ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 Feb 2010, 09:20 م]ـ
الأخ الكريم: أبو مجاهد.
يبدو أنك متسرع في السب والشتم، وهذا لا ينبغي.
أنا لم أهددك بما استعذت منه، وأنت لم تتحمل النقد بالكلام المكتوب غير المباشر، فكيف تتحمل غيره؟
ولعلمك الخاص فإن النقد يطلق على كل ما ذكرت لغة، وقد يأتي بمعنى الكلام كما قد يأتي بمعنى الفعل، ولكن الكتابات الحديثة حورت معناه إلى ما اصطبغ في ذهنك، وكثيرا ما يقع ذلك لمن لا يطالعون المعاجم اللغوية، ويكتفون بثقافاتهم العامة.
أخي الكريم: أنا لم أهدد أحدا وليس لي أن أهدده، إنما قلت إن النقد يكون بحسب الفعل والفاعل، وأحيانا يجب أن يكون قاسيا، ومرات أخرى يجب أن يكون سهلا هينا.
هذا ما قلته، أما اقتناص بعض الألفاظ والرقص عليها، فلست أرقص من غيرك.
والشر الذي تجب الاستعاذة منه إنما هو في الذي يفهم كلام الناس فهما شريرا، ويحمله على أخشن - بالخاء المعجمة - المحامل.
هدانا الله وإياك.
أي سب وشتم - هداني الله وإياك -؟
أنتَ - وفقك الله - ذكرت كلاماً؛ فاستفهمت عنه.
ولا مانع أن نستثمر هذا الحوار في الإفادة؛ حيث ذكرتَ أن النقد في اللغة يطلق على كل ما ذكرتَ سابقاً من معاني.
وقد رجعت إلى أهم كتب اللغة فوجدت كلاماً هذا خلاصته:
لأصل كلمة نقد في معاجم اللغة العربية عدة معان منها:
1 - يقول ابن فارس: النون والقاف والدال أصل صحيح يدل على إبراز شيء وبروزه: أي إظهار الشيء.
2 ـ وتقول العرب: مازال فلان ينقد الشيء إذا لم يزل ينظر إليه. والإنسان ينقد الشيء بعينه أي يخالف النظر لئلا يُفطن له. أو هو: اختلاس النظر نحو الشيء. وقد نَقَدَ الرجُلُ الشيءَ بنظرهِ ينقده نقداً , ونقد إليه اختلس النظر نحوه , وما زال فلان ينقد بصره إلى الشيء إذا لم يزل ينظر إليه، والإنسان ينقد الشيء بعينه: هو مخالسة النظر لئلا يفطن له , وزاد في الأساس كأنما شُبه بنظر الناقد إلى ما ينقده.
3 - تمييز الدراهم , وإعطاؤها إنساناً , وأخذها يسمى: الانتقاد , والنقد تمييز الدراهم وإخراج الزيف منها , يقال: نقدها ينقدها نقداً وانتقدها وتنقدها إذا ميز جيدها من رديئها وكذا تمييز غيرها.
4 - والطائر ينقد الفخ أي ينقره بمنقاره.
5 - النقد لدغ الحية أو العقرب يقال: فلان نقدته حيه إذا لدغته.
6 – المناقشة: يقال ناقده في الأمر أي ناقشه منه الحديث, وورد في الأثر على ذلك قول:"إن ناقدتهم ناقدوك","إن نقدت الناس نقدوك, وإن تركتهم تركوك",معنى نقدتهم أي عبتهم واغتبتهم قابلوك بمثله وهو من قولهم نقدت رأسه بإصبعي أي ضربته.
7 - الخيار: يقال: فلان من نُقِادة قومه أي من خيارهم , بمعنى أنه لا يحتمل النقد إلا من كان من خيار القوم لأن خيار القوم يقبلون الحق ويتركون الباطل.
[ينظر معجم مقاييس اللغة، لابن فارس 5/ 467 - 468. و تهذيب اللغة للأزهري 9/ 50، وتاج العروس للزبيدي 9/ 230 - 235.]
النقد في الاصطلاح: تمحيص الأفعال والأخبار , وإبداء وجهات النظر حولها , وفق قواعد علمية ثابتة.
والنقد الذي نتكلم عنه، ونريده هو النقد الاصطلاحي، فإنه لا يعرف عند النقاد أن النقد يكون بالتعذيب الحسي أو القتل والضرب، بل لم يرد هذا المعنى في النصوص الشرعية - فيما أعلم-.
تذييل: أرجو أن أكون أنا وأنت من نُقادة القوم وصالحيهم.
وتقبل تحيتي واعتذاري
ـ[ابن جرير العربي]ــــــــ[05 Feb 2010, 12:48 ص]ـ
بين المدح والإغراق في الذم تموت الحقيقة موتا لا حياة بعده إلى يوم القيامة.
(مصطفى لطفي المنفلوطي)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[05 Feb 2010, 03:44 م]ـ
الأخ الكريم: أبو مجاهد.
أولا: أعتذر لك عما يمكن أن تفهمه من كلامي.
ثانيا: الذي يهمني في مسألة النقد أن يفهم الجميع أن هناك معنى مصطلحا عليه عند النقاد وغيرهم، وأنه يختلف عن النقد في المعنى اللغوي.
وأنت قد توصلت إلى ذلك من خلال نقلك؛ فلا شك أن النقر بالأصبع يخرج عن المعنى المصطلح عليه بين النقاد.
وهذا نص ما في التاج: (ونقد الشيء ينقده نقدا، إذا نقره بإصبعه، كما تنقد الجوزة، والنقدة: ضربة الصبي جوزة بإصبعه إذا ضرب.
(و) النقد (أن يضرب الطائر بمنقاده، أي بمنقاره في الفخ)، وقد نقده إذا نقره كنقد الدراهم، وكذا نقد الطائر الحب ينقده، إذا كان يلقطه واحدا واحدا، وهو مثل النقر، وفي حديث أبي ذر (فلما فرغوا جعل ينقد شيئا من طعامهم) أي يأكل شيئا يسير. وفي حديث أبي هريرة (وقد أصبحتم تهذرون الدنيا. ونقد بإصبعه) أي نقر.
والذي يهمني من كل هذا هو ما قدمت.
وهو أن النقد الحاد له وقت، والنقد الهين اللين له ساعة، وأن كل ذلك على حسن الفاعل والفعل.
فلو أتى عالما أمرا معلوما من الدين بالضرورة تحريمه؛ ليس كما إذا فعله عامي. وهكذا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Feb 2010, 09:18 ص]ـ
النقد اللاذع يؤلمنا حقاً، ولكنه ينفعنا ويدفعنا للتغيير البناء إن شاء الله.
وأنا أطلب من الأخ الكريم أبا حسان بعد أن أخذ الموضوع بنا يمنة ويسرةً، أن يحرر لنا موضوعاً مؤصلاً في المقترحات العملية التي ترتقي بهذه البحوث والرسائل في الأقسام العلمية وأعده بأن نأخذ بها بإذن الله بقدر استطاعتنا وكثير من الفضلاء المتابعين للملتقى من أهل الحل والعقد في مسيرة الدراسات العليا في الجامعات السعودية وغيرها. ونكون بهذا قد تقدمنا خطوة إيجابية للإمام، وتجاوزنا مرحلة التنظير إلى مرحلة التطبيق علماً أننا نسعى من قبل هذا النقد لمثل ذلك ولله الحمد فليست هذه أول مقالة تنتقد واقعنا العلمي وإنما جاءت ضمن مقالات وطروحات في هذا السبيل.
وأما أخي إبراهيم الحسني فاقول له: جزاك الله خيراً، وليتك تخفف من تعقيباتك التي تذهب بالموضوعات بعيداً دون مناسبة.
¥