ـ[الاستاذ]ــــــــ[05 - 10 - 05, 05:46 م]ـ
هموم الرسم الإملائي
سعدت بالكلمة الجميلة للأستاذ عدنان أحمد كيفي بجريدة الندوة في 11/ 1/1422هـ بعنوان «حول آراإ الظاهري والرشيد في الرسم الإملائي» لما فيها من رحابة أفق، وتطلع إلى تيسير وفق قاعدة، وطلب لما أوجبه الله في قوله سبحانه وتعالا: {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} (سورة البقرة: 111)، ولقد أقمت حياتي العلمية منذ عانقت فكر الإمام ابن حزم، ومنهج ديكارت، ونقدية كانط، والحذق لنظرية المعرفة بفلسفة القيم المعيارية الثلاث (الحق، والخير، والجمال) وما اشتق منهن من مبادإ: علا طلب البرهان، ومراعاة وجود المقتضي وتخلّف المانع، والإذعان لضرورات الفكر ومبادئه الفطرية والاكتسابية .. واستجابة لندائه الخيِّر في كليمته المليحة: كتبت تبريحتي «متا تكون الجادة ولو طالت؟»، وأجملت فيها جوامع التيسير وقواعده .. مع بيان أن ما ندافع عنه من قواعد متشعبة إنما هو احتفاظ بفضول وزوائد وعسر لا يحتاجها الرسم الموصل .. كما أنني نشطت في تهذيب كتابي «رسم القلم ورموزه» الذي سيصدر إن شاأ الله هاذه الأشهر في كراريس متتابعة عن دار ابن حزم .. وهاهنا أمور جانبية تحتاج إلا مداخلة:
أولها: أن أستاذنا الدكتور عبدالله بن سليم الرشيد في أمن بحول الله وقوته مما يحذره من دَعْوا سلاطة اللسان .. وإنما أصطنع سلاطة اللسان ـ مع طبق أرق وأصفا من الماإ الطهور ـ: إذا كانت المغالبة البلاغية مقصداً .. وأكثر ما يكون ذالك مع أحبائي .. وتكون مقصداً دون اصطناع حينما يستفزني المكافأ لي بظلم فيه نبوّ عبارة، أو تجهيل لي فيما أنا فيه حاذق، أو تعويم بمغالطات متداخلة.
وثانيها: لا أتفق مع أخي عدنان علا أن قواعد الرسم لا تقلب رأساً علا عقب؛ لأنها كما أسلفت في تبريحتي المذكورة آنفاً أنها ليست كيانية، بل تطوريّة لم تنضج، وأن هاذا القلب إذا أحدث يسراً، واختصاراً، واحتفاظاً بصورة الحرف كما ينطق ـ دون خلل أو نقص كياني أو كمالي ـ: فالقلب حسنة من الحسنات؛ لأن المطلوب رسم ميسر، موصِّل وفق قاعدة، لا يحدث تيسيره نقصاً.
وثالثها: لفظ الجلالة «الله» مما استثنيته، وشدّدت علا بقاإ رسمه؛ لأنه واحدية نطق عَلَماً لربنا المعبود سبحانه لا يشاركه فيه أحد.
ورابعها: أنني أحتفظ برسم المصحف الإمام تلاوة لا تفسيراً كما أسلفته في تبريحتي «متا تكون .. إلخ»، وفي مداخلاتي وتحشياتي علا مقالاتي.
وخامسها: الحذف في اللغة كالترخيم، والإضافة كالاتباع حقيقة صحيحة لا تسري علا الرسم الإملائي؛ لأن الرسم الإملائي من أنواع البيان الأربعة .. أي أنه بيان خطي مكتوب يحقق النطق المراد؛ فيرسم المحذوف لغة كما ينطق عند الحذف، ويرسم الإضافة أيضاً كما ينطق.
وسادسها: أن الأستاذ الفاضل عندما أكّد مجانبتي للصواب تفصيلاً لا إجمالاً: طالبني بالبرهنة علا الأسس التي انطلقت منها، ولو بالحواشي، أو بالاشتراك بالأقواس .. وهاذا دليل علا أنه ـ حفظه الله ـ لم يتابع تحشياتي الكثيرة علا مقالاتي بجريدة الجزيرة .. بل إنني أُحشّي مرة ثانية وثالثة ببراهين جديدة، أو بتيسير الفهم لما سبق من براهين .. وعلا أي حال فبراهيني: قد سلفت في تحشياتي، وفي تبريحة «متا تكون .. إلخ»، وفيما هو منتظر قريباً ـ إن شاأ الله ـ من تفصيل تأصيلاً وتطبيقاً في رسم القلم ورموزه.
وسابعها: من هاذه المداخلة الكريمة ينبغي أن يكون النقاش مستقبلاً تفصيلياً عن مسائل بعينها؛ فلا مجال للتناول المجمل؛ لأن ذالك دوران في حلقة مفرغة، وإلا لقاإ والله المستعان.
ـ[عبدالله بن حسين الراجحي]ــــــــ[15 - 03 - 06, 01:19 م]ـ
جزاك الله خير ونفع بكم ..