تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وتختم فهارس المكتبات العمومية بما صدر من قوائم للمجموعات المحفوظة بمختلف مكتبات الزوايا المغربية. إن هذه الزوايا التي أسست لمقاومة المستعمر منذ القرن العاشر الهجري قد لعبت أدوارا ثقافي

كبرى بإزاء دورها السياسي، وعلى الرغم من أهمية المخطوطات الكثيرة التي لا تزال تحتفظ بها إلى اليوم فإنها للأسف لم تخضع لفهرسة علمية حديثة. كل ما هنالك أنه قد وضعت لبعضها قوائم ولوائح مبعثرة، نشير إليها بإيجاز، وبقيت الأخريات (75) عبارة عن غابات كثيفة يصعب دخولها بل يتعب من يحاول استشارة محتوياتها، وبما أن الزوايا تشرف عليها وزارة الأوقاف فقد قامت هذه الوزارة بوضع قوائم أولية لبعض هذه الخزائن، وهكذا وضع الفقيه محمد المنوني لائحة في جزئين لمجموعة خزانة زاوية تمكروت"الزاوية الناصرية"التي تبلغ 4200 مخطوط (76). ثم نشر عام 1985 دليل مخطوطات دار الكتب الناصرية بتمكروت (77) مضيفا إليه ما لم يسجل في اللائحتين المذكورتين واحتفظ المفهرس بالطريقة التي سلكها في وصفه للمخطوطات حيث يذكر الرقم الترتيبي ثم رقم الكتاب، ثم عنوانه واسم مؤلفه وعدد الأجزاء وتاريخ النسخ، دون مراعاة أو ترتيب معين، مما يجعل الدليل صعب الاستعمال.

والزاوية الثانية التي تضم مكتبة عظيمة بسبب مخطوطاتها النادرة هي الزاوية الحمزية العياشية بالرشيدية. بدأت توضع لها القوائم منذ القرن التاسع عشر. ففي سنة 1852 وضع لها دليل بعنوان: "فهرسة خزانة أبي سالم" وأحفاده (78). وفي سنة 1962 صورت بعثة لمنظمة اليونسكو 259 مخطوطا. وفي سنة 1963 نشر محمد المنوني في مجلة تطوان بحثا بعنوان: "مكتبة الزاوية الحمزاوية

صفحات من تاريخها (79): صدر المؤلف بحثه بمقدمة تاريخية عن الزاوية ثم وصف مجموعة من المخطوطات بما فيها المجاميع ذاكرا العنوان، اسم المؤلف، اسم الناسخ، تاريخ النسخ ورقم الكتاب في الخزانة. وأحيانا يذكر إما بداية المخطوط أو نهايته. أما المحتوى، فإنه لا يختلف عن الكتب المتداولة في الزوايا المغربية. أما مكتبة زاوية تنغملت التي يرجع تأسيسها إلى العصر السعدي فإنها تحتوي على 738 مخطوطا حسب اللائحة التي وضعتها لها الأوقاف عام 1973 والتي اقتصر فيها على اسم المؤلف وعنوان المخطوط وتاريخ النسخ (80). ولا تخضع لأي ترتيب أو تنسيق.

وبعد فهذه فهارس وقوائم (81) المخطوطات العربية الإسلامية المحفوظة في مختلف خزانات المغرب، فما هي طبيعتها وما هي الطرق التي اتبعت في وضعها والقيام بها؟ ومن هم هؤلاء الذين أنيطت بهم هذه المهمة العلمية؟ وهل يمكن القيام أخيرا باقتراح بطاقة نموذجية لفهرسة المخطوط العربي دون محاولة القيام مسبقا بتحديد مفهوم الفهرسة تحديدا علميا باعتبارها عنصرا من عناصر علم المخطوطات الحديث المعبر عنه في الغرب بالكوديكولوجيا ( Codicologie).

إن اختلاف التسميات التي أطلقت على فهارسنا المغربية، كدليل وفهرس وقائمة ولائحة وكشف ومسرد وكشاف وكناش أو كناشة وغيرها، يوحي بالاضطراب وبالحاجة إلى تحديد المصطلح الذي نريده للمؤلف الذي تم فيه وصف مخطوطات خزانة معينة. وللتذكير فإن أطروحة الترادف غير موجودة في اللغات، وإن كل كلمة لها معنى خاص تدل عليه، ومرادفها لا يعني معناها بالضبط بقدر ما يقصد به تقريب معنى الكلمة المرادفة. إن كلمة دليل لا تعني قائمة، والكشاف ليس هو الفهرس، والمسرد ليس هو الكناشة أو الدليل.

فالكلمات الفرنسية المقابلة لهذه المصطلحات والمستعملة في إطار الفهرسة ( Repertoire-index Catalogue) تفيد في الاستعمال معاني مختلفة للتعبير عن عملية وصف المخطوطات ( L’Index) هو الكشاف الذي يقتصر فيه صاحبه على اسم المؤلف وعنوان الكتاب ورقمه في الخزانة وكشاف (82) المستشرق فاجدا ( Vajda) ( ت1981) الذي وضعه لمخطوطات باريز خير مثال على ذلك. ( Le Catalogue)(83) هو الفهرس الذي يتناول فيه صاحبه وصف المخطوطات وصفا تفصيليا كما جاء في فهرس مخطوطات المكتبة الوطنية الفرنسية الذي بدأه فاجدا ( Vajda) بمساعدة سوفان ( I.Sauvan) والسيدة كيدون ( Guesdon)(84). أما كلمة ( Repertoire) التي تعني الدليل فإنها لا تستعمل للمخطوطات بقدر ما تستعمل للتدليل على المطبوعات أو لإحصاء الجمعيات والمنظمات والأشخاص مع شئ من التفصيل. إنها في منزلة بين الكشاف والفهرس.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير