ولازمة من اللوازم اللفظية أو العبارية، كما أن لكل مؤلف أعلاما خاصة تدور في كتاباته، وحوادث يديرها في أثنائها، وأعلى صورة التمرس بأسلوب المؤلف أن يرجع المحقق إلى أكبر قدر مستطاع من كتب المؤلف، ليزداد خبرة بأسلوبه ويستطيع أن يوجد ترابطا بين عباراته في هذا الكتاب وذاك، ومعرفة ذلك مما يتعين في تحقيق المتن." ([25])
- خاتمة:
من خلال هذه النظرة الموجزة نستخلص أن العلم باللغة العربية والتعمق في معرفتها وإدراك أسرارها من أهم ما يؤهل المقدم على إخراج النصوص التراثية للنجاح في مهمته ولو استعرضنا كبار المحققين في عصرنا لوجدناهم علماء باللغة العربية عارفين بأسرارها ملمين بمظان علومها من نحو وصرف ومعجم .. ماهرين في تميز ما يقع من تصحيف أوتحريف في نصوصها، ولو نظرنا إلى غيرهم ممن تصدوا لقراءة النصوص ممن سقطوا دون المدى – خاصة من الغرباء على اللغة القليلي الحظ من معارفها خاصة طوائف المستشرقين أو من سار على نهجهم- لوجدنا سبب قصورهم كونهم لم يتقنوا اللغة ولم يتشربوا روحها النابعة من صميم البيئة البدوية الجاهلية قبل أن يغنيها القرآن الكريم ببيانه ويسقيها الحديث النبوي الشريف ببلاغته، وتوسعها ألسن الشعراء وأقلام الكتاب صقلا وتشذيبا. ولهذا يصدق عليهم وعلى كل من كان ضعيف الملكة كليل الذهن في علم اللسان ما ذكره الأستاذ محمود شاكر رحمه الله عن أعمالهم مقارنة بإتقان العلماء الصادقين، عندما قال في التعليق على تحقيق الأستاذ أحمد محمد شاكر لرسالة الشافعي:
"فإذا أنت قرأت الأصل دون التعليق رأيته قد سلم من كل عيب، وصار بيانا كله، بعد أن كان في الطبعة الأولى من الرسالة شيئا متخالفا يتوقف عليه البصير، فما ظنك بسائر الناس ممن يقرأ وليس له في العلم قديم معرفة أو مشاركة؟ وأنت إذا قارنت هذه الرسالة بأي كتاب من الكتب التي أتقنها أصحابها من ثقات المستشرقين، وجدت الفرق الواضح، وعرفت فضل العربي على الأعجمي في نشر الكتب العربية. " [26]
**********************
1 - كما أشار إلى ذلك د. محمود محمود الطناحي في كتابه مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي، ص:281، ط 1 – 1984.
[2]- أنظر ذكريات مع محبي المخطوطات، ضمن جمهرة مقالات الأستاذ محمود محمد شاكر، ص: 1227 جمع الدكتور عادل سليمان جمال، مكتبة الخانجي القاهرة 2003.
[3]- تنظر تفاصيل مناهج الضبط والتوثيق عند المحدثين، في كتاب: جهود المحدثين في مكافحة التصحيف، جمال أسطيري، ص:309 وما بعدها دار طيبة للنشر والتوزيع 1997.
[4]- يراجع: تحقيق نصوص التراث في القديم والحديث، ص: 15 منشورات مجمع الفاتح للجامعات 1989.
[5]- تحقيق النصوص ونشرها، ص: 46 مكتبة السنة، مصر 1994.
[6]- تحقيق التراث العربي، نشأته ومناهجه، مجبل لازم مسلم المالكي، مجلة جذور التراث، ص:125، عدد: 10 – رجب 1423/شتنبر 2002.
[7]- البحث العلمي في التراث العربي ومعضلة النص، ص:6 تحقيق التراث المغربي الأندلسي، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، إعداد مصطفى الغديري، 1998.
[8]- المرجع نفسه.
[9]- جهود المحدثين في مكافحة التصحيف، جمال أسطيري، ص: 409 - 410، والمشق سرعة الكتابة.
[10]- أدب الكتاب، أبو بكر الصولي، ص:42 تصحيح محمد بهجة الأثري، المكتبة السلفية.
[11]- تحقيق نصوص التراث في القديم والحديث، ص:134 ليبيا 1989.
[12]- مناهج تحقيق التراث بين القدامى والمحدثين، د. رمضان عبد التواب، ص:190 وما بعد، مكتبة الخانجي القاهرة، ط2، 1422/ 2002.
[13]- جهود المحدثين في مكافحة التصحيف، جمال أسطيري، ص:453 إلى ص: 474.
[14]- ص: 314.
[15]- تحقيق التراث العربي منهجه وتطوره، عبد المجيد دياب، ص: 174 دار المعارف مصر 1993.
[16]- الكفاية في علم الرواية، الخطيب البغدادي، ص: 105 المكتبة العلمية، المدينة المنورة.
[17]- رسالة الحذار من مكائد الغريب إذا دخل الدار، ص: 157، تحقيق آمنة الراضي في بحث للدراسات المعمقة بإشراف الدكتور محمد الحاتمي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير السنة الجامعية 2003 - 2004.
[18]- المصدر نفسه، ص: 172.
[19]- الفتح المبين فى حل رموز و مصطلحات الفقهاء و الأصوليين، د. محمد إبراهيم الحفناوي (د. ط)، ص: 16.
[20]- المرجع نفسه، ص: 71 - 72.
[21]- نفسه، ص: 167.
[22]- من الكتب المهمة التي عنيت بهذه الرموز: الفتح المبين فى حل رموز و مصطلحات الفقهاء و الأصوليين، د. محمد إبراهيم الحفناوي (د. ط).
[23]- 311
[24]- ديوان الحسن البونعماني، هوامش وتحشيات، سعيد الفاضلي، ص: 470، مجلة المناهل العدد 54 مارس 1997.
[25]- تحقيق النصوص ونشرها، ص: 59.
[26]- ضمن جمهرة مقالات الأستاذ محمود محمد شاكر، ص:124 - 125.
المصدر:
http://knol.google.com/k/-/-/q5qq7t5v5szk/11#