وبيّن الدكتور السامرائي أنه يجب على العامل في علم الاكتناه والمختص بالمخطوطات أن يكون خبيراً ملماً بصناعة الورق والرق، وأن يكون له دراية في معرفة ألوان الأحبار حتى يكون باستطاعته أن يضع يده على الورقة المزورة، فإن للمزورين مكائد في تزوير المخطوطات .. ولقد وقف المحاضر على تلك المخطوطة المزورة التي بيعت بـ30 مليون دولار، كما يجب على المختص أن تكون له الأدوات الكاملة لممارسة هذا الفن وأن يقف على جميع الرقوق التي تصنع من جلود الغزال والمعز والخروف والبقر والجاموس، وهذا الأخير لا يستعمل إلا في التجليد لأنه جلد غليظ.
كيف يصنع الرق؟
وتساءل المحاضر في عجب أن كيف يصنع الرق إذا لم يكن للخبير دراية في هذا الجانب وحتى لا يقع في المزالق؟ .. وبالتالي فإنه على ضوء عمله يستطيع أن يحدد عمر هذا الرق، وبفضل ما وفرته التقنية الحديثة من مجاهر بصرية.
تجربته في اكتشاف الرسالة النبوية
وتحدث الدكتور قاسم السامرائي عن تلك الرسالة النبوية لهرقل حيث تُبين أنها مزورة فيما بعد لوجود التاريخ فيها .. ومن المعلوم أن التأريخ لم يكن قد بدأ بالفعل إلا في عهد عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- عندما قام بوضع التقويم الهجري .. كما تحدث المحاضر عن تجربته مع الرسالة النبوية التي بعثها النبي إلى المنذر بن ساوا، واكتشف بعد دراسات وأبحاث أنها وثيقة أصلية ولم يكتفِ بقوله وإنما جرى إخضاع تلك الوثيقة في معامل ومختبرات بإيطاليا وهولندا والسويد.
الجزيرة
العدد: 11499
الثلاثاء 2 ,صفر 1425
في محاضرة بدارة الملك عبدالعزيز عن (مصادر تاريخ عسير)
النعمي: المقابلات أصحّ ما يعتمد عليه في عالم التاريخ
أمتلك مكتبة ضخمة بها أكثر من اثنين وعشرين ألف كتاب عدا المخطوطات
الثقافية - علي سعد القحطاني:
ثمانية وثمانون عاما اختزلها المؤرخ هاشم بن سعيد النعمي في تلك المحاضرة التي القاها عن (مصادر تاريخ عسير) وذلك في قصرالمربع الثقافي بدارة الملك عبدالعزيز مساء يوم الثلاثاء الماضي 1 - 3 - 1425هـ الموافق 20 - 4 - 2004 وقد قام الأستاذ محمد بن عبدالله الحميد رئيس نادي أبها الأدبي بإدارة المحاضرة. في البداية ألقى الأستاذ الحميد الضوء على السيرة الذاتية للمحاضر المؤرخ هاشم بن سعيد النعمي الذي يبلغ من العمر ثمانية وثمانين عاماً حيث ولد بقرية (العكاس) بضاحية أبها
*****
وفي السابعة من عمره التحق ب (كتاب القرية) فقرأ القرآن الكريم ومبادئ التوحيد والفقه والتجويد على يد الشيخ محمد الحاج وعندما فتحت أول مدرسة ابتدائية بمدينة أبها التحق بها وأتم تعليمه الابتدائي عام 1357ه، وكان الوقت - آنذاك - مبكراً لم يحن لافتتاح مدارس ما فوق الابتدائية، فالتحق بالحرم الشريف وجلس على عدة علماء من علماء الحرم ونال قدرا كبيرا في الحديث والتفسير واللغة العربية، ولازم شيخه كرامة الله البخاري، في قواعد اللغة كالنحو والصرف حتى التخرج، ثم عاد إلى مدينة أبها، وأخذ على يد عالمها ورئيس محاكمها الشيخ عبدالله بن يوسف الوابل ليتابع الدراسة في العلوم الشرعية والفرائض، وفي عام 1364ه، عين مدرسا بمدرسة أبها الابتدائية الوحيدة (في وقتها) بأبها وفي عام 1367ه اختير مع بعض زملائه وعين قاضياً في محكمة محايل وفي عام 1376ه نقل قاضياً بمحكمة رجال ألمع، وفي عام 1382ه نقل رئيساً لمحكمة أبها المستعجلة، وفي عام 1412ه أحيل إلى التقاعد لبلوغه السن القانونية، له عدة مؤلفات منها ما طبع ك (كتاب عسير في الماضي والحاضر) وغيرها.
بيّن المؤرخ هاشم بن سعيد النعمي في مقدمة ورقته عن (مصادر تاريخ عسير) أن مصادر التاريخ على وجه العموم قد تنحصر في ثلاثة محاور أو ثلاثة أقسام:
1 - المخطوطات.
2 - المقابلات.
3 - المطبوعات.
فالمخطوطات: هي حصيلة ما يخطه بالقلم بعض رجال كل عصر من العصور لكي تحفظ للأجيال، والمقابلات هي ما يختزنه في ذاكرته رجالات كل دولة، وعندي أن المقابلات أصح ما يعتمد عليه في عالم التاريخ.
أما المطبوعات فهي تشمل ما يجري تحريره في دفاتر دولة (ما) ومنها: الوثائق والمعاهدات والسجلات والمراسلات وما ينجر إليها وتدعو إليه الضرورة.
كلنا يدرك أهمية التوثيق في عالم التأليف وكل كتاب ينشر دون توثيق فإنه يكون عرضة للنقد.
¥