة على استيعاب الجديد و على مواجهة الفكر بأدواته دون أن يخدش حصن الإسلام ومناهجه الفكرية، وهذا يعود لأسباب عدة منها:

1. ما امتاز به الفكر الإسلامي من متانة وقوة ورصانة فكرية في المنهج فهو حاضرة العلم وعاشق المعرفة والناقد شديد المراس لما يعرض عليه من أفكار فلم يكن صحراء من الفكر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير