تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

" واجتمع أيضا كتاب المصاحف على رسم النون الخفيفة ألفًا، وجملة ذلك موضعان: في يوسف "وليكونا من الصاغرين" وفي العلق "لنسفعا بالناصية"، وذلك على مراد الوقف. وكذلك رسموا النون الفاً لذلك في قوله "وإذًا لا يلبثون"، و"فإذا لا يؤتون الناس" و"وإِذًا لأذقناك" و"قد ضللت إذا"،وشبه من لفظة حيث وقع " ا. هـ

قال الدكتور غانم الحمد - وفقه الله - في كتابه القيم (رسم المصحف) ص 222:

" ومما كتبت بالألف، مثل التنوين المنصوب، كلمة (إذن)، ويبدو أنها كانت يوقف عليها بالألف فجاءت مرسومة في المصحف كذلك حيث وقعت (1)، في مثل: ( ... وإذا لا يلبثون خلفك إلا قليلا) [الإسراء: 76]، و ( ... فإذا لا يؤتون الناس نقيرا) [النساء:53]، و (إذا لأذقنك ... ) [الإسراء:75]، و ( ... قد ضللت إذا ... ) [الأنعام:56]. "


(1) الداني: المقنع، ص 43، ويقول السيوطي: الجمهور على أن الوقف عليها بالألف، وعليه إجماع القراء (انظر: الإتقان، ج2، ص154)، ولكن حين جاء علماء العربية يأخذون أصول قواعد الهجاء من الرسم العثماني اختلفوا في كتابتها بالنون أو بالألف، وقد مال جمهور النحاة إلى كتابتها بالنون، وجمهور أهل الرسم على كتابتها بالألف (انظر ابن قتيبة: أدب الكاتب، ص254، وابن درستويه: ص49. والبطليوسي: ص166)، وخير من مثل ذلك التعارض أبو عبد الله بن معاذ الجهني (انظر: كتاب البديع، ورقة 264أ) حين يقول: " وحكي عن علي بن سليمان عن المبرد أنه قال: لا يجوز أن تكتب (إذن) إلا بالنون وقال إني لأشتهي أن أقطع يد من يكتبها بألف. قال قال أبو عبد الله: " وقوله غير مأخوذ به. بل يجب قطع يد من يكتبها بالنون في المصحف لمخالفة السواد ".

أقول - حسين -: ملحوظة: رسم المصحف ليس توقيفيا - كما يظن البعض -، وهذه المقولة المغلوطة جرت علينا الويلات وأبعدت اللغويين عن دراسته والاهتمام به، وما رسم المصحف إلا نموذج لما كانت عليه الكتابة في ذلك الزمان.
إلا أنه يجب التزامه في رسم المصاحف والأخذ به، وفرق كبير بين القول بتوقيفه، والقول بوجوب التزامه، وما كتابتنا الآن إلا تطورا عنه، وما كثير من قواعد الإملاء إلا مأخوذه أصلا منه مع تغير طفيف طلبا للاطراد.
[راجع كتاب رسم المصحف]

وفقنا الله وإياكم لكل خير .. اللهم آمين

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[13 - 04 - 2008, 04:25 م]ـ
أنفس كلام قرأته في هذه المسألة

من كتاب (علم الكتابة العربية) ص 140 للدكتور غانم الحمد:

ومما كان يرسم بالألف نون (إذن)، فقد جاءت مرسومة بالألف في المصحف، حيث وقعت [الداني: المقنع ص43، وابن وثيق: الجامع ص61]، لأن الوقف عليها في القراءة بالألف [السيوطي: الإتقان 2/ 154]، أما في غير المصحف فإن بعض علماء العربية أجاز كتابتها بالألف والوقف عليها بالألف [ابن السراج: كتاب الخط ص125]. وأوجب بعضهم كتابتها بالنون، قال ابن درستويه: " وأما إذن فلا يجوز إبدال الألف من نونها في خط ولا لفظ، في وصل ولا وقف " [كتاب الكتاب ص 90]. (وكان المبرد يقول: أشتهي أن أكوي يد من يكتب إذن بالألف، يعني في غير المصحف " [نصر الهوريني: المطالع النصرية ص 136]. إلا أن الاستراباذي يقول: " إن الأكثر في إذن الوقف عليه بالألف، فلذا كان أكثر ما يكتب بالألف " [شرح الشافية 3/ 318].
والغالب اليوم رسم نون (إذن) بالنون، قال عبد السلام هارون: " والذي عليه المعاصرون الآن كتابتها بالنون مطلقا " [قواعد الإملاء: ص34]، وهذا مذهب أولى بالاتباع في غير رسم المصحف، حتى لا يقع الخلط بينها وبين (إذا) التي ترسم بالألف، وكذلك رسم النون الخفيفة نونا أبعد عن اللبس وأولى بالاتباع. " ا. هـ

هذا ما أردت نقله، وجزاكم الله خيرا وبارك بكم ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ـ[أبو مالك النحوي]ــــــــ[13 - 04 - 2008, 04:29 م]ـ
أخيّتي أنا البحر
سلمت يمينك على تلك الفائدة، لكن رأيا مثل هذا من شأنه أن يسبب صداعًا في الأذهان.

قبل سنة - وبعد أن كتبت ما سبق - وقعت على أبحاث مستفيضة جدا في تلك المسألة، منها بحث للدكتور محمد جمعة نبعة منشور في مجلة جامعة إب أو ذمار (شك من الراوي).
لكن ما قلته سابقا قصدت به لم شعث المسألة واختصارها فحسب.
فالكتاب يريدون لقمة سائغة ولا يريدون كلاما مطولا وتحليلات ومناقشات وردود؛ لأن الهدف من ذلك بالنسبة لما طرحته هو أن نتوحّد في مسألة كتابتها فقط.

هل تذكرين أين نشرت تلك الدراسة؟ أو من هي تلك الباحثة؟ كي يتسنى لي البحث عنها.
أشكرك على معلومتك الطيبة
ودمتِ

ـ[أبو مالك النحوي]ــــــــ[13 - 04 - 2008, 04:39 م]ـ
الأخ الكريم والأستاذ الفاضل حسين بن محمد
جميل جدا ما طرحته من آراء العلماء وأقوالهم.
وهدفي من طرح الموضوع هو لمّ المسألة وتلخيص الآراء، وليس حشد الأقوال. كي لا نوقع القارئ في حيرة من أمره.

تعليقك الأخير: (أنفس كلام قرأته في هذه المسألة) هو بحق كلام رائقٌ. وما ختمت به من كلام شيخ المحققين الأستاذ الكبير عبد السلام هارون هو خلاصة الأمر. فالذي أراه أن نتوحّد عليه، هوأن نكتب (إذن) بالنون لا غير. لأننا في نطقنا - وليس في القرآن - لا نقف عليها بالألف، بل نقف عليها بالنون، فعلى أي مستند نكتبها بألف؟!

أشكر لك تفاعلك الطيب وردودك الثرية، وأسأل الله لك يا أخي حسين المزيد من فضله، والله يتولانا ويتولاكم.

والسلام عليك.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير