ـ[نعيمان]ــــــــ[07 Dec 2009, 10:06 م]ـ
شكر وتقدير
لم أغفل تقديم الشّكر لفضيلة الأستاذ الدّكتور عبد الفتاح حفظه الله؛ وذلك لأنّني أنتظر أن أشارك في هذا الموضوع الهامّ جدّاً لطلبة العلم وأساتذته على السّواء. فشكر الله له هذا الموضوع وجزاه خيراً وبارك له جهوده الأخرى أيضاً.
أطروحات على الهواء
ولقد كنّا نتابع قديماً بمتعة كبيرة – لحبّ النّاس للمناظرات- برنامج "أطروحة على الهواء" في إذاعة المملكة، كما ذكر أخي الدكتور عبد الرّحمن، وكذلك مناقشات الطلبة في أكثر من تخصّص في بعض البلدان، وسجّلت كثيراً من الملاحظات، ولولا فقداني إياها من أسف بسبب خطأ كبير – هو التسجيل فوقها- لكانت كنزاً ثميناً.
وأكتب من ذاكرتي، وذاكرات الأكارم حافلة؛ وأستغفر الله إن زللت.
أمثلة على هنات بعض المناقشين
كانت هنات المناقشين ظاهرة للعيان لكل من عنده مسكة علم.
من ضمنها مثلاً:
* ناقش أحدهم طالباً في لفظ الماجستير؛ مبيّناً له بعلميّة جادّة أنّه لفظ مستورد غير عربيّ، وينبغي ألا تستخدمه. كأنّ الطّالب هو من أحدثه!! ولم يملك المشرف إلا أن يقول ماطّاً شفتيه بامتعاض: يا دكتوووور.
* اعترض المناقش (س) على أمر ما أو طريقة ما خلافيّة اجتهاديّة، فكنّا نرصدها، فإذا ما أخذ طالب آخر بنفس الملاحظة إذا علم أنّ مناقشه هو (س) ذاته؛ ليفاجئنا (س) باعتراضه على الطريقة التي اقترحها سابقاً. فعلمنا أنّ المعارضة عند أمثال هؤلاء المناقشين هي من أجل المعارضة فحسب.
* واعترض أحدهم على عنوان لأحد محاور بحث في التّفسير الموضوعيّ، وقال: هذا خطأ، ينبغي أن يكون العنوان قرآنيّاً أو مستنبطاً من القرآن أو السّنّة، وكان الطالب يحمل في حقيبته كتاب المناقش، فقال بدهاء: أفدت العنوان من أحد بحوثك في كتابك الرّائع يا فضيلة الأستاذ. فبهت، وسكت عن الكلام المباح، وغير المباح.
* واعترض أحدهم على إكثار الطالب من عزو الحديث لأكثر من راوٍ؛ كأن يقول: رواه البخاري ومسلم وأحمد، وقال: هذا مخالف لمنهجيّة البحث في التفسير مطابق لمنهجيّة البحث في الحديث؛ يكتفى فيه بالعزو للبخاري فقط أو مسلم فقط أو أحمد.
فردّ الطالب قائلاً: هذه منهجيّة إمامي التّفسير ابن جرير وابن كثير؛ إذ يخرّجان الحديث فيقولان مثلاً: رواه الجماعة.
ولقد استغرب زميله المناقش الآخر، وعقّب بقوله: قد ناقشت قبل شهرين طالبة أشرفتَ عليها فضيلتك فعلَت مثل هذا ولم يستنكر عليها أحد.
* وآخر: يعترض على اقتباس الطالب من المراجع والمصادر ووضعها بين هلالين بطريقة التّركيب، جمل متوافقة مع بعضها. فردّ الطالب: هذه أفدتها من رسالة نوقشت في الأزهر الشّريف وحصلت على مرتبة الشّرف الأولى. فقال المناقش: مالنا وللأزهر الشّريف!! أسلوب تحكّميّ بغيض.
* ويعترض آخر على عنوان البحث!! وقد أقرّه مجلس الكليّة ومجلس البحث العلميّ ووافق عليه وحوّلت له الرّسالة ليناقشها على أساسه.
هل وعى هذا المناقش المحترم أنّ اعتراضه موجّه للجامعة لا للطالب؟!! أم أنّه لا يعرف تسلسل قبول الرّسائل قبل مناقشتها؟
* وآخر يعترف: إنّ البحث لم يصلني إلا أمس. فبالله كيف تكون المناقشة؟ آخر حلاوة!!!
وهذا لا يعني أنّ معين علمائنا قد نضب وأنّ هؤلاء يمثّلونهم؛ بل عندنا من العلماء من سارت أدبيّاتهم مسير الشّمس عبر الزّمن، وعطّرت توجيهاتهم ومناقشاتهم وإشرافاتهم جوانب العلم التي أفاد منها طلبتهم أيّما إفادة. ولله الحمد والمنّة.
لكنّا هنا بصدد الحديث عن السّلبيّات التي ينبغي ألا تكون.
الدكتور أحمد نوفل مشرفاً ومناقشاً
أذكر من الإيجابيّات: فضيلة الأستاذ الدّكتور أحمد نوفل- حفظه الله تعالى- مشرفاً ومناقشاً.
أمّا مشرفاً:
فكان يجالس الطالب ويستزيره في بيته عند مكتبته، ويناقشه في كيفيّة كتبة بحثه، ثمّ يساعده فيكتب له مطلباً أنموذجاً؛ ويعقّب: إن أعجبتك منهجيّتي فسر على بركة الله، وغيّر ما تشاء. ولا يدعه حتى يكمل بحثه. فيكون قد اطّلع الشّيخ نوفل على بحثه كاملاً، وهذه رواية عن بعض من أشرف عليهم.
أمّا مناقشاً:
¥