ـ[عبد القادر بن محي الدين]ــــــــ[16 - 04 - 09, 01:23 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ذكر الدكتور أبو القاسم سعد الله حفظه الله في موسوعته " تاريخ الجزائر الثقافي الجزء الثاني صفحة: 129 "
قال ",,, وحوالي القرن الحادي عشر ألف عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد التجاني رسالة في صلحاء ناحية غريس قرب معسكر سماها (عقد الجمان النفيس في ذكر الأعيان من أشراف غريس).
وقد تناول هذه الرسالة بالشرح عدد من المعاصرين لها والمتأخرين , منهم أبوراس الناصر , الذي عاش في نفس المنطقة. واطلعنا على شرح لهذه قام به محمد الجوزي بن محمد الراشدي المزيلي سماه (فتح الرحمن في شرح عقد الجمان). وقد أخبر المزيلي أنه لقي مؤلف العقد فسلمه نسخة منه وكلفه بشرحه بعد تردد. ويبدو أن العلاقة بين الرجلين كانت علاقة الشيخ بتلميذه , فقد جرت العادة أن لا يشرح الند لنده , إلا إذا كانا متفاوتين سنّاً , ومع ذلك فإن المزيلي لم يخبر أنه كان تلميذاً للتجاني ولا يذكره بألفاظ توحي بذلك , وإنما أخبر أن (عقد الجمان) قد أعجبه وشعر بأهميته فتاقت نفسه إلى شرحه.
ومهما كان الأمر فإن محمد المزيلي قد أوضح خطته في شرحه منذ البداية فقال إنه وشحه بأحاديث رائقة , وقصص لائقة , وأخبار فائقة , وختمه بتكميل ذكر فيه الخلفاء الأبرار , والملوك والثوار , في كل النواحي والأقطار.
وهذه الخطة تعني أنه لم يقسم عمله إلى فصول وأبواب , ولم يقتصر فيه على (أعيان غريس) كما جاء في الرسالة المشروحة بل جمح به القلم والفكر إلى عوالم أخرى , فراح يطوف هنا وهناك , وكاد يتخلى تماماً عن موضوعه الأصلي. لذلك جاء الكتاب مليئاً بالحشو والاستطرادات التي لا تمت بأية صلة إلى الموضوع. فكأن المزيلي كان يستعرض معلوماته ليبرهن على سعة اطلاعه ومعارفه في التاريخ واللغة والأدب والأخبار , وقد وقع في هذا أيضاً غيره من الشراح الذين كانوا يعمدون إلى التخفيف عن القارئ , في نظرهم , من السآمة والملل. لذلك تضخم الكتاب (أي فتح الرحمن) حتى كاد يصل إلى ألف ورقة.ومع ذلك فإن فيه , بالإضافة إلى الموضوع الأصلي , أخباراً هامة عن المجتمع مبثوثة هنا وهناك , من ذلك أنه أخبر عن حالة غريس في وقته (وقد كانت تحت السلطة العثمانية وقريبة من عاصمة الإقليم) وهي حالة لا تسر. فقد قال إن غريس " عصابة من ذوي الضلال , شأنهم سفك الدماء وهتك الحرام وأخذ الأموال ". كما شكا حاله وحال الناس هناك من الظلم والتعدي والحاجة. ومما يذكر أنه ألف الكتاب في غريس نفسها ".
ـ[محمد البوخاري]ــــــــ[04 - 01 - 10, 04:33 م]ـ
مصادر الأنساب والتراجم في الجزائر
عقدالجمان النفيس في ذكر الأعيان من أشراف غريس
أهمية المخطوط ومحتواه دراسة توثيقية
تعتبر منطقة غريس من أكبر وأغنى السهول شرق ولاية معسكر (الراشدية) والمحصورة بين تيارت الرستمية وسهول الوانشريس بما فيها نهر شلف غرب الجزائر، ويعتبر موقعها الجغرافي –المتميز- منطقة خصبة وآمنة.أغرت الكثير بالهجرة إليها في فترات تاريخية متعاقبة ومختلفة.ففر إليها أكثر مسلمو الأندلس بعد طردهم منها، وهاجر إليها بعض سكان تلمسان كما سنرى في المخطوط الذي نتناوله بالدراسة.زيادة على أن منطقة غريس يسكنها بقية باقية من عرب الفتح القدامى أو ما يسمى الحشم ومن بينهم القرشيون المسمون الأجواد.
ويشكل المخطوط أهم مصادر الأنساب – الأكثر ثقة-باعتبار منهجيته واعتماده على مصادر موثوقة.وباعتبار مؤلفه المتوفي سنة1098 وهو تلميذ أغلب الذين ترجم لهم. قريب العهد بمن يوثق لهم وبالمرحلة التي يؤرخ لها ولعلمائها، ونظرا لاعتاده مصادر معروفة لديهم وهي نادرة ومفقودة اليوم.نذكر على سبيل المثال لا الحصر نقله عن عثمان بن عيسى جد شيخه دح بن زرفة وهو نسابة موثوق ومحقق إن صح التعبير.
والمؤلف يعتمد منهجية- حسب السائد- معروفة فيذكر مصادره ومرجعياته،ويقلب الموضوع في كل أوجهه،وحين يشكل عليه الأمر يعرضها كلها على القارئ. ولكي نحيط بجميع مواضيع المخطوط وجوانبه التوثيقية نفكك ونركب أهم جوانبه كما يلي:
أولا:عقد الجمان الكتاب والمؤلف
¥