فإذا وقف القارئ اكتفى بما نسميه الألف هنا اصطلاحًا، وأهمل التنوين (إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفَا).
ولا تبدو الحاجة ماسة إلى تغيير موضع شارة التنوين:
أ- فإذا وضعتها فوق الألف تحقق ما أشرت إليه واختار القارئ أحدهما.
ب- وكذلك إذا وضعتها على الجانب الأيمن.
ج- أما إذا وضعتها على الجانب الأيسر فماذا يكون؟ إنها لا تنصرف إلى الألف ولا إلى الفاء، وكأنها شيء جديد ينضاف إلى ما بعد الألف.
أما قولكم بأن الألف حرف علة لا يقبل حركة واحدة فعندي أن هذا لا يرد هنا؛ لأن الألف هذه ليست حرف علة بحال من الأحوال، وإنما هي شيء يشبه كرسي الهمزة. إنها معتمد ومعول لرمز التنوين (ً)، إنها بمثابة كرسي التنوين، فالتنوين المرفوع فوق الحرف، والتنوين المجرور تحته كلاهما لا يورث التباسًا. أما التنوين المنصوب (كتاباً) فقد كان يمكن أن يكون (ً) فوق الحرف، ولكنما اختاروا الألف (أو صورة الألف وحسب، أو لنقل هذه العصا) كرسيًّا له؛ لأن الوقف على التنوين المرفوع والمجرور. فإذا راعينا بعد هذا أمور الطباعة، وجدنا أن الأمر يستوي حين يكون التنوين فوق الألف أو على يمينها، ولكنه بعدها يحتاج إلى فراغ خاص لا معنى له. وعلى ذلك يبقى أني أفضل أن تكون شارة التنوين فوق الألف جزءًا منها، وكأننا نقول للقارئ: اختر. ولعلنا نكون كذلك هنا أكثر اتساقًا مع الرسم القرآني في مصحف عثمان). العدناني 501.
رد عبدالرزاق محيي الدين
رئيس مجمع بغداد
ما أقره المجمع في 11 - 4 - 1972م
(أما رسم التنوين في نهاية الاسم في حالة الفتح، فإن المجمع يفضل أن يرسم التنوين على يمين الجانب الأعلى من الألف، وذلك في مثل: قرأت كتابًا وحضرت درسًا) العدناني 500.
خلاصة الاستفتاء
- يجوز أن يوضع التنوين على الألف في نهاية الكلمة المنصوبة (كتاباً) أو على طرفها الأيمن (شرابًا) أو على الحرف الصحيح قبلها (صوابًا، نصرًا) حسب أنواع حروف الطباعة الموجودة في المطابع. مع أن جل المطابع الحديثة تستطيع أن تضع التنوين حيث تشاء). العدناني 501 - 502
- أغفل العدناني قول من يرسم التنوين بعد الألف كما عند عبدالهادي هاشم (انظر: لوحة31)
قول العدناني
- وأنا أوثر وضع التنوين إما على طرف الألف الأيمن (كتابًا)، أو فوق الحرف الصحيح قبلها (شعرًا)؛ لأن معظم المعاجم وجلّ أمهات كتب الأدب (47 مصدرًا) يتقيد بأحد هذين الرسمين، ولأن الألف، التي قيل إنها شيء يشبه كرسي الهمزة، تظلّ ألفًا يتعذر التلفظ بها، إذا كانت وحدها وفوقها تنوين الفتح، فنوفر بذلك على أنفسنا زيادة نوع جديد من الألف على أنواعها الأخرى الاثنتين والعشرين. أما تنوين النصب فأرى أن نثبته في الكتابة دائمًا، إلا في الشعر حيث يجب أن نهمل كتابته على حرف الروي المنصوب مثل: قبرا، وأجرا، ونحرا).
العدناني 502.
ما الذي ننتهي إليه؟
- نحن بحاجة إلى توحيد الطريقة؛ لأنه لا خير في تعدد طرائق كتابة تنوين المنصوب.
مسلمات
1 - الضبط بالشكل ترجمة للضبط بالنقط.
2 - النقط الأول المعتبر هو نقط أبي الأسود الدؤلي.
3 - تدل النقطتان أو الشكلتان على الحركة المتبوعة بالتنوين.
4 - الوقف فرع على الوصل.
رسم تنوين المنصوب كما نرتضيه
- أرى أن الرسم الصحيح لتنوين المنصوب هو مذهب الخليل بن أحمد وهو إمام العربية.
ومذهبه أن ترسم الفتحتان على الحرف المحرك بالفتح منونًا هكذا: هذا فتًى رأيته قادمًا ويؤيد هذا المذهب جملة أسباب منها:
- طلب الاطراد في نمط التشكيل.
- مراعاة تقديم حالة الوصل على الوقف.
- دفع توهم تحرك الألف أو تنوينِها.
- دفع توهم انفصال الحركة عن التنوين.
- متابعة رسم كثير من المصاحف المخطوطة.
- متابعة رسم المصحف المتداول.
طلب الاطراد في نمط التشكيل:
- جعل تنوين المنصوب فيه طرد لطريقة التنوين كله؛ إذ تنوين المرفوع يرسم على الحرف: زيدٌ، عمرٌو
- وتنوين المجرور يرسم تحت الحرف: زيدٍ، عمرٍو
- وتنوين المنصوب يرسم على همزة آخر الاسم وكذلك إن جاءت بعد ألف يرسم على الهمزة: خطأً، جزاءً.
- ولذلك يحسن رسم تنوين المنصوب على الحرف. زيدًا، عمرًا كتابًا.
مراعاة تقديم حالة الوصل
على الوقف:
¥