تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ورابعها: أنني وددت من الأخ الكريم لو وافاني بملاحظاته ابتداء، ولم يبخل عليّ بمزيد من المعلومات والتوثيق .. أي وددت لو لم تأت ملاحظاته في معرض الرد في موضوع جانبي من جهته هو.

وخامسها: مع اعترافي بأن كتابي عن آل الجرباء، بالنسبة للطبعة الثانية التي هي تحت الإعداد، إنما هو المسودة الأولى، واعترافي بكثير من نقص المعلومات وبقليل من الأخطاء: فلست معه في كل نقداته، لأنه لم يميز بين آرائي وبين نصوص لغيري أنقلها دون تدخل مني إلا أن يكون عندي زيادة علم.

وأما ذلك الذي وصفني ووصف دكتوراً متعاطياً للتاريخ في بلادي (بأننا نكتب بروح وهابية) إن كان قصده ما ألمح إليه الأخ الكريم: فبئس والله ما صنع، وبئس والله التأييد لذلك القصد التجزيئي، ذلك أن تاريخ الدعوة (الوهابية) السلفية تاريخ أمة وجماعة لا تاريخ تجزئة قبلية بدوية .. كما أنني في تناولي التاريخي لا أدخر جهداً في التفتيش من شتى المصادر .. أما الأشعار العامية التي هي وجادات قابلة للتوثيق والتمريض: فلا لوم إن غاب عني مالم يدوّن منها، فلم تبلغ إليّ روايته .. ولست أورد الشعر إلا بشروط الرواية .. ومن ثم تبقى كل رواية شعرية مستجدة موضوعاً للمؤرخ الفاحص: يؤيدها، أو يرفضها، أو يعممها، أو يخصصها، أو يردها إلى رواية أصح، أو يوجهها على الوجه والظرف والباعث والأجواء التي ولدت فيها القصيدة.

قال أبوعبدالرحمن: أما الجوهري في الأمر الذي يدافع عنه الأخ الكريم، ويظن أنني قصدته من حيث لا أشعر (لأنني لم أعرفه قبل ذلك): فهو موضوع تناول العوام وأشباههم لتاريخنا، فأنا أعتبره آفة، وهو لا يرى ذلك مرضاً، بل جعله ظاهرة صحية، لأن العرب لم تكن أمة كاتبة ومع هذا حفظت أنسابها وأشعارها، ولأن العربي أحرص على نسبه وحفظ أمجاده سواء أكان عامياً أم متعلماً .. ورأى أن الفولكلور المتداول شفهياً أوثق من كتابة العالم المؤرخ إذا كان خارج نطاق القبيلة!

قال أبوعبدالرحمن: ليست العبرة بالأحرص، إنما العبرة بالأملك لأصل البحث والتوثيق والتمريض. وأما العرب فأمة أميّة لا عامية، وعلمهم بتاريخهم وأنسابهم يعون منه ما عايشوه، وما عايشه الأب والجد، ثم يتحول التاريخ إلى أسطورة ببعد الآباء وكثرة الأجيال وضياع التدوين .. وعلمهم الأقرب للتوثيق ما كان متناثراً في صدور الآحاد خلال قرنين قبل الإسلام، وقرابة قرن بعد الإسلام، ثم بدأ التدوين والتمحيص، ولولا ذلك لضاع كضياع ماهية ألحانهم، ولكانت بقاياه في رواية الأجيال فولكلورية وأساطير كأسطورة «الله يحلل الحجاج عند ولده» وليس للحجاج الثقفي ولد ولي الأمر فظلم كأبيه .. والتدوين الجديد في دنيا العرب وحّد المتفرق، وأصّل علم النسب، ووصل ما خفي على العربي في جاهليته من التاريخ الأممي القديم، والقائم بذلك علماء لا عوام، وليسوا من أبناء القبيلة، لأنهم يتناولون عموم تاريخ العرب وأنسابها .. بل فيهم مستعربون.

والعامية الأمية في بلادنا خلال خمسة قرون غير متصلة السند برواية العوام، ولا متصلة العمل بتحقيق العلماء .. أما نسب الأسر إلى قرنين وثلاثة وأربعة ففي عهدة القبيلة، والناس مؤتمنون على أنسابهم مالم يدعوا الشرف، لحقوقه الفقهية .. وتمحيص النسب غير متصل العمل بجهد العلماء وكما هو محقق في مقدمتي الضافية لنسب بني بكر بن وائل للدكتور عبدالرحمن الفريح .. ويكفي الأخ الكريم برهاناً على أن العوام آفة في تناول التاريخ تعلقه بالفولكلور لتصحيح اتصال النسب إلى عرار وشهوان بمقابل التأصيل العلمي السابق بقرون في طرفة الأصحاب لابن رسول .. ولعلها تسنح الفرصة لعرض مأثور عامي يظنه أشباه العوام تاريخاً، والله المستعان.

ـ[الاستاذ]ــــــــ[22 - 08 - 05, 03:51 م]ـ

القرون الممدوحة نصاً و واقعاً

في مؤلف عن أصول الفقه لأحد العلماء الأفذاذ من فرق أهل القبلة الذين نسأل الله لن الباحث عن الحقيقة غير قاصد للصد عنها في مذهبين يتفرعان عن هذا السؤال:

هل يخطيء الباحث في استنباطه للحكم الشرعي، فيكون ما توصل إليه هو غير الحكم الواقعي الذي شرعه الله، أم أنه لا يخطيء؟

وليجيب المؤلف عن هذا السؤال افترض أن الخلاف بع

قال أبوعبدالرحمن: على أنني لا أعلم دوراً للتقييد بكلمة «الأهلي»!! .. إذن الهيكل جزء ورأس هما المسؤولان عن ضمان استقرار الصيغة للمجتمع والسياسة.

ثم جاء بهذه النتيجة المكابرة لأظهر ظواهر التاريخ جواباً للسؤال الذي طرحه، فقرر أن فتاوى المجته نائية عن التشكيك، فيذعن لها الفرد والجماعة!!

قال أبو عبدالرحمن: ليست التباريح لتحقيق مسألة أصولية، وإنما هي لبث هموم أو أفراح ذاتية أو جماعية .. وهذا التناول المزعج من الهموم الجماعية، وحسبي الإشارة إلى أمور:

أولهما: أن القرآن الكريم بالنص الصريح الذي لا يقبل تأويلاً هو الحجة بين أهل القبلة، وقد ت وجعلهم درجات: أهل الشجرة وبيعة الرضوان، وأهل بدر، وأهل الهجرتين، وأهل المشاهد، وأخبر برضوانه عنهم .. وخبر الله حقيقة لا تقبل النسخ.

وثانيها: أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين مراد ربه بالنصوص الصحيحة والمتواترة أيضاً، فذكر شيخي القرآن الكريم من اتبعهم بإحسان، وأنهم داخلون في رضوان الله، وذكر معيارهم بأنهم على ماكان عليه هو وأصحابه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ورضي عنهم، ولعن بلعناته المتتابعات من سبهم، أو أبغضهم، أو تصيّد مظاهر الضعف البشري لديهم المغمورة بحسناتهم الكبيرة الكثيرة.

وثالثها: وجدنا واقعاً كونياً تاريخياً: أن هؤلاء القوم ـ وهم رواة الحديث، وأصحاب الجهاد، وممصر بمليارات النفي أن يكون خبر

ورابعها: مسك الختام أن نزاهة المقاصد، والتدين الصادق لله بابتغاء الحق: أن نفهم نصوص ديننا ب الله عليهم ـ ليسوا كلهم عمال د

(1) أختار الرسم هكذا بدلاً من (جزءاً)، لأنه لا مسوغ لأهل الرسم في فصل الألف عن رأسها، وجعلها في سطر بعدها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير