تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

9. اَلنّقل من فَعلَ إلى أفْعَلَ لغير تَعْدِيَةٍ نحو سقيت ?لزرع وأسقيته،

10. لبناء صيغة ?لتفضيل، نحو: هي أحلى وأجمل… 11. لبناء صيغتي ?لتّعجب ?لقياسيّتين، نحو: ما أجمل ?لسماء! أعْزِزْ بخالدٍ!

أمّا همزة ?لوصل فليس لها مهمّة سوى ?لمهمّة ?لصّوتيّة ?لمشار إليها.

اِعتمادا على ما ورد أعلاه، نقول إن ?لهمزتين مختلفتان، فليست ?لواحدة منهما هي ?لأخرى، ولا أصلا لها، أو فرعا عليها، وإن كانت ?لألف (ا) شريكا إملائيّا فيهما، ولذا لا يحسن بنا جعلهما شيئا واحدا، أو تسميتهما تسمية واحدة. _ لا أتخلّص من ساكن بجلب ساكن آخر، ولذا، تحرّك هذه ?لألف ?لساكنة، ولو كانت ثمّة إمكانيّةٌ للتحريك دون حرف لاكتُفِي ب?لحركة، ولاستحالة الأمر، اُختيرت هذه ?لألف لضعفها، لتكون موضعا للحركة حين ?لحاجة لها، فإذا ما ?نتهت وظيفتها ?لصّواتيّة، ب?نتقالها إلى درج ?لكلام، سقطت هي وحركتها وسكونها لفظا، أو لفظا ورسما، وإن رُسمت، حوفظ على رسمها ألفا فوقها صاد صغيرة. ومن ?لصّاد ?لتي قالوا إنها ?ختصار من ?لوصل أو ?لصّلة، جعلوا وظيفتها دلالة على عدم ?لتوقّف في ?لقراءة ووصل ما قبلها بما بعدها، ومن هنا ظنّوا أنّها سمّيت همزة ?لوصل، و?لقول- كما أرى- ما قاله ?لخليل.

2.

على صعيد ?لصّواتة، وفي منأى عن ?لبحث إن كان ?لقدماء قد جعلوا همزة ?لوصل همزة قطع في أوّل ?لكلام أم لم يجعلوا، فإنّ لفظ همزة ?لقطع مختلف عن لفظ همزة ?لوصل في أوّل ?لكلام، وما علينا إلا أن "نذوق" ?لحرف- بلغة ?لخليل بن أحمد-، لنجد أنّ في لفظ ?لمقطوعة صوتا ?نفجاريّا، تظهر فيه ?لهمزة بيّنة جليّة في ?للفظ، بعد أن كان وَتَرا ?لصوت قد ?نغلقا انغلاقا تامّا، ثم ?نفرجا ليخرج ?لصوت ?نفجاريّا، أمّا في همزة ?لوصل ?لأولى، فأمر ?لصوت فيه وهَنٌ بيّنٌ، حيث لا نلفظ ?لهمزةَ ?نفِجاريّةً، بل نُخرج صوتا فيه حركة، مصحوبا بضمّ ?لشفتين في حالة ضمّ همزة ?لوصل، وبفتحهما في حالة فتحها، وبإنزال ?لحنك ?لأسفل في حالة كسرها، تماما كما لا نُخْلِصُ ?لحركات في حالة لفظ ?لمبنيّ للمجهول من ?لأجوف، حيث نلفظ "قِيل" و " صِيمَ" بكسر ?لحرف ?لأول مع ضمّ للشفتين وكأننا على نيّة ?لقيام بلفظ ?لضمّ، فجهاز ?لنطق يأخذ وِضعة ?لضمّة، و?للفظ ?لخارج هو ?لكسرة، فلا تكون ثمّة ضمّة ولا كسرة بلفظهما ?لحقيقيّ، بل هو ضرب من ?لإشمام. وللتأكّد من هذا ?لفرق في ?لصوت بين همزة ?لقطع وهمزة ?لوصل، علينا أن نردّد بهدوء وتنبّه شديدين نماذج ?لمجموعتين ?لتاليتين، حيث تبدأ ?لأولى بكلمات همزاتهن للقطع، و?لثانية، بكلمات همزاتهنّ للوصل:

أ- "أكرم- إكرامٌ"، "أنتَ"، "أنا"، "إنَّ"، "أُنثى"، "أنين"…،

ب- " اِنتبه- اِنتباهٌ"، "اِنْفعل- اِنْفعال"، "اِنشغل- اِنشغال"، "اُستُشهِدَ"…، لنتيقّن أنّنا في ?لأولى أعطينا ?لهمزة حقّها تحقيقا و?نفجارا، فيما ?ختلسناها في ?لثانية فلم نبلغها غايتها أو مساحتها في ?لنطق، فجاءت ?لحركة شبه خفيّة وكأننا نبدأ ب?لساكن، أو كأنّما لفظناها همزة بينَ- بينَ، أي مخفّفة مشربة بحركتها، ف?لمفتوحة تلفظ بين ?لهمزة و?لألف، و?لمكسورة، تلفظ بين ?لهمزة و?لياء، و?لمضمومة، تلفظ بين ?لهمزة و?لواو، وعليه لا أرى موضعا للقطعة مع همزة ?لوصل.

3.

لنفترض أنّنا سنلفظ ?لحركات، رغم معرفتنا أنّها صوائتُ غيرُ منفكّة عن ?لصوامت، فإنّ محاولتنا تثبت لنا أنّنا ما حقّقنا لفظ ?لهمزة ونحن نلفظ ?لضمّة أو ?لفتحة أو ?لكسرة، بل إنّ ما لفظناه هو ?لحركة مسبوقة بنوع من ?لهمهمة أو ?لهمر لا ?لنّبر، وكأنّنا بدأنا بذبذبة سابقة للساكن متّصلة به، كما نجد في قراءتنا لـ: اِنْتَفَضَ واقفا… اِنْهَمَكَ في عمله… وكأنّنا بدأنا ب?لعمليّة ?لعكسيّة؛ حركة ملفوظة قبيل ?لصّامت؛ vفَ c، لا صامت سابق للحركة c فَ v؛ كسرة + نون، لا نون + كسرة كما في نِلْتُ مثلا، وفي هذا ?لصوت شيء من ?لغنّة و?لخيشوميّة ?لخارجة من سقف ?لحلق. ( v أي حركة، صائت من vowel، c أي صامت، من consonant).

4.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير