تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مجرد استفسار عن المد ...]

ـ[موسى 125]ــــــــ[17 - 02 - 2005, 11:16 ص]ـ

الأساتذة الكرام .... السلام عليكم

قال لي أحد الأخوة حول المد شيء غريب أول مرة أسمع به وهو (أن لما نقول مثلاً - سعِيد - فإننا نقول إن العين هي الممدودة بالياء ةلهذا يجب تنبيه الطلاب لذلك .. حيث إن البعض يقول فقط إن الياء حرف مد مسبوق بكسرة ويسكت .. وهكذا في بقيت المدود) فأنا أول مرة أسمع أن المد هو للحرفين (الحرف الذي قبل المد وحرف المد) كما ذكرت في الأعلى .... فأرجو من الأساتذة توضيح ذلك وبيان مدى صحة هذا الكلام وفقكم الله.

ـ[حازم]ــــــــ[22 - 02 - 2005, 09:51 ص]ـ

الأستاذ الفاضل / " موسى "

تسرُّني أسئلتك المميَّزة، ومشاركاتك المطرَّزة

صافٍ جمالها، وافٍ نوالها

زادك الله علمًا وفضلا.

المدُّ: هو الذي لا تقوم ذاتُ الحرف إلاَّ به، ولا يتوقَّف على سبب.

ما المقصود بـ" الحرف "؟

المقصود به حروف المدِّ، وحروف المدِّ ثلاثة.

الأول: الألف، ولا تكون إلاَّ ساكنة، ولا يكون ما قبلها إلاَّ مفتوحًا.

ولذلك لا يمكن أن يُبتدأ بها، لا بدَّ أن يسبقها حرف مفتوح، قال العلاَّمة " الطِّيبي ":

فَمَنْ يَكُنْ عَنْ ألِفٍ قَدْ سُئِلا * بِأنْ يُبينَ لَفْظَها يَقولُ: لا

الثاني: الواو، وشرطها أن تكون ساكنة، وما قبلها مضموم.

الثالث: الياء، وشرطها أن تكون ساكنة، وما قبلها مكسور.

المدُّ بالألف، نحو قولك: قال، كِتاب

وبالواو، نحو: يَقول، مَحمود

وبالياء، نحو: قيل، سَعيد

وما معنى: لا تقوم ذات الحرف إلاَّ به

أي: لا يظهر حرف المدِّ، إلاَّ بإشباع الحركة المجانسة له.

فإذا أشبعتَ الفتحة، تولَّدت الألف

وإذا أشبعتَ الضمَّة، تولَّدت الواو.

وإذا أشبعت الكسرة، تولَّدت الياء.

فحروف المدِّ الثلاثة، لا تتولَّد، إلاَّ بإشباع الحركات، وكلُّ حرف مدٍّ، تجانسه حركته. أمَّا إذا اختُلِسَتِ الحركة، وإن شئتَ فقل: قُصِرتِ

فلا يمكن أن يتولَّد حرف المدِّ، نحو: يَعِش، في قوله:

سَئِمتُ تَكالِيفَ الْحياةِ ومَنْ يَعِشْ * ثمانِين حَولاً لا أبا لكَ يَسْأَمِ

فكسرة العين، في كلمة " يَعِش "، كسرة تامَّة، ولكنها ليست مُشبَعة، ولذلك لم تتولَّد الياء بعدها.

أما إذا قلتَ: " يَعِيش "، فقد أشبعتَ كسرة العين، فتولَّدت الياء.

وهكذا، كل حروف المدِّ.

وقول أحدهم: " الياء حرف مدٍّ، مسبوق بكسرة "

هذا التعريف ليس دقيقًا، لأنَّ الياء إن كانت حرف مدٍّ، يجب أن تكون ساكنة، ويجب أن يكون ما قبلها مكسورًا.

لماذا؟

لأنَّ الياء قد تكون حرف لِينٍ فقط، وهي الساكنة، المفتوح ما قبلها، نحو: بَيْت، قُرَيِش، فهي هنا ليست حرف مدٍّ.

وقد تأتي حرفًا عاديًّا، كسائر الحروف، نحو: يَرَى، والياء الأولَى من الفعل " يُعطي "، أما الثانية فهي حرف مدٍّ، ونحو " مَعايِش ".

وقوله: (إن العين هي الممدودة بالياء، في كلمة " سَعيد ")

هذا القول، فيه نظر.

والصواب: أنَّ العين بعدها حرف مدٍّ، وهو الياء.

ولا يقال: ممدودة بالياء، وإن شئتَ فقل: مَتلُوَّة بحرف مدٍّ.

أو يقال: إنَّ حركتها ممدودة، أو: مُشبعة

والياء- كما ذُكر – نَشَأت من إشباع كسرة العين، فهي لم تتولَّد من العين، بل من إشباع كسرتها.

ولذلك يمكن أن تتولَّد من إشباع حركة القاف أيضًا، نحو" مُشفِقين.

أو من حركة اللام، نحو: مُقاتِلين

أو من حركة الواو، نحو قوله تعالى {فكانَ مِنَ الغاوينَ} الأعراف 175

أو من حركة الهمزة، نحو قوله تعالى {قُلْ إي وربِّي} سورة يونس 53

أو من أيِّ حرف هجاء، إذا أشبعت كسرته.

وقد تأسَّس، أنها لا يمكن أن تتولَّد من الألف، لأنَّ الألف لا تكون إلاَّ ساكنة.

والله أعلم

مع عاطر التحايا

ـ[موسى 125]ــــــــ[22 - 02 - 2005, 08:48 م]ـ

شكراً للأستاذ (حازم) على التوضيح و، نسأل الله أن يوفقه للخير

ـ[الحربي]ــــــــ[24 - 02 - 2005, 09:04 ص]ـ

شكرا للسائل وشكر للمجيب على سؤال الأستاذ حازم حفظكما الله وزادكما علما ونفعا

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير