نفس المقطع ( ough) ينطق نطقا مختلفا في كل كلمة مما سبق ( doe, cuff, hiccup, plow, throo, thara) بل إن الكلمة الواحدة تنطق نطقا مختلفا فيختلف معناها ورسمها واحد ( minute) لها نطقان، ( slough) لها ثلاثة.
أليس سعينا للتيسير - بلا داع - دليل على شعورنا بالدونية، وانعدام الثقة في قدراتنا الفكرية،
ولا أعنيك أخي الحبيب بالطبع بذلك، إنما أعني لجان التطوير والتيسير في المناهج.
أما قاعدة التسهيل فابن جني حين قال بكتابة الهمزة على الحرف الذي تخفف إليه قصد إلى التسهيل، لا حظ إشارته لمخالفة مذهب الكتاب.
ابن جني رحمه الله لم يقل بهذا من لدن نفسه، بل هذا ما كانت عليه الكتابة قبل ابن جني بل قبل الخليل بن أحمد رحمه الله الذي وضع شكلة الهمزة (ْء) علامة للضبط، فالكتابة العربية على هذا من قبل الإسلام وإنما زاد علماء الإسلام النقط والإعجام.
والكُتَّاب الذين عناهم ابن جني هم من احترفوا الكتابة، وليسوا بعلماء في اللغة بل كثير منهم كانوا من غير العرب، فمخالفتهم ليس المقصود بها الخروج على القواعد طلبا للتيسير، بل إشارة إلى عدم حجيتهم.
وقوله رحمه الله:
متى أشكلت عليك لفظة فلم تدر مقصورة هي أم ممدودة فأقصرها فإن قصر الممدود جائز ومد المقصور خطأ
هذا يوافق قاعدة التخفيف، لأن الممدود إذا خفف صار مقصورا، تخفف السماء فتصبح السما، وحيث حذفت الهمزة ولم تقلب حرفا، رسمت قطعتها على السطر.
وقوله:
متى أشكلت عليك لفظة ثلاثية فلم تدر من الياء هي أم من الواو فاكتبها بالألف فإن كتب ذوات الياء بالألف جائز حسن وكتب ذوات الواو بالياء خطأ
ليس هذا مما نحن فيه من أمر الهمزة، ولكنه يختص بكتابة الألف الأخيرة، ولا يرمي إلى التيسير بل إلى مراعاة الأصل، فما جهل أصله واو أو ياء غلبوا الواو لأنها أكثر في كلامهم من الياء، وهذا يراعى أيضا في التصغير والتكسير وغير ذلك.
وكذلك التذكير والتأنيث يغلب التذكير على التأنيث لأنه الأصل.
والقياس على ذلك يرجح تغليب الأصل في قاعدة رسم الهمزة أي مراعاة التخفيف، لا أقوى الحركات التي ليست بقاعدة أصلا بل ضابط غير حصين للقاعدة.
والله أسأل أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[09 - 06 - 2010, 01:08 ص]ـ
أساتذتي الكرام، قاعدة التسهيل قاعدة لا يختلف عليها اثنان، لكنها لا تنضبط في التوسط العارض، نحو:
سرني دعاؤكم، سمعت دعاءكم، أنصت لدعائكم.
إن الهدف من دراسة القواعد الإملائية هو توحيد الرسم في جميع الأقطار العربية، و ليس من حقنا تخطئت المجامع اللغوية، و تقسيم الكتب إلى معتبرة و غير معتبرة لأنها خالفت آراءنا، و اجتهاداتنا الشخصية، فالناس تعمل لهدف واضح و بطريقة واضحة، و هم علماء لهم مكانتهم بين علماء العربية شابت لحاهم في البحث و المراجعة، ثم يأتي أحدنا فينسف ما تواطأت عليه آراؤهم بكل يسر و سهولة لأنه صار مشرفا في الفصيح.
دمتم في رعاية الله
أخي المحترم.
هذا رأيي قبل أن أصير مشرفا،
ومن ينسف ما تواطأت عليه الأمة هم من خرجوا علينا ببدعهم التي تدل على جهلهم، ومن يستمدون علمهم من كتب مناهج المرحلة الابتدائية، ومن يتبع دعوة كل ناعق اغترارا بالدرجة الجامعية أو بشيب اللحى. أما أنا فأدعو إلى التمسك بالعلم وأخذه من مظانه.
اقرأ ردي الأخير جيدا الذي كتبته قبل أن أرى رأيك الكريم هذا.
غفر الله لي ولك
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[09 - 06 - 2010, 11:17 ص]ـ
يعجبني كثيرا من يقرأ و يستعرض المسألة من جميع جوانبها قبل أن يرد و يناقش.
اقرأ ردي الأخير جيدا الذي كتبته قبل أن أرى رأيك الكريم هذا.
قد قرأته جيدا - المشرف لا يعصى له أمر - فاكتفيت به، و احتفظت برأيي لنفسي و ولدي.
أسأل الله تعالى أن يجمعنا على الحق في الدنيا و على حوض المصطفى صلى الله عليه و سلم في الآخرة.
ـ[سعيد بنعياد]ــــــــ[09 - 06 - 2010, 01:46 م]ـ
إخوتي الكرام،
لا شك أن مشكلة رسم الهمزة من أعقد مشكلات الإملاء العربي، إلى درجة أن الدكتور رمضان عبد التواب أمضى عقودا من عمره في دراستها والتقعيد لها.
فإذا كان الأمر كذلك، فليس لأحد أن يدعي امتلاك الحق المطلق في شأنها، ومصادرة أراء الآخرين، فردا كان أم جماعة.
فالأولى أن نعمل بما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه.
¥