ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[01 Feb 2010, 01:42 ص]ـ
شكر الله لك (إبراهيم الحسني) على ما قلت وعلى محاولتك إصلاح ذات البين.
ومن كان صادقا ً في طرحه فليبرهن لنا أولا ً أن ثمة مشكلة، ثم يناقش هذه المشكلة ثم يخرج بالحكم وإن زاد في إبداء توصياته ونصائحه فجزاه الله خيرا ً.
ولتوضيح الكلام لا بد أن يدلل لنا المتحدث عن وجود المشكلة في الجامعات المشار إليها من حيث الطرح، وذلك يكون بأمر جامع وهو:
أن يستعرض جميع التخصصات الشرعية التي تدرس في الجامعات السعودية.
ثم يستعرض جميع الرسائل المسجلة والمناقشة في الجامعات السعودية في كل تخصص واحدة واحدة.
بعدها يذكر لنا الموضوعات الجيدة والتي فيها بحث وتدقيق وإضافة علمية ولم تسجل في الجامعات السعودية.
فلا بد من أن يعرف الموضوعات الهامة والمفيدة والتي فيها إبداع وقوة في الطرح ويحتاج لها المتخصص وأكرر يحتاج لها المتخصص، بعدها يقارن بين ما جمعه من موضوعات مهمة وبين ما سجل ونوقش في الجامعات السعودية ... فإن وجد أن أكثر هذه الموضوعات التي بين يديه بحثت فهذا دليل قوة وأصالة، وإن لم يجد شيئا ً منها قد طرح فهذا دليل على الضعف (والطرح الهزيل)
يبقى لنا أمر هام جدا ً (ما هو الميزان الذي نقيس به أهمية الموضوع)
هذا الميزان يملكه المتخصصون في الفن الواحد، فمثلا ً جمع الأقوال ودراستها يرى الجاهل بالتخصص أنها فضولا ً من القول وترفا ً في البحث، بينما المكابد للعلم والباحث فيه يرى أنها مفيدة أيما فائدة إذ أن تحقيق الأقوال ونسبتها وبيان مآخذها وبيان الموافقة والمفارقة فيها تبني لنا سلسلة من الأبحاث ترتقي بالتخصص إلى درجة عليا يعرفها أهل الاختصصاص.
والذي أراه أن حرمة العلم بدأت تنتهك ويستباح عرضها في محافل كثيرة بغطاء اسمه التجديد والإبداع، والذي أريد أن يعلمه كل عجول أن معايير الحكم على التخصصات تختلف باختلاف التخصص، فمثلا ً: أبحاث الاقتصاد والإعلام وغيرها تعتمد على المستجد من الأشياء، فمن العيب الكبير أن يعتمد الباحث عندهم على مراجع قديمة.
أما التخصصات الشرعية الدينية فإن الأصالة والمصادر العتيقة هي معيار الجودة والقوة فيها.
فآمل من موازة الأشياء والتفريق بين المختلفات والتسوية بين المتماثلات.
حمى آخرى: وهي ظاهرة الغمز واللمز للرسائل العلمية، فمن نظر إلى بعض المنتديات وجد السخرية من الرسائل العلمية من قبل نكرات وصبيان لا حظ لهم من العلم، بل وإن تعجب فعجب من بعض الناشرين والموزعين وتجار المكتبات الذين قاموا بتقويم الأبحاث ونقدها وأطلقوا قذائفهم على عموم الرسائل العلمية، فانظر مثلا ً بعض من يكتب في ملتقى أه ... ل. الحدي .... وغيره من المنتديات.
فلا نقول إلا ما قال الأول:
أتى الفرسان بخيولهم فمدت الخنفساء رجلها.
ـ[خلوصي]ــــــــ[01 Feb 2010, 04:29 ص]ـ
لا تخفى حرقة الأخ الفاضل أبي حسان .. بارك الله فيه ..
و في أمثال هذه المسائل أرى ألا يركز على مبلغ الدقة في تعميم الاتهام بقدر ما يجب التركيز عليه من وجود خلل واضح خطير!
هذا مثال واقعي عن انطباعاتي - و أنا واحد من البشر المتابعين -: لم أسمع أو أجد إلا نادرا بحثاً قويا مفيداً مثمراً يمس حاجة الأمة!
مثلا أسوق لكم من ذاكرتي هذه العناوين من جامعات دول مختلفة - في حدود اطلاعي -:
تحقيق باب الطهارة من كتاب .....
منهج السمين الحلبي في التفسير
مناهج ..... في العصر ....
صحيح أن الهدف تخريج باحثين أكفياء .. و لكن
أين نصيب الأمة من مئات الأبحاث المتشابهة؟
لم لا تكون رسالة جامعية هكذا مثلاً:
كيف تعلم التفسير للأطفال
بحث ميداني بإشراف عالم و تربوي!؟
بقي أمر في هذه العجالة و هو أن سياسة الأبحاث الجامعية و مسالك الماجستير و الدكتوراة غريبة كل الغرابة عن روح ديننا و طبيعة علمنا و علمائنا من جهات عديدة .. ربما تكون موضع مدارسة من الأساتذة و الإخوة الكرام الفضلاء!؟
و بارك الله فيكم أجمعين.
ـ[أبو حسان]ــــــــ[01 Feb 2010, 03:24 م]ـ
جمع الأقوال ودراستها يرى الجاهل بالتخصص أنها فضولا ً من القول وترفا ً في البحث، بينما المكابد للعلم والباحث فيه يرى أنها مفيدة أيما فائدة
.
تصويب العبارة:
جمع الأقوال ودراستها يرى المكابد للعلم والباحث فيه أنها فضولا ً من القول وترفا ً في البحث، بينما الجاهل بالتخصص يرى أنها مفيدة أيما فائدة
وأزيد:
ويرى المكابد للعلم أنها تخلف وضياع للوقت، وتعكس مدى ضحالة من يلجأ لهذه الموضوعات، وضعف قدراته العلمية والعقلية، وأن التاريخ سيحفظ هذه الرسائل - في الأقوال والترجيحات - وستبقى وصمة عار علينا تعيرنا بها الأجيال القادمة
ونسيت أن أشير:
أن أحداً من أصحاب هذه الأقوال والترجيحات لم يتجرأ ولن يتجرأ على طباعة رسالته ونشرها أمام الملأ ولو فعل لبقيت في دور النشر والمكتبات لم يعبأ بها أحد
ولعل هذا يجعلنا نتسائل في السر الذي جعلهم يكتمون ما كتبوا ولِمَ لا ينشرونه إن كانوا واثقين من أهمية ما كتبوا
ومن تجرأ ونشر وهم قلة وأعرفهم كانوا يعيشون وهماً بأنهم أتوا بما لم يأت به الأوائل فصدموا بالواقع حيث همشت رسائلهم ولم تلقَ قبولاً من أحد.
فمن ذا المجنون الذي سيشتري ترجيحات فلان وفلان في كتاب يتجاوز آلاف الصفحات كلها قص ولزق من بقية الكتب حتى الأخطاء المطبعية لم يكلف صاحبنا نفسه في تصويبها عندما أتم عملية اللصق
حقأ لقد جنت علينا البرامج الحاسوبية والخطأ ليس منها وإنما من سوء استغلالها، والله المستعان.
¥