1 - أشهد أنّ هم البعض منهم هو المردود المادي أكثر من أي شيء آخر، وكم من طالب في مراحل الدراسات العليا أخّرت مناقشته أشهرا كي يستوفي المشرف المدّة التي يؤجر فيها على إشرافه دون قراءة لأي كلمة مما كتب في الأطروحة العلمية.
وبعض الأساتذه يحبطون طلبتهم عن طلب العلم كي لا ينافسوهم في وظيفتهم مستقبلا، وهذا ما سمعته من بعضهم صراحة، فأين الإيمان بأن الله هو الرزاق، ألم يقرأوا ما كتب في سبب القسم في آية الرزق. وهذا ليس على إطلاقه أيضا حيث شهدت من بعض الأساتذتة الأكارم من يفتخر بتخريج طلبة وانتشارهم في أصقاع الأرض، ويؤمن بأن هذا العمل تقرّب إلى الله عز وجل.
2 - الكبر الذي يصيب بعض القائمين على الدراسات العليا بحيث يترفّع بعضهم عن مناقشة أفكار بعض طلبته ويشعرهم بحقارة أنفسهم، مما يدخل في قلوبهم مرضا نفسيا سينعكس على حياة هذا الطالب إن وصل إلى مراحل التدريس، فكما عومل من أساتذته سيعامل طلابه، وهذا ليس على إطلاقه فقد شهدت من بعض العلماء الأجلّاء ممن أتشرف بالدراسة على أيديهم والاقتداء بأخلاقهم دروسا في الأدب
3 - تقديم بعض الطلبة على غيرهم، حيث نجد بعض أساتذة الدراسات العليا يحابون من يتمذهب بمذهبهم أو من يتصل بهم بصلة قرابة أو بلد أو ... وييسّرون له كل الصعاب ويعطوه أعلى الدرجات. ويضعون العقبات في وجه كل من يخالفهم، ويحاربونهم بالعلامة مما يؤثر في إنتاجهم العلمي لابل أكثر من ذلك يؤثر في يقينهم بهذا الدين الذي يدرّسه هذا الأستاذ، فوالله الذي لا إله غيره أن أحد زملائي وأنا في مرحلة البكالوريوس كان سقدم على دفع أستاذ كفيف من على درج في الكلّية بسبب ظلمه له.
4 - الفساد في التعيينات الجامعية، فتعيين الأقلّ كفاءة علمية و ... بسبب محسوبية أو قرابة أو مذهب .... سينعكس على طلبته، فمدخلات الجامعات من أعضاء الهيئة التدريسية، سينعكس على مخرجاتهم في تدريسهم وفي كفاءة الطلبة الخريجين.
5 - تعجيز الطلبة في إقرار موضوعات الأطروحات الجامعية، فما من علم يخطر في بال أكثر الطلبة والأساتذة إلا وقد كتب فيه، فيلجأ كثير من الأساتذة إلى رفض الموضوعات لأنه قد كتب فيها، وينسون ما قدّمته أيديهم في دراساتهم السابقة، وينسون ما تقدمه أيديهم في تأليف وكتابتهم للكتب والبحوث العلمية، ومن العجب العجاب أن أحد الأساتذة كتب بحثا في علوم القرآن فما كان منه إلا أن أحضر كتابا حديثا وصبّ جهده في تغيير العبارات، وسألته أليس هذا ما يسمى سرقة علمية للمعنى؟؟؟ فقال: يا شيخ هذا أسلوب التأليف في القرن العشرين،مين قاري ورق (من يقرأ ورقا)؟؟؟؟، وهؤلاء يناقشون الطلبة في السيمينار قبل إقرار الموضوع على أنه خصم لهم ويريدون منه أن يكون على نفس درجتهم العلمية حتى قبل أن يتم دراسته للمراحل العليا، ويطلبون منه النتائج التي سيصل إليها في بحثه قبل أن يبدأ في كتابة الموضوع. والمصيبة أن من هولاء ما يشار إليه بالبنان.
فمن كانت هذه حاله وكان على هذه الدرجة من العلم (أقصد من أساتذة الدراسات العليا) فليأت هو بالموضوعات الجديدة للطلبة.
وأرى أن تكلّف الجامعات الأساتذة القائمين على الدراسات العليا بإيجاد موضوعات صالحة للبحث للطلبة، وهذا حقّ الطلبة عليهم وحق الله عليهم، فكثير منهم إن خطر في باله موضوع للبحث يستأثر به نفسه من أجل الترقية ....
وإن لم يستطع الأساتذة توفير موضوعات يبحثها الطلبة، فلتتوقف الجامعات عن قبولهم وتكديسهم حينما ينهون الدراسة في البحث عن موضوعات. إلا إذا كان الهدف الرئيس للجامعة هو الاستثمار المادي في التعليم، حيث يحقق لها هذا الأسلوب مزيدا من الدخل المادي والأقساط الجامعية، والتي غالبا ما تكون من قوت أهل طالب العلم وإخوته.
وهذا موضوع يدمي ما لا يلتئم من جروح القلب فالله الله يا أساتذة الدين الإسلامي في طلبة العلم، لا تنكتوا في قلوبهم عداء لكم ولا لدين الله الذي استأمنكم عليه.
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[15 Jan 2010, 10:23 م]ـ
جزاك الله خيراً د. حسن
نحتاج إلى مثل هذه الصراحة في كتاباتنا في هذه المواضيع
ـ[أبو المهند]ــــــــ[16 Jan 2010, 09:59 م]ـ
أتفق مع فكرة المشايخ بحيث ينظم مؤتمر علمي لمناقشة هذه القضايا المهمة وغيرها مما يتعلق بالدراسات العليا , ويتم عقد هذا المؤتمر هنا في ملتقى أهل التفسير , وينظم بطريقة جيدة بحيث نخرج بأكبر فائدة من هذا المؤتمر ونسعى لتفعيله على أرض الواقع في جامعاتنا ونحن معكم ورهن إشارتكم فيما تطلبوه منا , وفقنا الله وإياكم لمايحبه ويرضاه.
أشكر لأخي المفضال الشيخ محمد عمر الجنايني هذا التفاعل الإيجابي وهذه النشطة من أجل العلم وأهله وإنا لعلى شوق لتنفيذ هذا السبق التقني والمعرفي الذي من خلاله يتم هذا المؤتمر المرتقب ـ إن شاء الله تعالى ـ.
مع تحياتي.
¥