وكلها مرتبة ترتيبا ألفبائيا. ويمكن اعتبار هذا الفهرس كتابا في تاريخ الطب، لأن الخزانة الملكية تضم عددا من النصوص الطبية نقلت في العصر الوسيط من العربية إلى اللاتينية والعبرية ودرست في جامعات أوربا، مثل مونبوليي بفرنسا وأكسفورد بإنجلترا وليدن بهولندة. وفي نفس السنة أي عام 1983 ظهر المجلد الثالث من فهارس الخزانة الحسنية وهو الفهرس الوصفي لمخطوطات الرياضيات والفلك وأحكام النجوم والجغرافيا (26).
أكد المفهرس في مقدمته أنه لم يخرج عن الطريقة التي اتبعها في ترتيب هذا الفهرس عن النهج الذي اتبعه في فهرسة الطب. وتمتد عصور مخطوطات هذا الفهرس من القرن الثالث إلى أوائل القرن الرابع عشر الهجري. وينتسب مؤلفوها إلى مختلف آفاق العالم الإسلامي، ومنهم عدد من المشاهير الأعلام الذين أسهموا بعلمهم ومصنفاتهم إسهاما نافعا كان له أبعد الأثر في تطور العلوم، وتقدم الحضارة البشرية. ويؤكد المفهرس كذلك أن المجموعة التي يضمها هذا الفهرس تحتوي على عدد كبير من النوادر تنفرد بها الخزانة الحسنية أو يعز نظيرها في خزانات الكتب الشهيرة الأخرى، ومن هذه النوادر مصنفات علماء ينتسبون إلى أقطار الغرب الإسلامي برزوا في الحساب والجبر والمساحة والهيئة والتوقيت وآلات الرصد المختلفة (27).
فهرس المؤلف 589 مخطوطا: يذكر عنوان الكتاب، اسم المؤلف، أول النسخة، نهايتها ثم ملخصا لمحتوى المخطوط، نوع الخط، لون المداد وأخيرا اسم الناسخ وتاريخ النسخ إن وجد في حَرْدِ المتن ( colophon). وقد ذيّل المفهرس كتابه بكشافات ثلاثة: أولها خاص بأسماء المخطوطات: الرياضيات وعلم الفلك ثم الجغرافيا، والثاني خاص بأسماء المؤلفين، وآخرها خاص بأسماء النساخ، وكلها مرتبة ترتيبا ألفبائيا.
أما المجلد الرابع من فهارس الخزانة الحسنية، فقد خص به المفهرس مخطوطات المنطق وآداب البحث والموسيقى ونظم الدولة والفنون الحربية
وجوامع العلوم (28)، مشيراً في المقدمة إلى موضوعات المخطوطات المفهرسة ثم إلى مشاريع الخزانة المستقبلية، مع تأكيد الحفاظ على النهج الذي سار عليه في الفهارس السابقة، وذيّله بالكشافات التالية:
- كشاف المخطوطات التي اشتمل عليها المجلد الرابع.
- كشاف المستدرك على المجلدين الثاني والثالث.
- كشاف بأسماء المؤلفين الواردة في المجلد الرابع.
- كشاف بأسماء مؤلفي المستدرك.
- كشاف بأسماء الناسخين بالمجلد الرابع.
- كشاف بأسماء الناسخين بالمستدرك.
وقد خص الخامس من فهارس الخزانة الحسنية بمخطوطات الكيمياء وتعبير الرؤيا والعلوم الخفية (29)، واعتبره المفهرس آخر فهرس للعلوم العقلية المحفوظة مخطوطاتها بالخزانة، وقد وصف فيه المؤلف 567 مجلدا فيها العديد من النوادر الفريدة أو التي يعز نظيرها وكذلك ما تم استخراجه من المجاميع. ويدل الوصف على أن مجموعة كبيرة من كتب الكيمياء نسخت برسم خزانة السلطان الحسن الأول الذي كان مولعا بعلم الكيمياء. وتضم هذه المجموعة مؤلفات جابر بن حيان (196هـ) وابن وحشية (296هـ) و منظومات الطغرائي (513هـ) وأرجوزة المنبهي (1164هـ) (30) وغيرها. وختم المؤلف فهرسه بمسارد خاصة بكل فن وهي كالتالي:
مسرد مخطوطات الكيمياء، مسرد الأوقاف وأسرار الحروف والتنجيم والزايرجة وما شابه ذلك،
مسرد بأسماء المؤلفين الذين اشتمل عليهم الفهرس وأخيرا مسرد بأسماء الناسخين حسب الرقم الترتيبي للمخطوطات. وكل هذه الفهارس مرتبة ترتيبا ألفبائيا.
وآخر فهرس يخرجه العربي الخطابي هو ذلك الذي فهرس فيه مخطوطات علوم القرآن والذي كان يريد له أن يكون القسم الأول من فهارس العلوم الشرعية (31)، وقد قسمه إلى أقسام ثلاثة:
1 – التجويد والقراءات والرسم القرآني.
2 – التفسير.
3 – مباحث خاصة أو عامة شاملة لعلوم القرآن (الأحكام، الإعراب، شرح الغريب، آداب حمل القرآن، أسباب النزول، الناسخ والمنسوخ، خواص القرآن…)
ويضم الفهرس نوادر ونفائس معظمها نصوص وأخرى عبارة عن أراجيز كانت أجوبة عن أسئلة الفقهاء المتعلقة بقراءة القرآن وتجويده ورسمه. وقد خص هذه الأقسام بمسارد بأسماء المؤلفين وختمها بمسرد للنساخ، على غرار ما صنعه فيما سبق من فهارس، وكل ذلك حسب الترتيب الألفبائي (32).
¥