وقد كان للشيخ جعفر فقيه () فضل في تأسيسها وإمدادها بكل ما تحتاج إليه من أثاث وتحف وغيرها ()؛ إذ إنه عندما أسندت إليه إدارتها لم يكن فيها كتب تذكر أو حتى دواليب لحفظ الكتب، و بُحسن إدارته وجهده وعنايته تمكن من تكوين نواة هذه المكتبة من بعض المكتبات الخاصة والمدرسية ومكتبات الأربطة، فجمع أكثر من ثلاث عشرة مكتبة متنوعة، إضافة إلى كتب جمعها من أنحاء متفرقة من العالم الإسلامي، وبذلك جعل منها مكتبة كبرى، ذات شأن ونفع كبير للعلماء وطلاب العلم، عامرة بالكتب الثمينة، ووفر فيها الخدمات العظيمة، وجعل لها مواعيد منظمة لفتحها ().
ويتكون المبني من ثلاثة أدوار إضافة إلى الدور الأرضي، وقد شغل ((الطابق الأول مكتبة المدينة المنورة العامة بإضافة إلى الطابق الثالث، الذي كان مقراً لمكتبة الحرم النبوي الشريف قبل أن تنتقل إلى موقعها الحالي داخل الحرم، وبه غرفة الميكروفيلم مساحتها 6×3 تقريبا، وتشغل المكتبة المحمودية الطابق الثاني من المبني، وتبلغ مساحة المبنى من الملحقات 20×20 بارتفاع يقرب من أربعة عشر متراً))، بينما خصصت قاعة المطالعة في الدور الأرضي إضافة للغرف الثلاث الملحقة بالمبنى، والمخصصة إحداها للإشراف والإجراءات الفنية، والثانية للتجليد، والثالثة للدوريات ().
وقد تنوعت مخطوطات المكتبة فشملت، مخطوطات في التفسير والقراءات والعقيدة والحديث والفقه الحنفي والسيرة النبوية والوعظ والإرشاد، والنحو والبلاغة والأدب، إضافة إلى الرسائل متعددة الفنون في مجاميع خطية، ومن أمثلة هذه المخطوطات:
مشكاة المصابيح، لأبى محمد الحسين بن مسعود البغوي، نسخت عام 734هـ.
التوضيح شرح التنقيح،في أصول الفقه لعبيد الله بن مسعود تاج الشريعة، نسخت سنة 98هـ.
وللمكتبة فهرس مطبوع يحوي ألفين وتسعاً وسبعين صفحة من مجلدين، ويشمل كتباً نادرة وحديثة تحوي فنوناً متنوعة من المعرفة الإنسانية، تميزت بأنها من إصدارات القرن الرابع عشر، إضافة إلى أخرى طبعت في القرنين الثالث عشر والخامس عشر، كما تميزت بتعدد النسخ من الكتاب الواحد ().
ويمكن تصنيف المكتبات الوقفية التي جمعت شتاتها مكتبة المدينة المنورة العامة (مجمع مكتبات الأوقاف) إلى الأنواع التالية ():
3/ 1 مكتبات خاصة، وهي:
3/ 1/1 مكتبة الشيخ إبراهيم سعد الله الختنى ():
أسسها الشيخ محمد إبراهيم بن سعد الله بن عبد الرحيم الفضلي الختني المدني، وقد كان يعمل في تنظيم المكتبات العامة، ثم أوقف مكتبته عليها قبل وفاته ().
ختمت كتبه بختم دائري كتب عليه: ((وقف محمد إبراهيم سعد الله الفضلى الختنى المدني 1375هـ)) كما ختم بعضها بختم مستطيل كتب عليه: ((وقف محمد إبراهيم سعد الله الختنى)) (). ((وتضم هذه المكتبة (52) مخطوطاً و (436) مطبوع، تغطي جوانب متعددة من المعرفة الإنسانية مثل التفسير والحديث والفقه، واللغة والأدب، والطب والسيرة النبوية والتاريخ))، ومن أمثلة مخطوطاتها:
رسالة في بيان سور القرآن الكريم وآياته وجَمْع حروفه، للشيخ عبد الغني النابلسي، وهي ضمن مجموع به خمس رسائل وعدد أوراقه (183) ورقة.
رسالة في توريث الأرحام، لياسين الحموي، نسخت عام 1244هـ.
كما تميزت مطبوعاتها باشتمالها على فنون متعددة من المعرفة وندرة طبعاتها؛ لكونها من أوائل الطبعات الصادرة في القرنين الثالث والرابع عشر الهجريين ().
3/ 1/2 مكتبة الشيخ عمر حمدان ():
((كانت له كتب كثيرة بمكة والمدينة، إلا أن التي بالمدينة أهملت بعد وفاته، وبيع منها شيء كثير، وجزء يسير منها هو الذي ضم إلى مكتبة المدينة العامة، ويشمل (918) كتاباً، وقد كان حريصاً على شراء كل كتاب من المؤلفات القديمة، لاسيما الخطية منها)) ().
وتضم مكتبته (131) مخطوطاً و (787) مطبوعاً، وللمكتبة فهرس مكون من ثلاث عشرة صفحة يحوي بيانات لمخطوطات المكتبة، التي شملت القرآن الكريم والقراءات والتفسير والسيرة والأدعية، والأذكار والفقه والعقيدة، واللغة والنحو والأدب، إضافة إلى المجاميع الخطية التي شملت عدة رسائل يصل بعضها إلى خمس وعشرين رسالة في فنون متنوعة لعدد من المؤلفين، ومن هذه المخطوطات:
الجواهر الشجرة والرياض العطرة، لأبى عبد الله محمد الحنفي، نسخت سنة 1295هـ.
¥