فمثل هذا قد يمثل دافعا للطالب المبتدئ لأن يجد في بحثه فيكون بالمرتبة التي تؤهله لأن يناقش ويطلع على الكتب التي قد يتم صرفه عنها في مرحلة ما من مراحل تحصيله.
وأعود فأكرر أن الأساس المتين بحفظ المتون أو دراستها على المشائخ هو عماد الطلب في المراحل الأولى، ولا يستغني عنه حتى من بلغ المرحلة المتوسطة منه، ومن تجاوزها، فمراجعة المتون سبيل ترسيخ العلم وثبات الأقدام فيه.
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[07 Jul 2010, 09:15 ص]ـ
ليتنا نظفر بنصائح أكثر من مشايخنا المتخصصين في هذا الباب
ـ[أبو بكر السني]ــــــــ[07 Jul 2010, 02:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
= قلتَ أخي (عبدالرحمن شاهين):
{و في نفس الوقت نسمع مشايخنا يقولون: كثرة اقتناء الكتب مشغلة عن التحصيل!! خاصة لمن هم في مراحل الطلب الأولى و المتوسطة ولم تتشكل بعد عندهم أصول العلوم و الحاسة النقدية فيتلقفون هذه الرسائل على محمل الثقة التامة - بالذات إذا كانت مقرظة من لجنة مناقشة من المشايخ المعتبرين -.
و كثير من المشايخ المتصدين للتعليم يلحون على طلبة العلم بالارتكاز على المتون و شروحها حفظا وفهما و مدارسة، ... }.
هذا له وَجهٌ وحُجّةٌ، وهوَ أن الطّالبَ المبتدئ عليه أن يبدأ بالتقرير، والبعد عن النَّقد - وهذا يختلف من مسألة لأخرى، ويختلف في الرسائل الجامعية تَبعًا لموضوعها، فهناك الرسائل الجامعية النقدية، وهناك الرسائل الجامعية التي ترتكز على الجمع -.
وله وجهٌ آخر، وهو أن الطالب المبتدئ كلما كثرت عنايته بكتب (المتقدمين) الصغيرة ثم الكبيرة المتبحرة، قويت ملكته العلمية، وكان حاد النظر - وهذا يختلف أيضًا من طالب لآخر -.
وأيضًا، فالرسائل الجامعية لا تعدو أن تكون تخريجًا وموازنة لما كتبه الأئمة من قبلُ.
فإذا قويت الملكة العلمية كان سهلا على الطالب - بعد قطع الشوط الأساس في الطلب - قراءة ما كتب في الرسائل الجامعية، وإدراك مواضع الضعف والقوة في الرسالة الجامعية، ومواضع التناقض والاختلاف - إن وجد -.
وهذا يدعونا إلى النظرِ في تراثِ المتقدّمين الذي يدرسُه الطالب ..
= قولك:
{ ... في المقابل فإن هذه الرسائل تتميز بتركيز للمعلومات و ترتيبها و تبويبها بحيث يسهل هضم المعلومة و استيعابها، وكذلك احتواؤها على تحرير لبعض المسائل التي تهم طالب العلم بشكل كبير فيتصور المسألة من أطرافها، وهذا قد لا تجده في المتون و شروحها ... }.
نعم لا يجده الطالب المبتدئ في المتون، فهو أنفع؛ لأنه في زمن بناء - ما يطلق عليه - الصورة العلمية في ذهنه، ولذلك، فهو بين أن يحفظ ويتقن متنه وكتابه، فسيشوش عليه بأن يبحث في الكتب المطولة - وهي مراجع للرسائل الجامعية - وسيتشعب بين هذا الفن وذاك، وسيذهب لينقب عن كل مسألة يجدها؛ لأنه قليلُ العلم، فسيقطع زمنًا طويلًا وهو لم يحصل إلا الشيء اليسير المشوش .. ، بينما لو أتقن في كل فنٍّ متنًا على شيخ متقن ضابط؛ لَعَلِم كيف كتب صاحب الرسالة الجامعية رسالته، وسيدرك المآخذ والمحاسن في الرسالة الجامعية.
= قولك:
{ ... نريد من المشايخ الكرام من خلال تجربتهم و خبرتهم رسم منهج وسط لطالب العلم (المبتدئ و المتوسط) يمشي فيه على الجادة في تأصيل نفسه في العلوم الشرعية مع الإفادة من هذه الأطروحات النافعة و ما تحتويه من تحرير و ترتيب للمعلومات ... }.
تكون الاستفادة من الرسائل - بناءً على ما ذكرتُه من قبل - بإشراف شيخ أو معلم قطع شوطًا كبيرًا في العلم.
وما كتبته أمرٌ شهدتُه على بعض الطلبة ..
هذا رأيي، والله أعلم، وجزاكَ الله خيرًا ..
ـ[أحمد صالح أحمد غازي]ــــــــ[08 Jul 2010, 12:20 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا بكر، فلقد شفيت في جوانب كثيرة من جوابك، وأضيف على ذلك مشكلة أن الرسائل العلمية تكتب وفق منهجيات ورؤى قد لا تكون مناسبة للاطلاع العام، بل إن كثيرا من الزائغين جسدوا زيغهم في شبهات بثوها في رسائلهم او رسائل طلابهم كما فعل أمين الخولي في رسالة تلميذه محمد أحمد خلف الله التي تقدم بها لنيل درجة الدكتوراه بعنوان الفن القصصي في القرآن، وهذه الرسالة وإن كانت قد ظهرت في حينه صورتها البشعة، فإن كثيرا من مثيلاتها تمرر دون أي إدراك لما في طياتها من شبهات وضلالات.
وزيادة على ذلك فإن طلاب العلم الذين أعدوا تلك الرسائل غالبا ما تغيرت رؤاهم بعدها، فهي كانت تمثل مرحلة من مراحل الطلب بالنسبة لهم، مما يعني أنها لن تكون في ثبات وقوة المتون التي ألفها المختصون بعد أن قطعوا أشواطا طويلة من التأليف والتدريس فاكتسبوا بذلك الخبرة والمعرفة معا، فقلت عندهم جوانب القصور والخلل، على عكس ما عليه الحال بالنسبة لطلاب المراحل العليا من الماجستير والدكتوراه فإن بنيتهم العقلية لم تكتمل عادة ولم تنضح، وكذا فإن طريقة كتابتهم للرسالة ومنهجياتهم في مواجهة لجان الإشراف ولجان المناقشة غير ما إذا أرادوا خطاب الجمهور العام من القراء والله أعلم.
¥