قلت: معرفة المشاهير عند الباحثين أمرها نسبي فلا بد من وضع ضابط به يعرف المشهور من غيره.10 - النقول المطولة عن العلماء والباحثين وقد يأخذ هذا النقل أحيانا أكثر من صفحه. ولا شك أن وجود مثل هذا فيه إشارة إلى خلل وقصور بحثي.
قلت: لا أسلم بأن إيراد الباحث للنقول المطولة من كلام العلماء تمثل خللا بحثيا ما دام الباحث يضع هذا المطول من النقل بين علامتي تنصيص مع عزوه لقائله لأنه قد يترتب على اختصاره لهذا النقل أو التدخل فيه فساد علمي تترتب عليه نتائج تشويهية خطيرة، فإن كان للباحث بعد ذكره للنقل المطول في تحقيق مسألة ما تعقيب بالمناقشة أو التأييد فليفعل ولا يضيره شيء. لمسنا هذا وعايشناه من فحول العلماء في القديم والحديث.
إنما العيب في عدم العزو والنسبة للقائل كي يوهم القاريء أن ما ذكره من بنيات فكره
كما أن العيب في استطراد وتطويل غير مراد.
12 - عدم التناسب من حيث الحجم بين الفصول والمباحث والمطالب وتفاوتها.
قلت: اشتراط التناسب بين الفصول المباحث من حيث الكم أمر غير مسلم لأن العبرة في البحث خدمته دونما نظر إلى طول أو قصر، فقد يستدعي مبحث في الرسالة من التطويل ما لا يحتاجه المبحث الاخر.
13 - العزو إلى المصدر الفرعي (الوسيط) مع وجود المصدر الأصلي.
قلت: قد لا تتاح فرصة احتواء المصدر الأصيل ككتاب بين يدي الباحث مع احتياجه للمعلومة فيه،فما الذي يضيره أن يأخذها من فرعي المصدر مع تنبيهه على ذلك بالهامش؟
19ـ إعادة النصوص والأحاديث والأقوال في أكثر من مبحث. والتكرار ولا شك يعاني منه الباحث فقد يكون الشيء سببا ونوعا وأثرا في نفس الحال؛ لكن على الباحث أن لا يكرر وان كرر النصوص فانه يغير الأسلوب والمعالجة.
قلت: لا ضير على من يورد النص {القرآن أوالسنة} في أكثر من موضع في بحثه فقد تتعدد أوجه الدلالة في النص الواحد فـ "فقه البخاري في تراجمه"
أما إن كان النقل من كلام العلماء فلا مانع من تغيير الأسلوب وطريق المعالجة.
20 - نقل أقوال العلماء والباحثين والمختصين من غير كتبهم ومصادرهم.
قلت: البند رقم عشرين سبق التنبيه عليه في البند رقم: 13.
22 - إهمال تخريج الأبيات الشعرية أو التقصير في تخريج بعضها والمنهج الصحيح توثيقها أولا من الدواوين فإن لم يكن للشاعر ديوان فإن البيت يخرج من كتب اللغة القديمة ككتب المبرد وابن جني والأزهري وغيرهم فإن لم توجد فيها فتخرج من كتب المعاجم ويبدأ بالكتب المتقدمة ثم المتأخر منها: مثل لسان وتاج العروس.
قلت: هذا من دقائق الأصول العلمية في البحث العلمي عموما وفي اللغة وفروعها خصوصا، لكن قد يغتفر لغير المتخصصين في اللغة وآدابها ما لايغتفر للمتخصصين فيها فتأمل.
26 - الاقتصار في بعض المطالب على مرجع واحد أو مرجعين وهذا يجعل الأمر نسخا أكثر منها بحثا.
قلت: هب أن باحثا لم يجد سوى مرجعين؟؟؟ أو وجد بغيته في مرجع أو مرجعين فما قيمة ذكره للمصادر الأخرى دون التي وجد طلبته فيها؟
27 - الخاتمة ليست ملخصا أو اختصارا للبحث بل أن ما يجب أن يورد فيها هي تلك النتائج التي توصل إليها الباحث بجهده وبحثه.
قلت: الخاتمة تمثل في مجال العلوم التطبيقية عين ما تفضلت به.
أما البحوث النظرية فالخاتمة فيها تمثل خلاصة البحث وأهم ما أضافه الباحث من جديد مما فتح الله به عليه، فمن لم يستطع قراءة البحث كاملا نظر إلى خاتمته فتأمل.
هذا من باب الإثراء وهي وجهة نظر والأمر على السعة.
ـ[عبد اللطيف الحسني]ــــــــ[10 Mar 2009, 08:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على ما تفضلتم به وهو جد هام, وهناك مشكلة أخرى تتعلق بالمناقشات العلمية من نا حية لجان المناقشة -على حد تتبعي الناقص-:
1 - افتقاد ضابط الإشكال على الطالب, وهو واضح في ما ظهر من اختلاف وجهات النظر في خطة البحث ومنهج البحث ...
2 - افتقار بعض الأعضاء للموضوعية في مناقشة الطالب.
3 - محاولة إبراز الفضيلة من قبل بعض الأعضاء.
4 - تركيز بعض الأعضاء على نقاط خارج اختصاصهم في الرسالة, أكثر من اعتنائهم باختصاصهم.
5 - اقتناص بعض الأعضاء إشكالات لو أخذ الترابط بينها وبين موضوعات أخرى في الرسالة بنظر الاعتبار لما تم الإشكال, مما يوحي بأن بعض الأعضاء لم يطلع على مجمل الرسالة.
6 - يقع بعض المناقشين في أخطاء فاحشة, لغوية كانت أو غيرها, مما يفصح عن عدم القابلية لدى البعض.
وهذا مما يسجل على كثير من المناقشات العلمية في كثير الجامعات, ولا تختص به جامعة معينة.
فالأولى أن يوضع منهج عام لأدب المناقشات وآلياتها, وضوابطها العلمية, ويشترط أن يكون العضو في مثل هذه اللجان حائزاً -زائدا على الشهادة العلمية اللازمة- على شهادة اجتياز دورة في نظام المناقشات وآدابها, على تأخذ هذه الدورة بنظر الاعتبار الوضع العلمي والنفسي ..
وهذا الطرح ليس الغرض منه التوهين -لا سامح الله- ولكن مجرد رؤى واقتراح, والله الموفق.
¥