ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Dec 2009, 11:12 ص]ـ
لا أخفي إعجابي بسعة صدر الدكتور جمال أبو حسان، واستغرابي من إصرار الصديق أبي العالية على طرح الأمور بهذا الأسلوب المالح وإن كان فيما قاله مصيباً. ولكنني أعلم ما بينهما من الود فأسكت، ولله في خلقه شؤون.
وليس من المعقول أن نتدخل في كتابة كل أحد في هذا الملتقى بالتهذيب لاختلافه معنا في الرأي أو الأسلوب، وكل واحد من الكتاب يتحمل مسؤلية ما يكتبه، مع إنني لا أحب لنفسي ولا لإخواني إلا أرقى الأساليب وأقربها للنفس، والذي نحاوله فنصيب ونخطئ، وبحسب المؤمن أن تحسن نيته.
ولا شك أن الموضوع الذي أثاره أستاذنا أبو عمر في غاية الأهمية، وجدير بأهل الرأي أن يلتفتوا إليه بجدية للنهوض بهذا الجانب في تهيئة طلبة العلم، وحسن تخريجهم.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[07 Dec 2009, 11:48 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
لو كان غير أستاذي لما تكلمت معه بحرف واحد، ولكن هذا من الودِّ النافع والدائم إن شاء الله والدعاء موصول بيننا بالخير والنفع المبارك إن شاء الله.
ورحم الله الإمام الذهبي حين ذكر:
قَالَ يُوْنُسُ الصَّدَفِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَعْقَلَ مِنَ الشَّافِعِيِّ، نَاظَرْتُهُ يَوْماً فِي مَسْأَلَةٍ، ثُمَّ افْتَرَقْنَا، وَلَقِيَنِي، فَأَخَذَ بِيَدِي، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا مُوْسَى، أَلاَ يَسْتَقيمُ أَنْ نَكُوْنَ إِخْوَاناً وَإِنْ لَمْ نَتَّفِقْ فِي مَسْأَلَةٍ.
قُلْتُ (الذهبي): هَذَا يَدُلُّ عَلَى كَمَالِ عَقْلِ هَذَا الإِمَامِ، وَفقهِ نَفْسِهِ، فَمَا زَالَ النُّظَرَاءُ يَخْتَلِفُوْنَ. (السَّير:10/ 16)
فانتبه: فما الكاتب بنظير للأستاذ، وإنما هو أقل من ذلك بكثير كثير، وله عليَّ فضل كبير.
وقد قيل: اعتن بمن يبكيك لا ممن يضحكك!
ـ[نعيمان]ــــــــ[07 Dec 2009, 02:14 م]ـ
أرأيتم - أيها الأحبّة المعترضون الحسّاسون على حرارة النّقاش، الحريصون على المشاعر أيضاً جزاكم الله خيراً- مثل هذه اللآلئ والدّرر؟!
لو لم يختلف الكاتب ذو الأسلوب المالح المؤدّب مع أستاذه واسع الصّدر - كما وصفهما أخونا الدّكتور عبد الرّحمن- لما خرجت، وإن كانت مشهورة، ولكنّ المذاكرة فيها مطلوبة مرغوبة.
وجزى الله أخانا المشرف العامّ على تحمّله، ووفّقه إذ نأى بجانبه عن مسلكيّات كثير من حملة الأقلام الحمراء من رؤساء التّحرير في بلادنا التي تدع كيل المديح لأصحاب المقامات- الرّفيعة أو الغليظة سيّان- وتشطب ما يمسّهم -وإن كان توجيهاً، أو تصويباً، أو نقداً، فكيف لو كان نقضاً أو نقراً!! - من مقالات كاتبين كبار قضوا زهرة شبابهم في الكتابة، وشابت رؤوسهم من التنقيب واستخراج المعاني؛ لنفع أمّتهم وقرّائهم.
ليس بالهيّن أن يفوز صاحب الخلق الحسن بالدنوّ من مجلس الحبيب سيدنا رسول الله محمّد صلوات ربّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه- يوم القيامة.
جعلكم الله تعالى وإيّانا منهم.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[07 Dec 2009, 03:18 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
وعوداً على بدء في ذات الموضوع.
كذلك مما يعاني منه طلبة العلم في هذا السلك العالي من الدراسات، أن يثق المشرف بالطالب وفيما يكتب، فإذا ما رفع له أوراق رسالته مرة تلو مرة، فإذا هي بيضاء تسر الناظرين.
ولا أثر لقلم أحمر، ولا أزرق، ولا حتى غيره.
فإذا ما جاء وقت المناقشة، وجدتَ المشرف الذي من أهم أعماله في الإشراف مساندة الطالب، سرعان ما ينقلب عليه، لاسيما إن تورط في (!) عتاب أحد المناقشين للطالب في مسألة ما، فتجده يقول: لم أرها فيما قرأت، أو لم تكن، أو يقول لطالبه لا تتكلم أبداً!! ومشي المناقشة على خير!
ومن الطريف المحزن ما كان معي في رسالتي الماجستير، حين وُصف الموضوع بأنه واسع وكبير، وطويل الذيول، وكان مما قيل: (فإذا عُلِمَ هذا من مقالات أهل العلم في عِظَم تدبُّر كتاب ربِّنا ومدارسته؛ والبحث عن كنوزه وأسراره، من أجل هذا رغب الباحث أنْ تكون دراسته وثيقة الصِّلة بكتاب الله تعالى؛ فجاء بموضوع الكليات القرآنية؛ لِيُبحِر فيه الباحث، ويكشف عن كنوزه، ويُقرِّبه بين يَدَيْ علماء التفسير وطلابه، ولمَّا كان موضوع الكليات موضوعاً كبيراً، وطويل الذيول، اقتصر الباحث على أحد نوعيه مما يُناسب حجم ووقت هذا البحث التكميلي لهذه المرحلة العلمية)
فإذا أحد المناقشين وللأسف يشغل منصب رئيس قسم اللغة! يقول:
هذا خطأ فاحش، كيف تصف أهل القرآن بأن لهم ذيولاً، وطويلة! وأشار إلى طرف بدلته!!
فعجبتُ أشدَّ العجب، وزاد العجب حين قال المشرف: تِشِلْها خالص!!
ولكن رحمة الله بي أنَّ أحد المناقشين أفهم الحَضَرات بأنَّ هذا مصطلح سائد ومعروف، وهذا وصف للموضوع ولا علاقة لأهل القرآن في شيء.
هذه ومضة فيما هو واقع في هذا المسلك، فأين من يكون عوناً للطالب ومفتاحاً له لكل خير، وبين من يكون عالة عليه.
ولذا فلا تعجب من قول من يقول: المناقشة يكاد تخرج بفائدة (10 %) هذا في ديارنا والبقية على راس الطالب، وعرض عضلات، وخاصة إن كان المناقشون في نفس القسم وبينهم من الأمور الخفية العجيبة، فحينها سينزل جام غضبهم على الطالب المسكين.
ومن هنا خرجت رسائل لا تساوي قيمة كتيب صغير، واخرى هزيلة، وثالثة طويلة ولكنها لا تسمن ولا تغني من جوع وتخرج منها كما دخلت وهذا بخلاف الرسائل العلمية القديمة. والله المستعان.
لذا من الجدير بالذكر طرق هذا الموضوع والإفادة منه ليعم النفع.
والله أعلم
¥